هدد زعيم المعارضة التركية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بانقلاب على غرار انقلاب السيسي في مصر وخلع الرئيس الشهيد د.محمد مرسي، وذلك بعد أن شنت الأجهزة الأمنية اعتقالات طالت دبلوماسيين سابقين، ومنتمين لحركة "جولن" بحسب "إذاعة النور" المعبرة عن الحركة.
واعتقلت السلطات حتى 30 يونيو الماضي 361 شخصاً من أتباع “حركة جولن” في غضون أسبوعين، وقالت صحيفة "الرأي العام" لصاحبها عبدالباري عطوان والناطقة بلسان الإيرانيين: إن "ثمّة انقلاب قريب يستشعره أردوغان وإنه يُحاكم مُعارضيه بـتُهمة إهانته، وأضافت أن 15 رئيس بلدية زجّهم بالسجن حتى إن أحد المعتقلين سبَّ أردوغان ووصفه ب”الجبان”".
ولم يستبعد مراقبون من روسيا يمكن أن يكون لها يد في زعزعة الاستقرار في تركيا نفسها ومحاولة افتعال انقلاب على أردوغان نفسه .
كما تحدثت الأخبار قبل أيام عن مُعارض من حزب ما داخل تركيا سب رجب طيب أردوغان مباشره بل وطالب بقتله.
وفي محاولة الانقلاب 2016، قُتل أكثر من 250 شخصًا في صراع بين الانقلابيين وقوات الحكومة، وليس أردوغان مباشرة، واعتقلت السلطات التركية آلاف المتورطين في العملية الانقلابية وإن الحديث عن سجن 100,000 في أسبوع مبالغ فيه.
وفي احتجاجات جيزي 2013، استخدمت الشرطة القوة، مما أدى إلى وفيات وإصابات.
ويُتهم أردوغان بالسلطوية، لكنه فاز بانتخابات، مما يجعل الأمر مثيرًا للجدل، ودعم تركيا بعض المتمردين في سوريا، لكنها تقاتل الإرهاب أيضًا.
وحاربوا وما زالوا يحاربون أردوغان بالعقوبات الاقتصادية، إلا أنه رغم ارتفاع الدولار مقابل الليرة فاز في الانتخابات وانخفض سعر صرف الدولار مباشرة.
وشهدت تركيا نهضة اقتصادية وعسكرية في عهد أردوغان منذ 2003 وإلى الآن، حيث تضاعف الناتج المحلي من 238 مليار دولار إلى 1.44 تريليون بحلول 2025، مع نمو سريع في 2003-2013 عسكرياً، وأدت إصلاحات ما بعد محاولة الانقلاب 2016 إلى تعزيز الصناعات الدفاعية المحلية، لكن الأساس كان موجوداً قبل ذلك، مع عضوية الناتو منذ 1952 إجمالاً، أردوغان ساهم بشكل رئيسي، لكنه بنى على تراكم سابق.
وعزل المحاكم التركية 14 رئيس بلدية منتخب تابع لحزب الشعب الجمهوري رغم فوزهم بصناديق الاقتراع ، مع فتح تحقيقا قضائيا ضد زعيم المعارضة "أوزغور أوزيل" بتهمة "إهانة الرئيس"، في تمهيد واضح لرفع الحصانة ومحاولة إخراسه سياسياً .
ورداً على تصريحاته "أوزيل" هدد زعيم الحركة القومية التركي دولت بهجلي رئيس حزب الشعب الجمهوري قائلاً : "ما الذي يحدث يا سيد أوزغور، هل تفكر في انقلاب؟".
وأضاف، "أرى أنك تجاوزت حدودك، وتعتقد بأنه لا أحد يستطيع إيقافك، هيا انزل إلى الشارع ولنرى ماذا ستفعل ، ولنقس طولك."
ووجه زعيم الحركة القومية دولت بهجلي كلامه هذا إلى رئيس حزب الشعب الجمهوري بعد أن وجّه الأخير انتقادات حادة لأردوغان اليوم في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه، مهدداً إياه بالخروج في مظاهرات ضده بعد أن شكك في شرعية أردوغان السياسية استناداً لنسبة الأصوات التي حصل عليها 29.2%.
الكاتب والمحلل السياسي التركي محمد كانبكلي @Mehmetcanbekli1 أشار إلى أن زعيم المعارضة هدد أردوغان بالانقلاب ونفس مصير الرئيس المصري الراحل مرسي.
وقال زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزال : " ما تشاهده الآن في الشارع في 81 ولاية هو مجرد لقطة ترويجية ( يقصد أردوغان)" مضيفا " الناس حاليا تقوم بعمل بروفه فقط، فيلم الرعب الحقيقي لم يبدأ بعد"..
وتابع: "إذا اكتفيت بمشاهدة الساحات عبر التلفاز كما فعل أولئك في مصر عندما كانوا يشاهدون ميدان التحرير عبر التلفاز، فستكون النتيجه نفس الشيء". مردفا "" لا تجبروني أن ألجأ لهذه الخطوة، وأدعوا الناس للنزول للشوارع".
و تأتي دعوات الغضب هذه من زعيم المعارضة بعد أن تم القبض في 3 يوليو على نائب رئيس بلدية manavgat التابعة لحزب CHP المعارض متلبسا أثناء أخذه رشوه قدرها 110 ألف يورو داخل صندوق بقلاوة، وذلك ضمن سلسله عمليات طالت عددا من رؤساء بلديات CHP و أبرزهم رئيس بلدية إسطنبول الذي ظهرت بحقه أدله قويه في ملفات فساد مازالت قيد التحقيق.
أردوغان ومرسي
وفي 18 يونيو 2019 شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الشعب التركي في وداع الرئيس المصري الشهيد محمد مرسي رحمه الله، ليثبت من جديد أنه صاحب مبادئ إنسانية أخلاقية، ومرة جديدة تثبت تركيا رقيها الإنساني الأخلاقي، بحسب المتحدث الإعلامي باسم حزب العدالة والتنمية التركي حمزة تكين.
ونقلت وكالة الأناضول عن الرئيس أردوغان ردا وجهه للنظام المصري في 21 يونيو من العام ذاته: "بينما كان محمد مرسي يصارع الموت في قاعة المحكمة لمدة 25 دقيقة، لم تطلب الإدارة المصرية الظالمة ولا قضاتها الطبيب لعلاجه، وانتظروا موته، فلتستعر الجحيم للقصاص من الظالمين.".
وفي 29 يونيو من 2019 ، شارك الرئيس أردوغان في قمة الشعرين وطالب أمام المجتمعين، ومنهم المنقلب عبدالفتاح السيسي، بالتحقيق في وفاة الرئيس محمد مرسي ومحاسبة المسئولين.
وتعهد الرئيس التركي رجب أردوغان من نيويورك بالاستمرار "بالمطالبة والبحث عن حق كل من الصحفي جمال خاشقجي والرئيس المصري محمد مرسي رغمًا عن البعض".
https://x.com/drzawba/status/1176079530156548096
وقال مراقبون: إن "أردوغان وحزبه نجحا في المناورة وتمكن إلى حد بعيد من تطهير الدولة والمخابرات، وأوقع الانقلابيين في تركيا أنفسهم في الفخاخ التي نصبوها لأنفسهم ونصبها لهم أردوغان، ثم جرهم للمحاكم برضى الشعب والقوى السياسية، وسط حسرة غربية صهيونية".