يشهد سوق الذهب في مصر حالة من الاضطراب والفوضى والارتباك وعشوائية التسعير، حيث لا توجد آلية رسمية تحدد الأسعار وتخضع أسعار الذهب لتقييمات التجار وفق تطورات السوق العالمية، وتغيرات سعر صرف الجنيه أمام الدولار والعملات الأجنبية .
في هذا السياق شهدت أسعار الذهب ارتفاعا جديدا مدفوعا بارتفاع سعر الأوقية عالميا في ظل الضغوط الكبيرة لخفض الفائدة الأمريكية والرسوم الجمركية التي يفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على بعض الدول، وهو ما أدى إلى حالة من الركود في السوق المحلية خاصة مع تراجع القدرة الشرائية للمصريين في زمن الانقلاب .
كانت أسعار الذهب قد سجلت خلال اليومين الماضيين :
سجل عيار 21 نحو 4660 جنيها للجرام.
فيما سجل عيار 24 نحو 5325.75 جنيها للجرام.
سعر الذهب عيار 18 اليوم نحو 3994.25 جنيها للجرام.
وبلغ سعر الجنيه الذهب، نحو 37280 جنيها.
ركود السوق
حول هذه التطورات قال نادي نجيب سكرتير شعبة الذهب: إن "تذبذب سعر الذهب وانشغال الأسر في الامتحانات والمصايف تسبب في حالة ركود لسوق الذهب، خاصة مع ارتفاع الأسعار".
وأكد نجيب في تصريحات صحفية أن السبائك والجنيهات أكثر رواجا من المشغولات الذهبية كأداة استثمار، مشيرا إلى أنه مع ارتفاع الأسعار يلجأ البعض للبيع وليس للشراء.
تحركات يومية
وأكد هاني ميلاد رئيس شعبة الذهب والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية أن التغيرات السريعة في أسعار المعدن الأصفر باتت متوقعة، مشيرا إلى أن الذهب أصبح يتحرك صعودًا وهبوطًا بصورة يومية.
وقال ميلاد في تصريحات صحفية : "هذه التغيرات تعتبر طبيعية في ظل ارتباط سعر الذهب ببورصة عالمية متقلبة، تتأثر بشكل كبير بالأحداث السياسية والاقتصادية والقرارات الدولية، وكذلك الحروب والنزاعات، من الطبيعي أن يتأثر السعر بهذه القوة، لأنه يعكس الحالة الاقتصادية والسياسية في آن واحد".
وأشار إلى أن أسعار الذهب العالمية شهدت ارتفاعًا خلال تعاملات اليوم، وكانت بورصة الذهب العالمية قد أغلقت يوم الجمعة الماضي على ارتفاع نسبي، عند مستوى 3355 دولارًا للأوقية ومع بدء العمل صباح اليوم في البورصة العالمية، ارتفع السعر ليصل إلى 3375 دولارًا، وهو ما انعكس بطبيعة الحال على السوق المحلية في مصر .
وأوضح ميلاد أن السعر العالمي حاليًا متأرجح قليلًا، حيث انخفض بنحو 20 دولارًا، لتسجل البورصة حاليًا 3355 دولارًا للأوقية، بينما بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 في السوق المحلية 4650 جنيهًا .
آلية التسعير
وحول الجهة المسؤولة عن تحديد أسعار الذهب محليًا، قال: "آلية التسعير تعتمد على مجموعة من العوامل، على رأسها السعر العالمي للذهب وسعر صرف الدولار مقابل الجنيه، موضحا أن التجار والصاغة يترجمون التغيرات التي تحدث في السعر العالمي إلى ما يُعرف بالمقاومة بالدولار، ويتم التسعير بناءً على سعر الدولار في البنوك، وبالتالي فإن تغيّر أسعار الدولار يؤثر مباشرة على السعر المحلي".
وكشف ميلاد أن هناك عوامل أخرى تؤثر في السعر، منها العرض والطلب في السوق المحلي، مؤكدا أن سوق الذهب في مصر لا يُدار عبر آلية رسمية محددة، وإنما يتم التسعير بطريقة اعتيادية داخل الأسواق، لا سيما بين تجار الذهب الخام والذهب الكسر .
الجنيه والدولار
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت: إن "جرام الذهب عيار 21 ارتفع بقيمة 20 جنيهًا خلال الأسبوع الماضي، حيث بدأ التداول عند مستوى 4640 جنيها واختتم عند 4660 جنيهًا، كما ارتفعت الأوقية عالميًا بمقدار 18 دولارًا، من 3337 إلى 3355 دولارًا.
وأوضح إمبابي في تصريحات صحفية أن جرام الذهب عيار 24 سجل 5326 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 3994 جنيهًا، في حين وصل عيار 14 إلى 3107 جنيهات، وسجل الجنيه الذهب 37280 جنيهًا.
وأشار إلى أن السوق المحلي شهد استقرارًا نسبيًا خلال تعاملات اليومين الماضيين، تزامنًا مع عطلة البورصة العالمية، حيث افتتح عيار 21 التداول عند 4660 جنيهًا، وتراجع إلى 4650، قبل أن يعاود الإغلاق عند نفس مستوى الافتتاح.
وأضاف إمبابي : أسعار الذهب بالأسواق المحلية ارتفعت بنسبة 25 % تقريبًا، وبنحو 920 جنيهًا من بداية عام 2025، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 3740 جنيهًا، وسجل خلال نهاية تعاملات الأسبوع الماضي نحو 4660 جنيهًا، في حين ارتفعت الأوقية بالبورصة العالمية بنسبة 28 % تقريبًا، وبنحو 731 دولارًا، حيث افتتحت التعاملات عند 2624 دولارًا، ولامست أعلى مستوى في تاريخها عند 3500 دولار في 22 أبريل الماضي، واختتمت تعاملات الأسبوع الماضي عند 3355 دولارًا.
وكشف أن توجه دولة العسكر لخفض قيمة الجنيه أمام الدولار للتغلب على التضخم المرتفع، ومواجهة شح الدولار، أسهم في ارتفاع سعر الذهب محليًا، بالإضافة لارتفاع سعر الأوقية بالبورصة العالمية، بفعل تصاعد المخاطر الجيوسياسية، وإقبال البنوك المركزية على شراء الذهب، وضعف الدولار الأمريكي وتآكل الثقة به كعملة احتياط مهيمنة، والسياسات المالية والإجراءات الجمركية المثيرة للجدل من قبل إدارة الرئيس ترامب.
وتوقع إمبابي أن تسهم السياسات التجارية المثيرة للجدل التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا على كندا، والبرازيل والتي تهدد بتوسيع نطاق الرسوم الجمركية لتشمل دولًا أخرى، في مزيد من الارتفاعات في أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة.