مع استمرار المقاومة ضد الاحتلال…الصراع بين إيران والكيان الصهيونى لن يتوقف

- ‎فيعربي ودولي

 

 

الصراع بين إيران والكيان الصهيونى لن يتوقف طالما كانت هناك مقاومة ضد الصهاينة فى فلسطين واليمن وسوريا ولبنان والعراق …الشماعة التى يعتمد عليها الصهاينة والأمريكان هى المفاعلات النووية الإيرانية لكن الهدف الحقيقى هو ضرب ما يسميه التحالف الصهيوأمريكى أذرع إيران فى المنطقة واجبار طهران على التخلى عنهم.. وبالتالى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط التى تقوم على ما يسمى الاتفاق الإبراهيمى الذى يتم بمقتضاه القضاء على كل مقاومة لدولة الاحتلال والإبقاء على الحكام العرب الخونة الذىن يعملون فى خدمة هذا التحالف المشئوم وتحقيق أمن دولة الاحتلال .

يأتي هذا التصعيد في سياق توترات إقليمية متزايدة، حيث بدأت الحرب بين إيران والكيان الصهيونى في الثالث عشر من يونيو الماضى عندما شن الكيان الصهيونى هجمات على مبانٍ سكنية ومنشآت نووية وعسكرية إيرانية، قبل أن تتدخل الولايات المتحدة لاحقًا، وتوقف القتال في الرابع والعشرين من يونيو بعد مفاوضات توسطت فيها قطر.

 

خطط صهيونية

 

فى هذا السياق كشف تقرير حديث، عن خطط صهيونية سرية جديدة تستهدف إيران، بعد فشل محاولات سابقة لزعزعة استقرارها الداخلي أو تقويض وحدتها الإقليمية خلال الحرب التي استمرت اثني عشر يومًا.  

ونقل التقرير عن مصادر موثوقة أن الكيان الصهيونى أصدر تعليمات إلى شبكاته وعملائه لتكثيف ثلاث عمليات نفسية وسياسية تستهدف الجمهورية الإسلامية. تتركز العملية الأولى على توجيه اللوم إلى إيران، وبشكل خاص سياسات قائد الثورة  الإسلامية، فيما يتعلق بالهجوم الأخير على الأراضى المحتلة .

وأشار إلى تبنى وسائل إعلام خارجية، مثل قناة "إيران إنترناشونال"، هذا الخط الدعائي بسرعة، بدعم من بعض العناصر الداخلية المرتبطة بتلك الشبكات، والتي تعمل كأبواق للروايات الصهيونية .  

 

رضا بهلوي

 

وكشف التقرير عن محور ثان في الاستراتيجية الصهيونية يتمحور حول محاولة جديدة بقيادة رضا بهلوي، نجل الشاه المخلوع، لتشكيل ما يُسمى بـ"الجمعية التأسيسية في المنفى"، بعد فشل محاولته السابقة لإنشاء حكومة في المنفى. وأكدت مصادر أن بهلوي يخطط لعقد حدث في عاصمة أوروبية الشهر المقبل، يتضمن دعوات سرية لجماعات إرهابية معادية لإيران، خاصة الفصائل الانفصالية الكردية مشيرة إلى أن الاجتماع يهدف لإنشاء جمعية رمزية تعمل على تقويض الشرعية السياسية لإيران، من خلال تقديمها كبديل وهمي للنظام الحالي.  

وقالت المصادر إن هذه الخطوة تأتى كجزء من جهود صهيونية متواصلة لزعزعة الاستقرار الداخلي في إيران، مستغلة الانقسامات العرقية والسياسية داخل البلاد لخلق حالة من الفوضى والضعف.

وأوضح التقرير أن المحور الثالث والأكثر إثارة للقلق في هذه الخطط هو تشكيل تحالف سياسي يضم بقايا من أحداث الاحتجاجات في عام 2009، والملكيين، والإرهابيين، والجماعات الانفصالية. على ان يقود هذا المشروع أردشير أمير أرجمند، وهو شخصية مرتبطة بمنظمة مجاهدي خلق ومستشار سابق لأحد قادة احتجاجات 2009.  

 

حكومة في المنفى

 

وقال ان المشروع يتركز حول صياغة "بيان استفتاء" يوقّعه تحالف من الأفراد المتطرفين المعادين لإيران داخل البلاد وخارجها، بقيادة شخصيات مثل رضا عليجاني، المعروف بسجله في الأنشطة التخريبية. وتشمل محتويات البيان دعوات لإجراء استفتاء، وتشكيل جمعية تأسيسية، وإنشاء حكومة في المنفى، وهي أهداف تتماشى مع استراتيجية صهيونية طويلة الأمد لزعزعة استقرار إيران من الداخل.

وأضاف التقرير : في الداخل، يُشار إلى أفراد مثل "مصطفى ت." و"عبد الله م." كمسؤولين عن جمع التوقيعات لهذا البيان، مما يثير مخاوف جدية بشأن التدخلات الخارجية في الشؤون الإيرانية.

يشار إلى أن هذه الخطط تأتي في سياق إقليمي معقد، حيث تتواصل المحادثات بين إيران والقوى الغربية لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، وسط ضغوط صهيونية وأمريكية لفرض قيود أكثر صرامة على البرنامج النووي الإيراني. وقد أثارت هذه الأنباء مخاوف من أن تؤدي هذه العمليات السرية إلى تصعيد عسكري قد يعرقل أي تقدم دبلوماسي.

 

حرب الظل

 

في المقابل، أكدت إيران التزامها بحماية سيادتها، مشيرة إلى استعدادها للرد بقوة على أي تهديدات. ويُعد هذا التصعيد جزءًا من "حرب الظل" المستمرة بين إيران والكيان الصهيونى التي تشمل هجمات سيبرانية، وعمليات استخباراتية، واستهداف شخصيات بارزة.

ومع استمرار هذه التوترات، يظل الوضع الإقليمي هشًا، حيث يمكن أن تؤدي أي خطوة متهورة إلى عواقب وخيمة تهدد استقرار الشرق الأوسط لسنوات قادمة.

 

استراتيجية ممنهجة

 

فى هذا السياق حذّرت أستاذ العلوم السياسية الدكتورة نيفين وهدان من خطورة استمرار الصمت العربي إزاء ما يُحاك للمنطقة تحت ما يعرف بمخطط "الشرق الأوسط الجديد"، مؤكدة أن هذا المشروع ليس مجرد رؤية جيوسياسية، بل هو استراتيجية ممنهجة لإعادة تقسيم المنطقة جغرافيًا وديمغرافيًا، وإضعاف الدول الوطنية لصالح الكيانات الهشة والطائفية.

 وأكدت نيفين وهدان فى تصريحات صحفية أن الواقع الحالي في فلسطين وسوريا واليمن وليبيا يكشف بوضوح عن معالم هذا المخطط، الذي يستهدف تفكيك وحدة المجتمعات، وضرب الهوية الثقافية والحضارية، وتحويل العالم العربي إلى ساحات نفوذ متصارعة بين القوى الدولية.

وشددت على أن لحظة التحرك العربي قد حانت، ليس فقط عبر البيانات الدبلوماسية، بل من خلال تحالفات استراتيجية حقيقية تحفظ الأمن القومي العربي، وتدعم قوى المقاومة والصمود، وتُفشل محاولات تفكيك الكيانات القائمة.

وقالت نيفين وهدان ان الفوضى المصطنعة، وتغذية النزاعات الطائفية، ومحاولات تطبيع الاحتلال وتذويب الحق الفلسطيني وضرب ايران، ليست مجرد تطورات عشوائية، بل هي أدوات ممنهجة في سياق تنفيذ هذا المخطط مطالبة النخب السياسية والفكرية والإعلامية بتحمّل مسؤولياتها في توعية الشعوب ومواجهة مخاطر التغريب والتقسيم. 

وشددتد على أن المعركة ليست فقط على الأرض، بل أيضًا على الوعي، وأن أول خطوات المواجهة تبدأ بإدراك الشعوب لحجم المؤامرة وتكاتفها للدفاع عن أوطانها ومقدّراتها.