بتحركات تقودها لجان الأجهزة .. أدوار جاهزة لمط خلاف “سعودي” مع “السيسي”

- ‎فيتقارير

 

في عنوان متكرر عبر منصات اللجان الالكترونية بسكريبت موحد "الخلاف المصري السعودي .. هل اقتربت المواجهة ؟" وتجديد ملف قديم عن "غلق حنفية أموال الخليج و المساعدات الأمريكية والتي ستمنعه من الإستمرار على الكرسي"! فضلا عن المندسين في وسط المعارضة ورافضي الانقلاب الذين يروجون بلا أسانيد أن الرياض كما مولت تعيينه غضبت عليه فجأة وقررت إزاحته !

المتفاءلون يرون أن هذه الرغبة الخليجية في إزاحته سيكون معها الحفاظ على ما تبقى من أصول والإفراج عن المعتقلين وبحبة في المناخ العام ولو لوقت قليل (الناس تشم نفسها)..!!

ويروج رموز لهذا الخلاف ومنهم رجل الأعمال ذو العلاقات مع الصهاينة نجيب ساويرس الذي نقل بالفعل جانب من رأسمال شركاته إلى السعودية عن طريق شقيقه سميح وفي 26 مايو قال عن العلاقة بين مصر والسعودية: "هذا الخلاف لا يفيد أحد و مصطنع ! قوتنا في وحدتنا !..  أنا شخصياً أعتز بمحبتي للشعب السعودي و صداقاتي الكثيره مع كثير منهم".
 

حديث المخابراتي "عبدالوهاب خليل" هو تكرار لمنشور "هل اقتربت المواجهة؟!". ويشير إلى أن الخلاف سببه الاحتفاء بالجولاني الذي يمقل في رأي الأجهزة  "الإرهاب" معتبرينه "نظاما دينيا قاعديا موجه من الإخوان المسلمين وأيديولوجيا الجماعات"!
 

 

ويشير المخابراتي خليل إلى  ملفات أخرى: كالقواعد الأجنبية على البحر الأحمر ووضعية تيران وصنافير، وعدم الضغط السعودي على أمريكا لإيقاف حرب ‎غزة. وغيرها..! كما يلفت إلى "..التحالف الطائفي الذي يرعاه ترامب ويريد تشكيله بدعوى (التحالف الإبراهيمي) الذي يضم إسرائيل وبعض دول الخليج، وخطورة هذا الحلف الطائفي على مدنية الدول العربية، وتدميرها على أسس دينية ومذهبية".

 

وعبر عبدالوهاب خليل عن انزعاج الأجهزة من السب السعودي للجان في مصر عبر السوشيال ميديا فيقول: "بالنسبة لسلوك المصريين والسعوديين على السوشيال ميديا هو مرتبط بثقافة كل منهم، المصريون يعشقون الحرية ويرون أي محاولة للتحكم فيهم نوع من الاستعباد والقيود، بينما السعوديون يكثرون للغاية من ملف (المساعدات المالية) التي قدموها لمصر فترة من الزمن، ويرون أن تلك المساعدات كافية أو مبررة للتحكم في مصر ونزع قرارها السيادي. رغم ان المبالغ التي ارسلت لمصر هي ودائع تم ايداعها في البنك المركزي بفوائد سنوية.".
 

ورأى أن "السعوديون لا يستطيعون انتقاد أي وزير أو مسؤول محلي لديهم، بينما ينتقدون كل مسؤولين ووزراء العرب، ويجعلون أنفسهم حكما على أديان وأنظمة كل الشعوب الأخرى. وهذه الجزئية تحديدا تصنع سخطا كبيرا وثورة على السعوديين وممارسة العنف اللفظي ضدهم، وهو عنف غير مقبول بالطبع".

وزعم خليل بالمقابل أن "هامش الحرية في مصر كبير، فالمصري ينتقد الوزراء والنواب والحكومة بشكل عادي جدا، ينتقد حتى بعض سياسات رئيس الجمهورية، لكنه يحب قواته المسلحة ولا يقبل المساس بها، خصوصا في الأجواء الحالية التي تشكل تهديدا مباشرا للدولة".

حل مخابراتي لوقف التراشق!

 

الحل الذي قالت به المخابرات على لسان منصة عبدالوهاب خليل أو التحخلص من سوء فهم السعوديين للمصريين!

وأن ذلك يكون " ب": وقف تصدير وتدوير خطاب عدائي ضد الجيش المصري، أو خيار ثورته المباركة في 30 يونيو بالدفاع عن الجماعات الإرهابية، والتي لا تزال تشكل خطرا على مصر".

و"خفض التصعيد الحالي تمثل في مراجعة وحذف بعض النخبة السعودية هجومهم وشتائمهم ضد مصر، وهذا يمكن أن يحدث توافقا بين الاثنين في حال (حصر الانتقادات) في الأفكار والسياسات العامة، لا الشخوص وطبيعة النظام السياسي".!

واعتبر أن تصويب سهام النخبة السعودية على طبيعة النظام المصري بالكامل، والكتابة في البديل الديني المتفق مع قناعاتهم المتطرفة، حتى من يتبنون الفكر الليبرالي يكتبون ضد النظام المصري بصفته دكتاتورية عسكرية، ولا يناقشون الأبعاد الثقافية وراء ذلك الوصف، أو تحليل البدائل، مما يخرج جهدهم في الأخير كمحاولة لخدمة الجماعات الإرهابية المرتبصة، وكان ولا يزال هذا الملف حساس للغاية في دوائر الأمن والقطاعات الشعبية المصرية..

اعترافات الدولجية
ومن بين الصفحات التي تبنت منشور " هل اقتربت المواجهة ؟" منصة "لواء وجدي عبد المنعم عمر" الذي زعم أن "العلاقات المصرية الخليجية، وتحديدا مع المملكة العربية السعودية، تمر بمرحلة توتر شديد وغير مسبوق.، ورغم أن جذور هذه الأزمة ليست جديدة، إلا أن وتيرتها تصاعدت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، حتى وصلت إلى مستويات قد يصعب معها العودة إلى ما قبلها حتي وان ظهر للشعوب غير ذلك ".

وأدعى المنشور أن "رغم ما يبدو على السطح من تفاهم وتنسيق دائم بين مصر والسعودية، خصوصا في المؤتمرات العلنية واللقاءات البروتوكولية، إلا أن الكواليس تسجل خلافات متصاعدة بين البلدين، قد لا تكون قد انفجرت بعد، لكنها وصلت إلى نقطة توتر حقيقي، خصوصا في ملفات سيادية وأمنية تمس الأمن القومي المصري بشكل مباشر".
 

وروج المنشور إلى أن الخلافات الآن بين القاهرة والرياض لا تزال "مكتومة" ولا يُتوقع أن تظهر في الإعلام الرسمي في المدى المنظور، لكن المواقف على الأرض تتباعد بوضوح، خصوصا في القضايا السيادية والعسكرية، وتبدو مصر مصممة على ترسيخ مفهوم الاستقلال العربي والقرار الوطني الحر، وأن تكون الدول العربية قوية، متماسكة، وغير تابعة لأي قوى خارجية ، وأن لا تفرّط في أوراقها الاستراتيجية، ولا تسمح بتحويل البحر الأحمر إلى بحيرة مفتوحة لقواعد أجنبية، مهما كانت هوية الحليف.

حوار عبدالله العودة مع الميرازي

الصحفي فراج إسماعيل نقل متابعته لحوار حافظ الميرازي مع نجل الشيخ المعتقل د. سلمان العودة الناشط والأكاديمي المقميم في الولايات المتحدة عبدالله العودة.

وقال إن حصاد الأسبوع قائم على "الخلافات بين القاهرة والرياض"، والتي ترجمت من خلال التراشق على وسائل التواصل.. من الجانب المصري كانت من شخصيات مغمورة أو ممن يطلق عليهم البعض "اللجان الإلكترونية" بينما على الجانب الرسمي كان هناك تحفظ ودعوة إلى الهدوء.

وأضاف "على الجانب السعودي كان التراشق من أسماء كبيرة، لا يمكن لأحد أن يقول إنها لا تعبر عن اسم النظام أو الحكومة نفسها. نتحدث عن تركي آل الشيخ والصحفي المرموق داود الشريان اللذين اشتركا معاً في التهكم على الفريق كامل الوزير، وزير النقل والصناعة المصري. كذلك قينان الغامدي رئيس تحرير سابق لعدة صحف سعودية والمقرب من ولي العهد".

وتساءل الميرازي: "ماذا حدث في العلاقات المصرية السعودية.. هل هي تيران وصنافير، وعودة مصر عن تسليمها أو الحديث عن ترتيبات أمنية تخصهما.. هل العلاقات الإماراتية السعودية المتوترة والتي تنعكس على علاقة مصر بمن تغضب عليه الإمارات فتغضب مثلها، هل له علاقة بوقف المنح والمساعدات المفتوحة… 

وقال الدكتور العودة: ولي العهد محمد بن سلمان منذ قدومه إلى السلطة أعاد تقييم الحلفاء على طريقة ترامب، ومن هؤلاء الحلفاء مصر، أي تكون هناك مصالح اقتصادية للرياض مضيفا أن "هناك يقين لدى الرياض وكذلك الإمارات بأن موضوع الإخوان في مصر أصبح من الماضي.".

وتحدث عن تيران وصنافير وأن الرياض أخذت تشعر أن القاهرة تتخذهما موضوعا للابتزاز، وأنها تطلب بين فترة وأخرى مساعدات مقابل إنفاذ الصفقة المتفق عليها.

واضاف الدكتور عبدالله العودة: "محمد بن سلمان يشعر بالابتزاز من الجانب المصري، لدرجة أنه قص لدائرته الخاصة، وقد أخبرني أكثر من شخص مقرب من تلك الدائرة بذلك، يحكي أنه قال للسيسي خلال لقاء في القاهرة في العام الماضي (إن الموضوع طال وقد صبرنا كثيرا.. وعليكم ألا تجربوا الصبر السعودي) وأن  السيسي غضب  ورد عليه: لا تهدد الجيش المصري، هذا خط أحمر، وانتهى اللقاء بخروج ولي العهد غاضبا".

ويعلق العودة بأن بن سلمان كان يقص تلك الواقعة على أساس أنها بطولة منه (لا يوجد تأكيد  من مصدر محايد أو رسمي على تلك الرواية التي يرويها عبدالله العودة نقلا عن مصادر مجهولة).

خلاف 2021
ومما يدل على أن الخلافات ليست الأساس الذي تبني عليه العلاقات بين دول الثورة المضادة، أن خلافا كان متصاعدا في يونيو 2016 وفي يوليو 2021 وكلاهما انقضيا حيث منعت السلطات السعودية في يوليو 2021 مواطنيها من السفر إلى الإمارات، ورد أبوظبي بخطوة مماثلة، ومهاجمة وزير الطاقة السعودي موقف الإمارات الذي أدى إلى فشل اجتماع "أوبك+" بعدها بايام، وأصدرت السعودية قرارا يمثل تحديا لأبوظبي ويضيق الخناق على الصادرات الإماراتية للمملكة.

وكان القرار السعودي يقضي بتعديل قواعد الاستيراد من الدول الأخرى الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، لتستبعد السلع المنتجة في المناطق الحرة أو التي تستخدم مكونات "إسرائيلية"، من الامتيازات الجمركية التفضيلية.

ومثل القرار ضربة لإمارة دبي والمناطق الحرة في الإمارات ومنها جبل علي والمنطقة الحرة في مطار دبي. وستستبعد السعودية السلع التي تنتجها شركات بعمالة تقل عن 25 % من العمالة المحلية، والمنتجات الصناعية التي تقل نسبة القيمة المضافة فيها عن 40 % بعد عملية التصنيع، من الاتفاق الجمركي لمجلس التعاون الخليجي.
 

هذا القرار موجه للإمارات بشكل رئيسي حيث تمثل العمالة الوافدة والأجنبية نحو 90% من اجمالي عدد العاملين بشركاتها، وهو ما يعني عدم تمكن هذه الشركات من تصدير منتجاتها للسعودية.