بعد تحذيرات الترويكا الآوروبية…إيران تستعد لحرب جديدة مع الصهاينة والأمريكان 

- ‎فيعربي ودولي

 

 

تؤمن إيران بأن حربها مع الكيان الصهيونى لم تنته وأن هناك جولة قادمة حاسمة لهذه الحرب خاصة فى ظل التآمر الأمريكى الآوروبى الصهيونى ضد الجمهورية الإسلامية ودعمهم للكيان الصهيونى ومحاولاتهم تدمر البرنامج النووى الإيرانى من خلال إجبار طهران على الدخول فى مفاوضات جديدة مع الولايات المتحدة  

فى هذا السياق كشفت مصادر إيرانية أن السلطات الإيرانية تدرك أن جولة ثانية من الحرب مع الكيان الصهيونى باتت على الأبواب، وأن الاستعدادات تجري على قدم وساق من أجل سد الثغرات التي استطاعت هذا الكيان أن يستغلها في الأيام الأولى للحرب السابقة. 

وقالت المصادر إن إيران ستسعى، إذا ما فُرضت عليها جولة ثانية من الحرب إلى استخدام أوراق أكثر إيلامًا في المنطقة، مثل مضيق هرمز، الذي كان مطروحًا في الحرب الفائتة كورقة ضد أمريكا، لكن طهران آثرت ألا تذهب إلى استخدام هذه الورقة حينها. 

تأتي هذه الاستعدادات الإيرانية في وقت منحت فيه دول الترويكا إيران مهلة لا تزيد عن نهاية أغسطس 2025 لإنهاء التفاوض مع أمريكا والوصول إلى حل نهائي بخصوص الملف النووي، أو أن طهران سوف تواجه أزمة تتعلق بفرض عقوبات جديدة عليها. 

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن فرنسا وبريطانيا وألمانيا، ستقوم بتفعيل آلية العودة السريعة لعقوبات الأمم المتحدة على إيران بحلول نهاية أغسطس المقبل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي قبل ذلك. 

وزعم الوزير أن فرنسا وشركاؤها لديهم ما يبرر إعادة تطبيق الحظر العالمي على الأسلحة والبنوك والمعدات النووية الذي كان قد تم رفعه قبل 10 أعوام. مشددا على أنه بدون التزام قوي وملموس وموثوق من إيران، سنفعل ذلك بحلول نهاية أغسطس على أقصى تقدير. 

فيما ذكر موقع "أكسيوس" أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ووزراء خارجية فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة اتفقوا على تحديد نهاية أغسطس موعدًا نهائيًا لإيران للتوصل إلى اتفاق نووي. 

وقال الموقع :  في حال عدم التوصل إلى اتفاق بحلول هذا الموعد النهائي، فإن القوى الأوروبية الثلاث تعتزم تفعيل آلية "العودة السريعة" التي تعيد فرض جميع عقوبات مجلس الأمن الدولي التي رُفعت بموجب الاتفاق النووي مع إيران عام 2015. 

 

الترويكا الأوروبية  

 

من جانبه أكد قنصل إيراني سابق، ويعمل حاليًا في مؤسسة المرشد الأعلى علي خامنئي، أنه فيما يتعلق بالعلاقة مع الترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا)، فإن طهران ترى أن هذه الدول تحاول ابتزازها سياسيًا في محاولة لدفعها نحو العودة إلى طاولة التفاوض مع الولايات المتحدة دون أي شروط مسبقة.  

وأوضح القنصل أن الترويكا الأوروبية أرسلت في الأيام القليلة الماضية عدة رسائل مباشرة وغير مباشرة إلى القيادة الإيرانية، مضمونها أن الوقت قد حان للجلوس مع واشنطن والتوصل إلى تفاهم نهائي بشأن الملف النووي، وإنهاء هذا الملف لكي تنتهي الأزمات على حد تعبير تلك الرسائل. 

ووصف الموقف الأوروبي بـ"الغريب والمخيّب"، خاصة أن الترويكا كانت، في صف إيران خلال مفاوضات الاتفاق النووي عام 2015، وتدرك جيدًا أن انهيار الاتفاق لم يكن بسبب إيران، بل نتيجة انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق عام 2018.  

وأضاف القنصل أن طهران لا يمكن أن تقبل بهذا النوع من الضغوط، وترى أن العودة للتفاوض لا بد أن تكون ضمن شروط تحفظ حقوقها السيادية ومصالحها النووية. 

 

محاولات صهيونية 

 

وحول القراءة الإيرانية للتحولات المتسارعة في المنطقة والتوجهات الغربية المستجدة تجاه طهران، أكد القنصل الإيراني السابق أن إيران تراقب بدقة "التحول السريع وغير التقليدي" في البيئة الإقليمية، الذي تقوده محاولات صهيونية حثيثة للتمدد السريع في المنطقة. 

وأوضح أن طهران تدرك أن التغيرات الجيوسياسية الجارية ليست محض تطورات عادية، بل هي انعكاس لتكتيكات جديدة تنتهجها دولة الاحتلال في سعيها لتعزيز وجودها الإقليمي، وهو ما تعتبره طهران تهديدًا مباشرًا لها ولحلفائها في الإقليم مشيرا إلى أن هذا الفهم الاستراتيجي هو الذي يحدد طريقة تعامل إيران مع الضغوط الدولية المتصاعدة، خاصة تلك القادمة من الترويكا الأوروبية. 

 

مضيق هرمز 

 

وفي قراءة لتوقعات الصراع المقبل، أكد القنصل الإيراني السابق أن بلاده لا تتوقع أن تكون الجولة القادمة من الحرب مع الكيان الصهيونى مشابهة للجولة السابقة، بل ستكون نسخة مختلفة تمامًا، مشيرًا إلى أن طهران تمتلك أوراقًا جديدة سيتم استخدامها في حال اندلاع المواجهة. 

ومن بين هذه الأوراق، كشف أن طرح مضيق هرمز كورقة ضغط في حال اندلاع حرب شاملة مع الكيان الصهيونى وأمريكا هو خيار مطروح بالفعل في دوائر صنع القرار الإيراني موضحا أن إيران سبق أن حذرت مرارًا، سواء عبر مسؤولين رسميين أو من خلال نواب في البرلمان، من أن المضيق قد يُغلق في وجه الملاحة الدولية إذا ما تطورت الأوضاع نحو التصعيد العسكري. 

وشدد القنصل على أن إيران لا تخشى أي رد فعل دولي في حال وصلت الأمور إلى المواجهة، معتبرًا أن الوضع سيكون صعبًا على الجميع في حال اندلعت حرب ثانية، وأن طهران ستحاول تكبيد الكيان الصهيونى والولايات المتحدة خسائر كبيرة إذا قرر الطرفان الدخول في صدام عسكري جديد مع الجمهورية الإسلامية. 

 

ضربة بالغة الحساسية 

 

وقال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية على خامنئي: إن الإنجاز الذي حققه الشعب في حرب الـ12 يومًا كان ثمرة عزيمة وإرادة وثقة وطنية بالنفس. 

وأضاف خامنئي في لقاءٍ مع رئيس السلطة القضائية وكبار مسؤوليها في أنحاء البلاد: ليعلم الأصدقاء والأعداء أن الشعب الإيراني لن يحضر ضعيفًا في أي مجال أو ميدان.  

وأكد أننا نتمتع بجميع الأدوات اللازمة، كالمنطق والقوة العسكرية، ولذلك عندما ندخل سواء في مجال الدبلوماسية أو العسكرية، سندخل بأيدٍ كاملة بعون الله تعالى.   

وقال خامنئي: مع أننا نعتبر الكيان الصهيوني ورمًا خبيثًا، وأمريكا مجرمة لدعمها له، إلا أننا لم نرحب بالحرب، لكن كلما هاجمنا العدو، كان ردّنا ساحقًا وقويًا. 

وتابع: لو لم يركع الكيان الصهيوني، ولو لم يسقط على الأرض، ولو كان قادرًا على الدفاع عن نفسه، لما لجأ إلى أمريكا بهذه الطريقة، لكنه أدرك أنه لا يستطيع الوقوف أمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية. 

ووصف خامنئي رد إيران المضاد للهجوم الأمريكي بأنه ضربة بالغة الحساسية، مؤكدا أن المركز الذي هاجمته إيران كان مركزًا أمريكيًا بالغ الحساسية في المنطقة، وعندما تُرفع الرقابة الإعلامية، سيتضح حجم الضربة التي وجهتها إيران لهذه القاعدة. وبالطبع، يمكن توجيه ضربة أكبر من هذه لأمريكا وغيرها. 

واعتبر بروز القضية الوطنية في الحرب الأخيرة أمرًا بالغ الأهمية، وعائقًا أمام تحقيق مخطط العدو.  

وقال قائد الثورة الإسلامية إن حسابات ومخططات المعتدين كانت تتمثل في إضعاف النظام من خلال مهاجمة بعض الشخصيات والمراكز الحساسة في إيران، وظنوا أنهم يستطيعون القضاء عليه بتحريض الشعب وإخراجه إلى الشوارع، وبإدخال القوى المركزية النائمة لمرتزقتهم من المنافقين والملكيين إلى البلطجية إلى الميدان. 

وأضاف: عمليًا، حدث عكس مخطط العدو تمامًا، واتضح أن العديد من حسابات بعض الأشخاص في المجالات السياسية وما شابهها لم تكن صحيحة.