أحكام قاسية وانتزاع اعترافات تحت التعذيب . “العفو الدولية” تدعو السعودية للإفراج عن 10 معتقلين نوبيين بعد 5 سنوات من الاحتجاز!

- ‎فيحريات

 

قالت منظمة العفو الدولية إن السلطات السعودية اعتقلت قبل خمس سنوات عشرة رجال نوبيين مصريين “لمجرد تنظيمهم فعالية مجتمعية سلمية”، مؤكدة أن “هؤلاء لم يكن ينبغي اعتقالهم أصلًا، فضلًا عن محاكمتهم أمام المحكمة الجزائية المتخصصة سيئة السمعة”.

وأضافت المنظمة أن الأحكام الصادرة ضدهم تتراوح بين 10 و18 عامًا، مطالبة السلطات السعودية بـ“إلغاء هذه الأحكام الجائرة والإفراج عنهم فورًا ودون قيد أو شرط”.

وبحسب منظمات حقوقية، فإن اعتقال النوبيين العشرة جاء على خلفية ندوة ثقافية بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر، وهي فعالية سنوية درجت الجمعية النوبية على تنظيمها، لكن السلطات السعودية اعتبرتها مخالفة بعد أن لاحظت عدم وضع صورة عبد الفتاح السيسي ضمن صور قادة حرب أكتوبر المعلقة، في حين كانت الصور تقتصر على المشير محمد حسين طنطاوي والبطل النوبي الراحل أحمد إدريس – صاحب فكرة استخدام اللغة النوبية كـ“شفرة” خلال الحرب.

ورغم مناشدات الأهالي المتكررة للمنظمات الحقوقية والسلطات المصرية للتدخل، تجاهلت القاهرة الملف بالكامل، كما فعلت مع عشرات المعتقلين المصريين في المملكة.

أحكام قاسية وانتزاع اعترافات تحت التعذيب

المنظمات الحقوقية أوضحت أن الأحكام الصادرة في أكتوبر 2020 – بالسجن من 10 إلى 18 عامًا – جاءت عقب محاكمة وصفوها بـ“الجائرة”، استندت إلى اعترافات انتُزعت بالإكراه والتعذيب. ووجهت لهم اتهامات مثل: إنشاء جمعية غير مرخصة، النشر على وسائل التواصل الاجتماعي، والتعاطف مع جماعة إسلامية محظورة، في إشارة إلى الإخوان المسلمين، رغم أن نشاط الجمعية كان ثقافيًا واجتماعيًا بحتًا.

يذكر أن المعتقلين هم: عادل إبراهيم فقير، الدكتور فرج الله أحمد يوسف، جمال عبد الله مصري، محمد فتح الله جمعة، سيد هاشم شاطر، علي جمعة علي بحر، صالح جمعة أحمد، عبد السلام جمعة علي بحر، عبد الله جمعة علي، ووائل أحمد حسن إسحق.

حملة إفراجات وانتقائية سياسية

في سياق متصل، كانت السلطات السعودية قد أفرجت مؤخرًا عن عدد من المعتقلين السياسيين ضمن ما اعتبره مراقبون “محاولة لتخفيف الاحتقان الداخلي”، من بينهم الداعية عادل بانعمة، والمدون ناصر الغامدي، والبلوجر أبو بجاد الهارف، والداعية أحمد حمادي، والباحث عبد الله الشهري.

تعاطف مع غزة.. واعتقالات بلا نهاية

كما طالت الاعتقالات أشخاصًا آخرين بتهمة “التعاطف مع غزة” أو دعم حملات المقاطعة، مثل المواطن المصري عبد الوهاب عمار، المعتقل منذ يناير 2024، ما تسبب لعائلته في معاناة اقتصادية واجتماعية كبيرة.

غضب وتضامن على مواقع التواصل

على مواقع التواصل الاجتماعي، أطلق ناشطون وسم #الحرية_لابناء_النوبة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين النوبيين. وغرّد منير الخطير (@farag_nassar_) قائلًا:

“فيه عشرة مصريين من أهل النوبة في سجون محمد بن سلمان، كل ذنبهم أنهم احتفلوا بذكرى 6 أكتوبر في السعودية.. إزاي تبقى مصري وتفرح بهزيمة إسرائيل في وقت نظامك بيرخصك لمحمد بن سلمان؟”

أما حساب @donuts_donutss فكتب:

“محدش ينسى أبناء النوبة المحكوم عليهم بالسجن 18 سنة بتهمة تشكيل صالون ثقافي احتفالًا بنصر أكتوبر.. زمانهم دلوقتي بيعيدوا وسط عائلاتهم لو كان فيه عدل.”