تصدرت مبادرة إلقاء زجاجات معبأة بالحبوب والبقول بعنوان "من البحر إلى البحر" منصات التواصل الاجتماعي في وقت عبّرت فيه المبادرات إلى رمزية عظيمة، أمام إغلاق حكام مصر والعرب الأبواب بوجه إغاثة غزة.
وتطرح المبادرة نافذة أمل، وإن كانت رمزية لا تتطلب تأشيرة، ولا تمر عبر رقابة الاحتلال.
وأطلق ناشطون عرب، وأكاديميون ومصريون، المبادرة تحت شعار "زجاجة أمل لغزة"، تقوم على إرسال عبوات بلاستيكية معبأة بالأرز والعدس، عبر البحر المتوسط من شواطئ مصر وسائر دول المغرب العربي، على أمل أن تصل إلى شواطئ غزة المحاصرة، بعد أن ضاقت السبل بكل طريق بري أو جوي أو حتى سياسي.
وبدأت الفكرة معنويا، ثم تحولت سريعاً إلى موجة تضامن إلكتروني، تعكس مدى الانفصام بين صوت الشعوب وإرادة الأنظمة، وتُجسد انهيار الثقة الشعبية في المجتمع الدولي والمنظومة الإنسانية، بعدما أصبح الموت جوعاً خبز الغزيين اليومي.
واعتبرت حسابات أن الله هو من يطعم ويُؤمّن "فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" وقال أحدهم: "في ظل الخذلان والعجز الرهيب، نطرح فكرة نرجو أن تؤتي ثمارها ونساعد بها أهلنا بما نقدر عليه، خذ زجاجة مياه بلاستيكية فارغة (1.5 أو 2 لتر) املأها بالأرز، العدس، أو أي نوع من البقول الجافة، أغلقها بإحكام، ثم ألقِ بها في البحر".
وأشار صاحب الرسالة المتداولة "بفضل التيارات السطحية القوية في البحر المتوسط، يمكن للزجاجات أن تتحرك من الغرب إلى الشرق، لتصل إلى سواحل غـزة بإذن الله، هذه الزجاجات تطفو لفترة طويلة، ما يزيد فرص وصولها للهدف ".
ودعا صاحبُها إلى إبراء الذمة أمام الله "طبّق الفكرة وساعد في نشرها لتصل إلى أكبر عدد ممكن، لا مجال للصمت اليوم،عند الله تجتمع الخصوم. ".
وقال عبدالله حجاوي من سيناء Abdalla Hegawy "إلقاء الزجاجات في البحر لتصل إلى غزة بموادها الغذائية، تيار البحر المتوسط نهارا حتى الساعة 12 ظهرا يتجه من الغرب للشرق، لكن بعد الساعة 12 ظهرا يتكون تيار عكسي أسفل يتجه من الشرق إلى الغرب ".
وكتب يمني من أمريكا Yemen American Network إنها "فكرة بسيطة، قد تُنقذ حياة".
وكتبت بسمة زهير أبو جبارة من غزة عن "رسالة في زجاجة"، "إلى من قرر أن يضع قليلاً من العدس أو الأرز أو الحمص في زجاجة، ويُلقي بها في عرض البحر "تضامنًا" مع غزة، شكرًا على لفتتكم، ولكن اسمحوا لنا أن نهمس في أذنكم شيئًا:
غزة ليست جزيرة مهجورة تنتظر رسائل منسية في زجاجات.
غزة ليست مشهد استعراضي حزين نبكيه قليلًا ثم نواصل يومنا.
غزة لا تحتاج رموزًا عاطفية، بل مواقف حقيقية.
الذين يُحاصرون غزة لا يخجلون، والذين يصمتون على الجوع لا تردعهم مشاهد الأطفال ولا الدموع.
وأكدت أن "غزة تحتاج من يصدح بالحق، لا من يكتفي بالإيحاء، تحتاج من يكسر الجدران التي تخنقها، لا من يرمي إليها ما تيسر من بقوليات في زجاجة عائمة، إن كانت رسالتكم صادقة، فاجعلوها صرخة سياسية، لا ذكرى شعرية، اجعلوا مواقفكم تصل، لا زجاجاتكم، وإن أردتم أن تكتبوا شيئًا، فلتكن الكلمات موجهة للعالم الذي يرى الجوع ويختار أن يغض البصر، يسمع الصراخ ويختار أن يصمت، غزة لا تحتضر، غزة تقاوم، بصوت خافت أحيانًا، لكنه لا ينكسر.".
حساب (Algeria news – الجزائر نيوز ) نشر عن شاب مصري لما ضاقت به السبل و أحس بمرارة العجز، قام بملء بعض الزجاجات البلاستيكية بالسكر، والبقوليات، وبعض الطعام، ثم رماها في البحر، لعل التيارات تحملها إلى شواطئ غـزّة فتُنقذ بها عائلة جائعة، رغم أنه فعل رمزي لكن أنا فخور جدًا بهذا الشاب، حتى لو لم تصل الزجاجات إلى غـزّة، يكفيني تلك الكلمة التي كان يرددها بقلب مكسور: "سامحونا"
فرح أهلنا في القطـاع بهذا المقطع، و قالو لعل فعله هذا يشفع له عند الله، وينجيه من عار التخاذل.".
https://www.facebook.com/100064604145555/videos/1747374245900181/
المظلة الطائرة
واقترح "أحمد نناوي" "فكرة أخرى لعل الله يكتب لها النجاح ومتوقفة على الإخلاص و التنفيذ، هذه المرة من الجو ليس من البحر ، المظلات الطائرة في الجو باتجاه الرياح، أو الطائرات اليدوية الكبيرة تشبه طائرات الأطفال تحمل الأطعمة والأدوية الخفيفة (تمر، بسكويت، مكملات، حليب بودرة).. تطلق من الأماكن القريبة لغزة من فوق الأماكن العالية وتسير بقوة الرياح تحملها إلى الداخل.. ويمكن تطوير الفكرة حسب الإمكانيات
وكما سبق وقلت قبل كل شيء نحن نوصل رسالة للمجتمع الدولي ونحاول والنتائج على الله وهو قادر على كل شيء
• سهلة
• لا تخالف أي قوانين
• قليلة التكلفة وسريعة الوصول
• ليس فيها مخاطرة
• تفتح أبواب الحلول بحول الله
وعلق الحقوقي هيثم أبو خليل على المبادرة قائلا: "غزة لا تجوع لأنها بعيدة، بل لأنها محاصرة تحت مرأى ومسمع من الجميع وأولهم الجار الأقرب.
هل مشهد "التضامن" بزجاجات القمح والأرز عبثي كما يراه البعض؟ أم تسطيح للكارثة تُهين المحاصرين كما يراه آخرون؟ في الوقت الذي يخاطر فيه أحرار من دول بعيدة بحياتهم لشق طريقهم عبر البحر نحو غزة!.. هل قافلة الزجاجات تغني وتسمن من جوع؟.. هل… هذا أضعف الإيمان؟!.. هل هذه مبادرة رمزية للفت الانتباه؟.. أم تبرئة للذمة وهروب من المسؤولية؟