أثار قرار أحمد فؤاد هنو وزير ثقافة الانقلاب بإنهاء ندب الدكتورة رانيا يحيى مديرًا للأكاديمية المصرية في روما، أي بعد عام واحد فقط من تولي المنصب، حالة من الغضب في الأوساط الثقافية.
واعتبر المثقفون القرار كاشفا عن أداء حكومة الانقلاب ورفضها للكفاءات وأصحاب الخبرة، مؤكدين أن كل وزير يتولى وزارة يتصرف وكأنها عزبة ورثها عن أبيه وأمه، وهذا أحد أسباب الفشل والفوضى التي يعيشها المصريون في زمن الانقلاب .
وطالبوا بإقالة أحمد فؤاد هنو من وزارة الثقافة؛ لأنه يغار من نجاح أحد العاملين بوزارته ولا يريد لأحد أن يعمل.
وتساءل المثقفون : هل سيتحرك مصطفى مدبولى رئيس وزراء الانقلاب لإلغاء هذا القرار؟، أم سيتصرف وفق شعار «لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم»؟
جهود كبيرة
من جانبه استنكر الكاتب الصحفي سليمان جودة قرار إنهاء ندب مديرة الأكاديمية المصرية في روما، الذي أثنى الجميع على جهودها خلال الفترة التي تولت فيها المسئولية.
وقال جودة في منشور عبر فيسبوك: "لا أعرف الدكتورة رانيا يحيى، مديرة الأكاديمية المصرية في روما، ولم يحدث أن التقينا من قبل، ولكنى أعرف أنها ذهبت مديرة للأكاديمية قبل عشرة شهور بالكاد، فأضاءتها بعد إظلام ملأها على مدى سنوات".
وأضاف: هذا تحديدًا هو ما دفعني إلى الإشارة هنا يوم 21 من شهر يوليو إلى ما قدمته هناك في روما ولا تزال تقدمه، لأن أهم ما في الأكاديمية كنافذة لنا في الغرب، أننا نستطيع من خلالها أن نتكلم مع الآخرين بما يفهمونه، بدلًا من أن نظل نتكلم مع أنفسنا هنا بما نعرفه، والأهم أيضًا أن الأكاديمية بقيت طوال الشهور العشرة تقول للإيطاليين ولغيرهم من الأوربيين، إن لدى مصر ثقافة غنية، وإن ما يشاهدونه في الأكاديمية عن تنوّع حضارتنا مجرد شيء من أشياء، وأنهم مدعوون لزيارة المحروسة ليروا أرض الحضارة والثقافة رأي العين .
وتابع جودة : شيء آخر دفعني إلى الكتابة قبل أسبوع تقريبًا، هو أنى عرفت أن وزارة ثقافة الانقلاب رشحت ثلاثة أسماء ليتولى واحد منها موقع مدير الأكاديمية، ولم يحدث من قبل أن ذهب مدير للأكاديمية ثم عاد بعد شهور، بل إن الذين كانوا يذهبون من المديرين السابقين للفسحة والراحة وعدم الانشغال بتقديم أي شيء كان يجري المد لهم بسهولة، فما بالك إذا كانت المديرة الحالية تعمل بكل ما تستطيعه من قوة من أول يوم؟ .
غِيرة الوزير
وأوضح أن المفاجأة الأكبر أن أحمد فؤاد هنو، وزير ثقافة الانقلاب، لم يعجبه فيما يبدو أن يُقال عن أحد سواه في الوزارة إنه يعمل.. فماذا فعل؟ أصدر قرارًا في نفس يوم نشر المقال في هذا المكان بإنهاء ندب الدكتورة رانيا مديرًا للأكاديمية في 31 أغسطس، ووصلتني صورة من القرار من مكتبه بعد دقائق من إصداره، لم أصدق.. ولا أصدق.
واعتبر جودة أنه لا معنى للقرار سوى أن طه حسين كان يعني ما يقول، وهو يكتب في صدر أحد مؤلفاته: إلى الذين لا يعملون ويضيرهم أن يعمل الآخرون، هذا بالضبط هو ما يقوله قرار وزير ثقافة الانقلاب بإنهاء ندب مديرة ظلت في مكانها تعمل وتعمل.
وأشار إلى أنه إذا قال إن في القرار طاقة سلبية هائلة فلن يكون مبالغًا في شيء، لأن أي متابع لنشاط الأكاديمية طوال الشهور العشرة، سوف يصيبه معنى القرار بالكثير من الإحباط، وإذا كان وزير ثقافة الانقلاب يغار من نجاح مرؤوس عنده إلى هذا الحد، فلا أمل في ثقافة ولا في شيء في وزارته .
إنجازات رائعة
وقالت المخرجة سوزان عباس: بعد أقل من 10 شهور لتولي د. رانيا يحيى رئاسة الأكاديمية المصرية بروما: "أنهى وزير ثقافة الانقلاب انتدابها وقرر رجعوها إلى مصر، بعد أن أعادت الروح للأكاديمية بأنشطة وإنجازات رائعة لم يقم بها أي ممن سبقوها في هذا المنصب".
وأضافت سوزان عباس، في منشور عبر فيسبوك: د. رانيا يحيى فنانة مبدعة متميزة مجتهدة وشاطرة وواجهة مشرفة لمصر في أوروبا، يمكن عشان كده أنهوا انتدابها؟!
وتابعت : كنت بقول لها دايما لما كانت بتبقى ضيفة عزيزة على النيل الثقافية أنتِ وزيرة الثقافة القادمة، يقوموا يعملوا فيها كده، ليه طب كده؟ .
عزبة هنو
وتساءل الكاتب الصحفي محمود حامد: ما هذا؟ الدكتورة رانيا يحيى أعادت الحياة إلى الأكاديمية المصرية في روما، هل تكون مكافأتها قرار من هنو بإنهاء انتدابها للأكاديمية، وزارة الثقافة ليست عزبة يديرها هنو، كما لو كان قد ورثها عن أهله .
وأضاف حامد في منشور عبر فيسبوك: هل سيتحرك مصطفى مدبولي رئيس وزراء الانقلاب أو سيتصرف وفق شعار «لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم»؟ موضحا أنه ليس عيبا أن يعترف مدبولي بمنتهى الشجاعة بسوء اختيار بعض الوزراء، ولكن العيب كل العيب هو الصمت على ما يسيء للعمل الناجح الذي يرفع اسم مصر عاليًا .
وتابع: بصراحة، فوضى بعض الأعمال الوزارية فاقت الحدود، والذي يجب إنهاء وجوده في الوزارة هو هنو نفسه .