مع استمرار التوترات السياسية …قفزة جديدة في أسعار الذهب بالسوق المحلي

- ‎فيتقارير

 

 

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في السوقين المحلي والعالمي خلال تعاملات أمس  مدعومة بتراجع الدولار الأمريكي، وتجدد الطلب على الملاذات الآمنة، وسط حالة من عدم اليقين بشأن السياسات التجارية والنقدية في الولايات المتحدة .

وارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ خلال تعاملات اليوم بقيمة بلغت 20 جنيهًا للجرام، مدفوعة بزيادة نسبية في حجم الطلب المحلي، وارتفاع الأسعار العالمية للمعدن النفيس.

وسجل سعر الذهب عيار 21، الأكثر تداولًا في السوق المصري، 4660 جنيهًا، فيما بلغ سعر أوقية الذهب 3366 دولارًا، بحسب بيانات شعبة الذهب.

 

الرسوم الجمركية

 

كان مجلس الذهب العالمي قد كشف في تقريره الأخير عن استمرار التدفقات الإيجابية على صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب للأسبوع الخامس على التوالي، بصافي بلغ 15.8 طن من الذهب.

واستحوذت صناديق الاستثمار في أمريكا الشمالية على الحصة الأكبر من هذه التدفقات بواقع 15.5 طن، تلتها صناديق أوروبا بـ1.8 طن، بينما سجلت صناديق آسيا صافي خروج بلغ 1.6 طن، ما يعكس تباين توجهات المستثمرين حسب المناطق الجغرافية.

وواصلت أسعار الذهب العالمية ارتفاعها، مدعومة بتزايد القلق من تطبيق رسوم جمركية مرتقبة على واردات الاتحاد الأوروبي، ليسجل سعر الأونصة نحو 3388 دولارًا حتى مساء اليوم.

وتترقب الأسواق خلال الأيام المقبلة مجموعة من البيانات الاقتصادية، إلى جانب تحركات الدولار الأمريكي، والتي قد تلعب دورًا حاسمًا في تحديد اتجاهات المستثمرين خلال المرحلة القادمة، وسط بيئة اقتصادية مشحونة بالضبابية والتقلبات.

 

موجة ارتفاع جديدة

 

من جانبه أرجع هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بغرفة القاهرة التجارية، هذا الارتفاع المفاجئ إلى التأثر المباشر بصعود أسعار الذهب عالميًا، مع عودة التداولات في البورصات الدولية بعد الإجازة الأسبوعية.

وقال ميلاد في تصريحات صحفية: إن "السوق المحلي يتأثر بشكل مباشر بتحركات الأسواق العالمية، خاصة أسعار الذهب المقومة بالدولار".

وأشار إلى أن السوق قد يشهد موجة جديدة من الارتفاعات في أسعار الذهب، مدفوعة باستمرار التوترات السياسية والتجارية عالميًا، والمخاوف من تطبيق رسوم جمركية على بعض الدول.

ولفت ميلاد إلى أن هذه العوامل مجتمعة تسهم في تعزيز جاذبية الذهب كملاذ آمن، ما يدفع أسعاره للارتفاع محليًا ودوليًا.

 

قفزة في الأسعار

 

وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» المتخصصة في أسواق الذهب والمجوهرات: ، إن "أسعار الذهب ارتفعت محليًا بنحو 5 جنيهات، ليسجل جرام الذهب عيار 21 نحو 4655 جنيهًا، فيما ارتفعت الأوقية عالميًا بمقدار 17 دولارًا لتصل إلى مستوى 3567 دولارًا". 

وأشار إمبابي في تصريحات صحفية إلى أن سعر جرام الذهب عيار 24 سجل نحو 5320 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 3990 جنيهًا، وعيار 14 وصل إلى 3104 جنيهات، بينما سجل الجنيه الذهب 37240 جنيهًا.

وأضاف ان أسعار الذهب كانت قد أنهت تعاملات الأسبوع الماضي على تراجع طفيف بقيمة 10 جنيهات، حيث افتتح عيار 21 عند 4660 جنيهًا وأغلق عند 4650 جنيهًا، في حين تراجعت الأوقية بنسبة 0.1% من 3355 إلى 3350 دولارًا.

وأوضح إمبابي أن هناك عدة عوامل عززت من مكاسب الذهب في بداية الأسبوع، أبرزها تراجع مؤشر الدولار من أعلى مستوياته خلال الشهر، بعد تصريحات تميل إلى التيسير أدلى بها كريستوفر والر، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الأسبوع الماضي، والتي عززت التوقعات بخفض أسعار الفائدة خلال سبتمبر المقبل .

وأشار إلى أن التهديدات التجارية الجديدة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن فرض رسوم جمركية بنسبة قد تصل إلى 20% على واردات من الاتحاد الأوروبي اعتبارًا من 1 أغسطس، ساهمت في دعم الإقبال على الذهب كملاذ آمن، وسط مخاوف من تداعياتها على الاقتصاد العالمي.

 

الاحتياطي الفيدرالي

 

وأكد إمبابي أنه رغم هذه الأجواء الداعمة، فإن المستثمرين يبدون حذرًا تجاه الدخول في رهانات شرائية قوية، خاصة في ظل تزايد الرهانات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يؤجل اتخاذ قرار بخفض أسعار الفائدة، على خلفية مؤشرات تشير إلى انتقال آثار الرسوم الجمركية إلى مستويات الأسعار الاستهلاكية، وهذا قد يمثل دعمًا إضافيًا للدولار، ويحد من مكاسب الذهب الذي لا يدر عائدًا.

ولفت إلى أن الأسواق تتوقع تنفيذ خفضين بمقدار 25 نقطة أساس قبل نهاية العام، إلا أن تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول بشأن احتمالات ارتفاع التضخم نتيجة الرسوم الجمركية، تضع المزيد من الضبابية حول مسار السياسة النقدية، وهو ما يقلص من جاذبية الذهب كأداة تحوط، في بيئة عوائد مرتفعة.