مراقبون: تخلي السيسي عن معبر رفح للتحكم الصهيوني أسقطه و”مصر” من الحسابات الدولية والإقليمية

- ‎فيتقارير

قال مراقبون: إن "مصر سقطت عمدا من حسابات الشرق الأوسط الدولية والإقليمية من خلال تخليها مرة تلو الأخرى عن الفعل في غزة بتصريحات "إسرائيل هي من تغلق المعبر"، التي ذكرها وزير خارجية السيسي بدر عبد العاطي صباح الخميس بعد تصاعد المطالبات بفتح المعبر، وإنهاء تجويع الفلسطينيين حتى إن الإمارات باتت لاعبا في الملف على كل المستويات، بما في ذلك من خلال سحب أدوار يفترض أن تقوم بها مصر كالإيعاز لشيخ الأزهر بسحب ندائه العالمي لإعطاء فرصة للمفاوضات.

أكبر من معبر رفح

القضية بحسب الأكاديمي في العلوم السياسية د. خليل العناني أكبر من معبر رفح، وإن كان معبر رفح رمزية برأيه لانحسار الدور المصري بظل الانقلاب.

وتحت عنوان "نفتح المعبر ولا نقفله؟ " قال خليل العناني عبر Khalil Al-Anani وفيسبوك: "الجدل المتصاعد حول موقف مصر من المجاعة والإبادة في غزة، ومحاولة البعض التماس العذر للنظام من باب ادعاء الحكمة والعقلانية وفق مبدأ ليس في الاإمكان أفضل مما كان، يكشف حجم الخلل في رؤية الموضوع من منظوره الأوسع والأكثر شمولا".

واعتبر أن اختزال الموضوع إلى كونه مسألة "معبر" ومساعدات وإغاثة، يكشف حجم العطب والعطالة الفكرية التي أصابت الوعي الجمعي المصري والعربي، مشيرا إلى أهمية الموضوع يجب أن يخرج من زاوية المعبر بمعناه الجغرافي والمادي الضيق ، وهو ما يريده الكيان  إلى المعبر بالمعني الرمزي والإستراتيجي والجيوسياسي لمصر ضمن مشهد إقليمي معقد يُعاد تشكيله بالحديد والنار".

وحمل الانقلاب المسؤولية قائلا: "المسؤول الأساسي عن تسطيح النقاش في هكذا موضوع هو الدولة المصرية نفسها، فتاريخياً، لعبت مصر دوراً محورياً في غزة، بحكم الجغرافيا والتاريخ والدور السياسي، ولكن خلال آخر ثلاثة عقود تحوّلت العلاقة إلى حالة من التوجس والتعامل الأمني البحت، خاصة بعد سيطرة حركة حماس على القطاع، واعتبارها وللمفارقة تهديداً محتملاً للأمن القومي المصري خاصة بعد الصعود الرمزي والمؤقت للإسلاميين إبان الربيع العربي".

وعن واجب الوقت، أشار إلى أن حكومة الكيان في "أسوأ أزماتها الأخلاقية والسياسية والعسكرية بسبب عدوانها على غزة، ومع تحوّل الرأي العام العالمي تدريجياً ضدها، كان بوسع مصر أن توظف هذا الظرف لإعادة تموضعها إقليمياً، وأن تقدم نفسها كقوة محورية لا غنى عنها في الاقليم.".
 

واستدرك "اختارت مصر الرسمية الانكفاء، وتبنّت خطاباً خجولاً مترددا ومهزوزا ومتخبطا وقاصرا، وسمحت للاعبين آخرين ـ إقليميين وغربيين ـ بأن يتصدروا المشهد، حتى اختزل النقاش كل حول مسألة فتح أو إغلاق معبر".

وأوضح أن "من المفارقات اللافتة في المشهد الجيوسياسي الإقليمي الحالي أن غزة، تلك البقعة الصغيرة المحاصرة والمستنزفة، باتت الورقة الوحيدة المتبقية في يد الدولة المصرية في موازين القوى الإقليمية حاليا، ورغم هشاشتها الظاهرة، إلا أنها تحمل في طياتها قدرة هائلة على التأثير، ليس فقط في المعادلة الفلسطينية-الإسرائيلية، بل في بنية الاصطفافات الإقليمية بأسرها".

وعن التخلي العمد لورقة غزة، عبر العناني كمواطن مصري  عن حزنه لإصرار النظام المصري الرسمي على تحييد هذه الورقة، أو إبقائها مجمدة في أدراج إدارة الأزمة بدلاً من توظيفها ضمن رؤية استراتيجية وطنية، فبدلاً من استخدام معبر رفح للعبور إستراتيجيا وإقليميا، نجد القاهرة تتعامل معه كعبء أمني، وتترك الباب موارباً أمام الضغوط الإسرائيلية والأمريكية، بل وتتماهى معها أحياناً في لحظات الحرج الإقليمي".

وذكر أن "غزة ليست عبئاً إستراتيجياً على مصر كما يصورها الإعلام الرسمي، بل هي رصيد نفوذ معطّل بقرار سياسي، رصيد يمكن إن تم استثماره بذكاء أن يُعيد لمصر دورها الغائب في الإقليم، ويمنحها ورقة قوة في مواجهة الملفات الساخنة، من سد النهضة إلى تقاطعات الأمن الخليجي وملفات التطبيع وإيران وسوريا..الخ، لكن ذلك مرهون بإرادة سياسية ترى في غزة فرصةً لا تهديداً، ورصيداً لا عبئا".

وخلص إلى أن " اي نقاش حول الإبادة والمجاعة في القطاع يجب أن يتجاوز فكرة أنه خلاف حول "معبر مُغلق" إلى النقاش حول ماذا يعني ذلك في المعادلة الإقليمية وخرائط موازين القوى التي يتم فرضها حاليا بقوة النار". موضحا أن النقاش (لعله يقصد التفاعل) يجب أن يكون "حول "المعبر الحقيقي" بمعناه الإستراتيجي والإقليمي والدولي، وإن شئت قل نقاشا حول عبور مصر كدولة وكنخبة وكمجتمع من أزماتها المركبة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا".

القول والفعل

المنقلب السيسي يستغل المناسبات وخطب "الهري" لترديد ادعاءات أنه "أروح من ربنا فين لو أنا بجوّع غزة" ومن عينة "عملت على إغاثة الفلسطينيين وضد التهجير" وفي 30 يونيو الماضي تحدث عن أن موقف مصر من أزمة غزة كان نبيلًا وشريفًا ووطنيًّا مرددا "عملت على إغاثة الفلسطينيين بكل ما أُوتيت من قوة وعزم وصمدت أمام مساعي التهجير".

الشارع يعلم أن المنقلب عبدالفتاح السيسي كاذب في كل تصريحاته، وهو ما عبر عن رأي الشارع بمقال للصحفي قطب العربي  عن جدلية القول والفعل.

وعبر Kotb El Araby  كان ألمح إلى تكرار هذه الخطب الرنانة والتصريحات الكاذبة في القمة العربية الأخيرة في العراق، وأنه الكذب وصل إلى اللمز في التطبيع الإبراهيمي "الإماراتي".

واستدرك قطب العربي مشيرا إلى أن الواقع يكذب ذلك حيث "الإجراءات التي تقاعست السلطات المصرية عن القيام بها لمواجهة العدوان على غزة، بل على الحدود المصرية لفترة طويلة، ومن ذلك عدم اتخاذ موقف حاسم تجاه منع الكيان الصهيوني لدخول قوافل الإغاثة التي تكدست على الجانب المصري من الحدود حتى فسدت الكثير من محتوياتها نظرا لطول المدة، ورغم أن الكثير من النشطاء المصريين والأجانب طلبوا السماح لهم بالدخول مع قوافلهم على مسئوليتهم الشخصية".

وأشار إلى أن تصريحات السيسي ليس كلها على منوال واحد بل أحيانا يفضحه لسانه ففي "تصريحات سابقة للسيسي خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني أنه لا يعارض التهجير من حيث المبدأ، ولكنه يعارض التهجير إلى مصر فقط، بدليل تقديمه نصيحة للجانب “الإسرائيلي” بتهجير أهل القطاع إلى صحراء النقب حتى ينتهي جيش الاحتلال من مهمته الوحشية في القطاع!".

وعن إجراء مناقض آخر، لفت إلى تقاعس مصر رغم "تأهبها للانضمام إلى جنوب أفريقيا في دعواها ضد جرائم الكيان “الإسرائيلي” أمام محكمة العدل الدولية، وهو ما لاقى ترحيبا واستحسانا شعبيا إلا أنها تراجعت عن هذا التعهد دون أن تقدم تبريرا لذلك، في الوقت الذي انضمت بالفعل العديد من الدول الأخرى إلى تلك الدعوى".

الإجراء المناقض الثالث يتعلق بالعلاقات التجارية مع الكيان وأن ما حدث كان "زيادة هذه المبادلات خلال فترة الحرب الأخيرة بنسب كبيرة، حيث تبوأت مصر المركز الثاني بعد الإمارات عربيا في التصدير للكيان  وفقا لبيانات جهاز الإحصاء “الإسرائيلي”، فالصادرات ارتفعت بنسبة 96%، وارتفعت قيمة الواردات المصرية من الكيان بنسبة 17% من 2.5 مليار دولار عام 2023 إلى  2.9 مليار دولار في 2024، ومن السلع التي زادت صادراتها المنتجات الغذائية، والأسمدة، والمواد الكيماوية، والأدوية، والملابس والمنسوجات، وألعاب الأطفال، ومستحضرات التجميل، وكانت القفزة الأكبر في صادرات الإسمنت المصري التي تضاعفت 13 مرة، بعد توقف تركيا عن تصدير الإسمنت للكيان، ومعروف أن الإسمنت يستخدم في بناء المستوطنات والمنشآت العسكرية الإسرائيلية".

حتى المظاهرات

وأنه حتى على مستوى التضامن الحشدي للقضية، "لم تسمح مصر على مدى عام ونصف العام بخروج مظاهرات منددة بالعدوان باستثناء مظاهرتين نظمتهما أجهزة السلطة واحدة بعد أسبوعين من العدوان (20 أكتوبر تشرين أول 2023) والثانية في الثامن من أبريل نيسان 2025 أمام معبر رفح( حيث كان الحضور انتقائيا من الأجهزة الأمنية لمنع أي نشطاء سياسيين حقيقيين من المشاركة)، وقد بدت المظاهرتان باهتتان، وغير مقنعتين لأحد داخل مصر أو خارجها، كما نظم نشطاء سياسيون مظاهرات محدودة على سلالم نقابة الصحفيين خلال رمضان الماضي، وقبل يومين في الذكرى السابعة والسبعين للنكبة، واعتقلت السلطات الأمنية المصرية مئات النشطاء بتهمة التحضير للتظاهر في مناطق متعددة".

الإجراء التالي الذي أشار إليه مقال قطب العربي كان "تهجير لأهل سيناء، وحرمانهم من بيوتهم، واعتقال المئات منهم بسبب مطالبتهم بحق العودة إلى دورهم، وقبل ذلك وبعده لا يمكن التغافل عن سياسات النظام القمعية على مدى السنوات الاثني عشر الماضية، والتي قتلت مئات بل آلاف المصريين في اعتصامات سلمية، أو مظاهرات سلمية، أو محاكمات عبثية جائرة، واعتقال عشرات الآلاف من المعارضين، وإدراج الكثيرين على قوائم الإرهاب بما يتبعه من تجميد ومصادرة ممتلكات ومنع من السفر إلخ".
 

التنسيق مع الصهاينة

الباحث في الشأن العسكري محمود جمال كان قد تساءل عن "التحريض المُمنهج في الإعلام العبري ومواقع التواصل على مصر واتهامها باختراق اتفاقية "كامب ديفيد""، مؤكدا أن "خلفه دافع مُعد من العدو وهذه إستراتيجية الصهاينة، العدو الصهيوني هومن اخترق كامب ديفيد واتفاقية المعابر وسيطر على محور صلاح الدين ومعبر رفح، أي خطوات إن تمت من مصر فهي رد فعل، احذروا".

حساب المرابطون دائما ما يغرد عبر إكس وهاشتاج #السيسي_خاين_وعميل وذلك لأن رئيس الانقلاب يظل صامتا أمام تصريحات وأفعال حكومة الاحتلال رغم أنه مصر معنية بالدرجة الأولى بها مثل تصريح وزير جيش الاحتلال (كاتس):  " محور فيلادلفيا سيبقى منطقة عازلة تماما، كما هو الحال في لبنان وسوريا" أطلقه في فبراير الماضي

وتساءل @morabetoooon "أين الخط الأحمر بتاع بلحة؟ وأين عسكر كامب ديفيد؟ مش حدود مصر خط أحمر وأمن قومي وألا خلاص العسكر باعوها؟

وتساءل مجددا، "لو رافض التهجير ليه قافل المعبر وبتدعم الاحتلال؟ السيسي المجرم الذي منع دخول المساعدات إلى غزة وأغلق معبر رفح.. وسمح للطائرات التي تحمل ذخائر الموت بالمرور في سماء مصر متوجهة للاحتلال ليقصف بها أطفال غزة في صلاة العيد، السيسي الذي أقترح علانية تهجير أهل غزة إلى صحراء النقب حتى يتمكن الاحتلال من القضاء على المقاومة في غزة، السيسي الذي اقترح خطة لإدارة غزة بواسطة مصريين وأجانب بالنيابة عن الاحتلال، هو السيسي الذي أمر بخروج أتباعه من صبيان حزب مستقبل وطن يرفعون لافتات لا للتهجير  في ساحات صلاة العيد يهتفون بأنهم في ظهر السيسي في موقفه من غزة ..

وما زالت أحلام المجروحين

وكمن يستجير لم تنفك أحلام الشعب الفلسطيني أن تعود مصر إلى عهد الرئيس محمد مرسي الذي ساند بكل قوة غزة، المحلل السياسي الفلسطيني أحمد الحيلة @ahmadalhila في واحدة من تمنياته يقول: "تخيّلوا لو أن هناك إرادة وقرارا، وقامت مصر والدول العربية بحشد عشرات آلاف المواطنين المصريين والعرب، ومن دول إسلامية وأجنبية، وحَمَل كل مواطن منهم علم بلده وربطة خبز وعلبة دواء، وتوجهّوا تحت تغطية إعلامية دولية مفتوحة، إلى معبر رفح واقتحموا السياج الحدودي عنوة.

وتساءل : "ألا يمكن أن يؤدّي ذلك إلى كسر الحصار عن قطاع غزة، وحشر “إسرائيل” المحتلة في الزاوية، ووضعها أمام أمر واقع؟.. أحياناً الأمور، لا تحتاج إلى دبلوماسية، لا سيّما اذا كان خصمك (إسرائيل) وقِح ومتغطرس.

 

https://x.com/ahmadalhila/status/1910747643682447417

من يمد يده لا يفتح فمه

ومنذ فضح بنيامين نتنياهو السيسي بلقائه له 6 مرات قبل الانقلاب على الرئيس الشهيد د.محمد مرسي في يوليو 2013 ، لم ينبث السيسي ببنت شفه والسبب كان ما أفصح عنه المذيع توفيق عكاشة الذي اعترف بدور نتنياهو الكبير في دعم السيسي وتحركات الجيش داخل الإدارة الأمريكية وسفره خصيصا إلى واشنطن من أجل إقناعه بتغيير موقفه من تلك القضية وضرورة مقابلة السيسي.

وقال عكاشة: "وقال له لابد أن تلتقي بالسيسي أثناء اجتماعات الأمم المتحدة، والذي رتب اللقاء بنيامين نتنياهو وبدأ الموقف الأمريكي يتغير".

 

وعن مقطع فيديو آخر لعماد جاد الباحث والصحفي الخاص بالكنيسة وعضو برلمان العسكر، حيث كان يرافق السيسي في أمريكا، أكد أن "إسرائيل" تدخلت ليس فقط لدى أوباما ولكن لدى أعضاء الكونجرس الأمريكي.".

 

وقال "جاد": "وكان هناك نواب في تلك الفترة يعدون القانون، وأثناء زيارة السيسي لنيويورك كان أعضاء بالكونجرس قدموا مشروع قرار إلا أن نتنياهو أرسل أكثر من وفد، وهدد نواب الكونجرس أن من يؤيد أن 30 يونيو انقلاب، لن يحصل على أصوات ولا أموال اليهود.".