قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: إن " 73 شاحنة مساعدات دخلت إلى شمال وجنوب القطاع، وتعرّض معظمها للنهب تحت أنظار الاحتلال، مضيفا شهدنا 3 عمليات إنزال جوي للمساعدات تعادل شاحنتين وسقطت حمولتها في مناطق قتال".
واعتبر د. خليل الحية رئيس حركة حماس في القطاع ا، ما يحدث هو مسرحية هزلية قائلا: "نرفض المسرحيات الهزلية التي تسمى الإنزال الجوي، وهي ليست إلا دعاية للتغطية على جريمة الإبادة".
ودعا "الحية" إلى "إدخال الغذاء والدواء فورًا وبطريقة كريمة لشعبنا هو التعبير الجدي عن جدوى استمرار المفاوضات".
ولم يقف خليل الحية وحيدا إزاء الهجوم الكبير الذي تلقاه من لجان السيسي الإلكترونية فقط، لأنه طلب من المصريين ألا يموت الأطفال والحرائر في غزة جوعا ومصر الجار الأول.
وكشف عن هزلية المساعدات التي طنطنت لها لجان السيسي أكثر مما فعلت تل أبيب، مصريون كتاب ودبلوماسيون، ومنهم السفير السابق محمد مرسي وعبر Amb Mohamed Morsy قال: " أيها اللجان أعطيتمونا صباحاً إحساساً زائفاً بالفرحة عندما خدعتمونا بتدفق المساعدات لغزه، واكتشفنا الحقيقة قبل حلول المساء، لا سامحكم الله. ".
وتوصلت مؤسسة "سيناء لحقوق الإنسان" المصرية إلى فيديو سرقة شحنات غذاء لغزة وصلت من مصر بعد شهور من انقطاع، أن شاحنات المساعدات المصرية التي دخلت قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم الذي يسيطر عليه الاحتلال، تعرّضت لحالة من الفوضى وافراغ محتوياتها من قبل المواطنين، قبل وصولها إلى المخازن المخصصة في منطقة رفح.
وتحت أنظار الاحتلال أُفرغت محتويات قافلة يُقدّر عددها بين 18 و30 شاحنة عبرت من معبر كرم أبو سالم، نتيجة توقف هيئة المعابر التابعة لحكومة غزة عن إصدار بيانات رسمية فضلا عن التواجد في المعابر عقب سيطرة "إسرائيل" على محور فيلادلفيا.
الخديعة الإعلامية
وتساوقت لجان السيسي مع الخديعة الإعلامية التي كشف عنها المحلل السياسي محمد جمال عرفة الذي قال إن "إسرائيل " نفذت "ما يمكن وصفه بـ (خديعة إعلامية)، حيث أعلنت بدء دخول المساعدات وأنها تنهال على غزة بالتنسيق مع دول ومنظمات دولية وحشدت إعلامها للتصوير، لكنها تركت الشاحنات مصطفة أمام معبر رفح ولم تسمح سوى بدخول القليل جدا منها بعد تفتيش علي ثلاثة مراحل.".
ويواجه سكان قطاع غزة مجاعة حادة تطال أكثر من 2.4 مليون شخص، بينهم 1.1 مليون طفل، وسط استمرار التعقيدات في إجراءات إدخال المساعدات عبر المعابر.
وفي تغريدة تالية قال (جمال عرفة): إن "أحد أسباب عودة السماح بالمساعدات، هو أن جرائم التجويع الصهيونية الحقيرة ومشاركة أنظمة عربية فيها (بالصمت في أفضل التفسيرات وقلة الحيلة بحجة الخوف من أميركا) زاد الغضب الشعبي لأن صور المجوّعين في غزة تسببت في تألم الجميع لذا تحركت أمريكا – قبل إسرائيل – لفرض هذا الشو الإعلامي عن فتح أبواب السماء والارض بالمساعدات لغزة والسماح للدول العربية الآن بإلقاء المساعدات على غزة (الإمارات بدأت) لتخفيف الضغوط الشعبية على الانظمة كي لا تخسر أميركا وإسرائيل حلفائها العرب.".
وأشار إلى أنه حتى في الإعلام الغربي يغضب لمشاهد تجويع الفلسطينيين، موضحا أن الإعلام الغربي الذي تستند له الدعاية الصهيونية لتضليل العالم عما يجري شهد "تحول غير مسبوق من دعم إسرائيل إلى انتقادها، لأن الأمر زاد عن حدة، حتى إن صحفا يمينية متطرفة مثل "ديلي أكسبريس" البريطانية التي تضع شعار الحروب الصليبية على غلافها نشرت هذه الصورة على غلافها تقول: (بدافع الرحمة أوقفوا ذلك الآن)! ".
ولفت إلى أنه حتى أن صحفيا صهيونيا شهيرا مثل "الإسرائيلي" الأميركي باراك ريفيد "اضطر لمهاجمة خطط الاحتلال ووصف قرار نتنياهو وحكومته في مارس بوقف تدفق المساعدات إلى غزة وتجويعها بأنه (قرارٌ مؤسفٌ ومتهورٌ ومتغطرسٌ وسياسيٌّ أملى سياسةً مدمرةً استمرت أربعة أشهر، وتضمنت ارتكاب جرائم حرب، وأدت إلى مقتل مئات الفلسطينيين الأبرياء، وأغرقت إسرائيل في أزمة دولية غير مسبوقة) وقال: (لقد فات الأوان للتغيير) أي خسرت إسرائيل فرصة تلميع صورتها حتى ولو سمحت بإدخال المساعدات كما تفعل الآن!".
ونبه إلى ما ذكرته صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر "اسرائيلية "أن (الحكومة الإسرائيلية عاشت في هستيريا خلال الأيام الماضية نتيجة الضغط الدولي بسبب حالات الجوع في غزة) مستخلصا أن "الضغط وأغلبه شعبي وإعلامي وسوشيال ميديا هو ما استجلب تنازل العدو وتسبب بدخول الشاحنات".
واتفق حساب "الموقف المصري" مع ذلك قائلا: "لن تخدعنا الصور والاستعراضات.. نريد أن يأكل الفلسطيني ويشبع".
وأشارت إلى أن التقارير من غزة أكدت أن قتل طالبي المساعدات من أبناء الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة على يد ميليشيا مؤسسة غزة الإنسانية التابعة للتحالف الإبادي الأمريكي "الإسرائيلي" مازال مستمر إلى الساعة بعد سقوط 32 شهيد من طالبي المساعدات في القطاع.
وأضافت أنه "..ما زالت شاحنات المساعدات الغذائية لم تصل إلى الشعب الفلسطيني، مع توالي استشهاد أطفال نتيجة المجاعة "لأن جيش الإبادة الإسرائيلي يتعمد تعطيل شاحنات المساعدات في معبر كرم أبو سالم، ومعه طبعا عصابات المستوطنين المتطرفين ممن يحاولون نهب المساعدات قبل دخولها إلى القطاع".
وأوضحت أنه "..حتى ما يدخل إلى قطاع غزة يتعرض للنهب من قبل عصابة العميل الإسرائيلي ياسر أبو شباب، ولا يصل إلى مخازن الأمم المتحدة في القطاع تمهيدا لتوزيعه على السكان من قبل منظمات وهيئات الأمم المتحدة العاملة في القطاع".
وأكدت المنصة الليبرالية "لن نسمح بالخديعة الإعلامية التي تمارسها إسرائيل ويتواطأ معها البعض، نتابع ونتحرى ونتأكد إلى أن يصل قطاع غزة ما يكفيه من الطعام والمستلزمات الطبية والوقود والكساء.".
ورأت أن تجويع الفلسطيني في قطاع غزة "مش ترند" هنهتم بيه يومين وبعدين ننسى، كرامة الفلسطيني وآدميته أولوية مطلقة، وواجبنا كمصريين تجاه قطاع غزة مش هننساه، ومش هيتضحك علينا بشوية أخبار قبل ما نتأكد من إنهاء المجاعة بشكل حقيقي.".
تلميع ياسر أبو هباب
وفي ظل سرقة المساعدات من مليشيا ياسر أبو شباب تحت أنظار الاحتلال وبرعايته، كتب الأكاديمي في العلوم السياسية خليل العناني عن انتهازية الكيان وداعموه، وعبر Khalil Al-Anani التقط دعما أمريكيا عاليا لأبو شباب قائد مليشيات مناهضة لحماس وقال: "وأنا أتصفح الصحف الأمريكية فوجئت بمقال منشور في وول ستريت جورنال، لا لكاتب سياسي أو خبير إستراتيجي، بل لمهرب السجائر وتاجر المخدرات الهارب من سجن خانيونس: ياسر أبو شباب.".
واستدرك "نعم، أبو هباب نفسه—الذي بالكاد يُجيد القراءة ولم يُكمل تعليمه—يكتب اليوم في واحدة من أبرز الصحف الأمريكية التي تُخاطب النخبة السياسية والاقتصادية في واشنطن وول ستريت!".
فما الذي يقوله الزعيم الجديد لميليشيا الاحتلال الصهيوني المحلي في شرق رفح؟ إليكم مقتطفات من المقال الذي نُشر باسمه:
• “لسنا حركة أيديولوجية، بل واقعية هدفنا حماية الفلسطينيين غير المرتبطين بحماس من نيران الحرب.”
• “حيّنا بات منذ سبعة أسابيع المنطقة الوحيدة في غزة التي لا تديرها حماس.”
• “نوفر الغذاء والدواء والماء دون تدخل من حماس أو خطر من إسرائيل.”
• “الناس هنا ينامون دون خوف، وهذا يجب أن يكون النموذج الجديد لغزة.
• “قد تكون هذه فرصتنا لصياغة مستقبل بلا عنف.”
• “أظهرنا لمحة عن غزة الجديد، وتلقينا طلبات من عائلات تريد الانضمام إلينا.”
• “نحن مستعدون لتحمّل مسؤولية باقي رفح، وربما ثلث غزة.”
• “يمكن لحماس أن تتفاوض للخروج الآمن إلى قطر أو تركيا.”
• “ندعو أمريكا والدول العربية للاعتراف بنا كإدارة فلسطينية مستقلة.”
ويعلق "العناني" قائلا: "هكذا تحوّلت صفحة من “وول ستريت جورنال” إلى منبر لأبو هباب، الذي لم يعرف إلا التهريب والسلاح، ليتحدث عن الحكم والإدارة والنموذج الجديد،انهيار المسافة بين الوقع والخيال…"
https://www.facebook.com/photo/?fbid=10165708272693332&set=a.10150931826358332