الاحتلال الصهيونى يواصل حرب الإبادة ويعلن عن محور رابع فى خان يونس والمقاومة تستخدم تكتيكات متقدمة لاستنزاف العدو

- ‎فيعربي ودولي

 

 

واصل الاحتلال الصهيوني قصف عدة مناطق في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، مما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى.

وكشفت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، عن استشهاد 4 مواطنين بينهم ثلاثة أطفال جراء قصف الاحتلال لخيمة نازحين قرب صالة الربيع في مخيم 2 بالنصيرات وسط قطاع غزة، كما استشهد مواطن وأصيب آخرون في قصف استهدف برج الصفا بالمخيم.

وأشارت إلى أن مواطنين استشهدا وأصيب آخرون جراء غارة للاحتلال استهدفت منزلًا لعائلة الحطاب في حي الصبرة جنوب مدينة غزة.

وفي مدينة خان يونس، استشهد مواطنان وأصيب آخرون جراء قصف الاحتلال خيام النازحين خلف محطة العطار في منطقة المواصي غرب المدينة، بجانب استشهاد طفل 6 أعوام، كما أصيب آخرون جراء قصف خيام النازحين قرب محطة طبريا بالمواصي.

وشهد حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة انفجارات عنيفة ناجمة عن قيام جيش الاحتلال بعمليات نسف لمنازل سكنية في الحي، وتصاعد ألسنة الدخان في المكان.

يشار إلى أنه منذ السابع من أكتوبر 2023 تشن قوات الاحتلال، حرب إبادة جماعية على غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 197 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين خاصة من الأطفال وكبار السن .

 

محور رابع

 

فى سياق متصل أعلن جيش الاحتلال ، اليوم الأربعاء، عن محور رابع في غزة، يفصل شرق خان يونس عن غربها بطول 15 كيلو مترا، في فصل جديد لتقطيع أوصال القطاع وسط استمرار الإبادة.

يشار إلى أن جيش الاحتلال كان قد أنشأ محور نتساريم الذي يفصل شمال قطاع غزة عن باقي القطاع، ومحور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، ومحور موراج الفاصل بين رفح وخان يونس.

وقال جيش الاحتلال في بيان له : استكملت قوات اللواء 188 ولواء جولاني فتح محور ماجين عوز الذي يفصل بين شرق وغرب خان يونس .

وأشار إلى أن المحور يمتد على مسافة نحو 15 كيلومترا، زاعما أنه يشكل جزءا مركزيا في الضغط على حماس وحسم المعركة وفق تعبيره.

يذكر أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يتخذ من المحاور ذريعة لتعطيل المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس، من خلال الإصرار على البقاء لمواصلة الإبادة في غزة، بينما وافقت الحركة الفلسطينية على مقترحات سابقة، وطالبت بانسحاب جيش الاحتلال من كامل أراضي القطاع.

 

مرونة كبيرة

 

وقال محمد الهندي نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي إن القضايا الأساسية في المفاوضات متعلقة بانسحاب الاحتلال وإدخال المساعدات والضمانات بعد وقف اطلاق النار

وأكد الهندي فى تصريحات صحفية ان المقاومة أبدت مرونة كبيرة لكن لم يتم تحقيق اختراق حقيقي بشأن النقاط الخلافية في المفاوضات الجارية، معتبرا أن حديث ويتكوف عن حصر النقاط الخلافية الأربع بواحدة يدخل ضمن حملة التضليل.

وأشار إلى أن دولة الاحتلال تتحدث عن إنشاء مدينة إنسانية في غزة ما يعني أنها لن تنسحب من القطاع، وطلبنا العودة إلى خرائط اتفاق يناير وأكدنا ضرورة قيام الأمم المتحدة بتوزيع المساعدات في قطاع غزة مؤكدا أن تمسك الاحتلال بمحور موراج يكشف استراتيجية تهجير للسكان.

وشدد الهندى على أن حماس لم تطالب بإدارة قطاع غزة في اليوم التالي للحرب، وأن المقاومة تنتظر من الاحتلال تقديم خرائط حقيقية للانسحاب وإلغاء محور موراج، مؤكدا انه إذا أراد نتنياهو الوصول إلى اتفاق فسيتحقق ذلك في خمس دقائق.

 

 

الحرم الإبراهيمي

 

وأدان محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين جريمة الاحتلال الجديدة بحق الحرم الإبراهيمي الشريف والتي تمثلت بسحب صلاحيات بلدية الخليل في المسجد الإبراهيمي ونقلها لصالح الجماعات الاستيطانية الإرهابية فيما يسمى "مستوطنة كريات أربع" المقامة على أراضي المواطنين في المدينة.

وأكد الهباش في بيان له اليوم الأربعاء، أن الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل هو مكان إسلامي خالص لا حق لغير المسلمين فيه ولا في إدارته والإشراف عليه وفق كافة المواثيق والشرائع الدولية، واصفا هذه الجريمة بأنها حلقة جديدة في سلسلة الجرائم والاعتداءات التي تنفذها حكومة الاحتلال والتي تستهدف تهويد الحرم الإبراهيمي الشريف ونزع الصبغة الإسلامية العربية الفلسطينية عنه وفرض واقع تهويدي مزيف.

وحذر من خطورة استمرار اعتداءات الاحتلال وعصابات المستوطنين على المقدسات الإسلامية في فلسطين وبالذات المسجد الاقصى المبارك والحرم الإبراهيمي الشريف، معتبراً هذه الجرائم بأنها إشعال لنار الحرب الدينية التي ستحرق المنطقة والعالم .

 

 

عمليات المقاومة

 

فى المقابل أكد تيسير سليمان، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام، نجحت في تطوير تكتيكات ميدانية متقدمة منذ بداية المعركة مع الاحتلال ، وذلك ضمن رؤية استراتيجية طويلة النفس تهدف إلى استنزاف العدو وتكبيده خسائر فادحة.

وقال سليمان، في تصريحات صحفية : الحركة اعتمدت على تنظيم القوات وليس على ضخها عشوائيًا، مشيرا إلى أن الاحتلال استخدم آلياته المعروفة في القصف والقتل والتدمير، وهو ما استوجب من المقاومة تطوير أدواتها ووسائلها القتالية .

وأضاف: كتائب القسام استعادت استخدام قذائف الياسين، التي تم تطويرها بعد حرب عام 2014، بجهود قادها الشهيد يحيى السنوار، لتكون سلاحًا حاضرًا وفعّالًا بيد المقاتلين كما أعادت الكتائب ترميم شبكة الأنفاق وتوظيفها مجددًا ضمن خططها القتالية، وهو ما ظهر بوضوح في الفيديوهات التي نشرتها المقاومة مؤخرًا .

وتابع سليمان : الهدف من عمليات كمائن المقاومة المتكررة، لا سيما تلك المرتبطة بعربات جدعون، لم يكن فقط محاولة أسر جنود الاحتلال، بل أيضًا إفشال خططه عبر استدراج أكبر عدد من الجنود إلى مناطق مفخخة وتدمير المباني المحيطة بهم، مؤكدًا أن جيش الاحتلال لجأ إلى زج قوات من المشاة والاحتياط لتعويض نقص وحدات الهندسة، مما زاد من نسبة الاستهداف وخسائره البشرية، كما اعترف بذلك إعلام الاحتلال .

واعتبر أن ما تنشره الصحف الصهيونية من تسريبات حول سير العمليات القتالية إنما يعكس محاولات الاحتلال للتأثير في وعي مجتمعه الداخلي، وسط فشل واضح في الحسم الميداني .

وفيما يتعلق بالمفاوضات الجارية، قال سليمان: الاحتلال يسعى للبقاء في غزة وتنفيذ مخطط مدينة الإبادة الجماعية بين رفح وخان يونس، ويرفض التقدم بمسار سياسي حقيقي لإنهاء الحرب مؤكدا أن طاولة التفاوض لا يمكن فصلها عن الميدان، وتصاعد العمليات النوعية للمقاومة جزء من أدوات الضغط السياسي على الاحتلال .