تتوجه حكومة الاحتلال إلى تبنى خطة جديدة للتعامل مع قطاع غزة فى ظل فشل جيش الاحتلال فى مواجهة المقاومة الفلسطينية رغم حرب الإبادة والتدمير الذى طال كل شئ فى القطاع طوال عامين.. تقوم الخطة الجديدة على احتلال القطاع بأكمله وفرض حكم عسكرى يستمر لمدة عامين على الأقل حتى تتمكن قوات الصهاينة من القضاء على المقاومة وتفكيك حركة حماس ونزع سلاحها .
فى هذا السياق وجّه وزير الأمن القومي الصهيونى إيتمار بن غفير إنذارًا علنيًا لرئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، مطالبًا إياه بالإذعان الكامل لأي قرار سياسي تتخذه حكومة الاحتلال، وذلك في ظل توجّه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تبني خطة لاحتلال قطاع غزة بالكامل.
وقال بن غفير في تصريح مصوَّر: على رئيس أركان جيش الاحتلال أن يعلن بوضوح أنه سيلتزم تمامًا بتعليمات القيادة السياسية، حتى لو اُتخذ قرار بالاحتلال والإخضاع.
يأتي هذا التصعيد في ظل تزايد نفوذ بن غفير داخل حكومة الاحتلال، حيث يواصل الوزير المتطرف الضغط باتجاه حسم عسكري شامل في غزة، متجاوزًا توصيات الجيش والاستخبارات.
وفي أكثر من مناسبة، اتهم بن غفير جيش الاحتلال بـ"التردد"، ودعا إلى الاحتلال الكامل والإخضاع التام، وهي مواقف أثارت خلافات علنية مع بعض القيادات العسكرية.
خطة نتنياهو
فى المقابل كشف موقع "واينت" أن رئيس الأركان ألغى زيارة كانت مقررة إلى الولايات المتحدة وبدأ بتقليص حجم القوات البرية فى قطاع غزة، في خطوة فسّرها مراقبون على أنها اعتراض على خطة نتنياهو المرتقبة.
وأكدت مصادر قريبة من رئيس حكومة الاحتلال أن نتنياهو منح زامير خيار الاستقالة إذا لم يوافق على خطة "احتلال كامل" للقطاع.
وزعمت مصادر عسكرية، أن هذه الخطوة ستقلص حجم القوات القتالية العاملة في العمليات البرية، بما في ذلك ما تسمى "مركبات جدعون" في قطاع غزة. واعتبرت أن هذه التعديلات ضرورية لمنح الجنود "فترة استراحة" بعد معارك مكثفة امتدت على جبهات متعددة خلال العامين الماضيين.
من جهتها، تعارض المؤسسة العسكرية خطة الغزو الكامل خشية التورط في حرب استنزاف طويلة المدى، في ظل غياب خطة استراتيجية لليوم التالي، وتزايد الضغوط الدولية على دولة الاحتلال لإنهاء الحرب.
انقسام واحتقان
وتشهد المؤسسة العسكرية الصهيونية حالة من الانقسام والاحتقان، خاصة مع تمديد خدمة المجندين وتزايد عدد الاحتياط المنهكين، ما دفع الأهالي إلى التظاهر للمطالبة بعودة الجنود إلى منازلهم، وزاد من الضغوط على رئيس الأركان لاتخاذ خطوات تعيد التوازن داخل الجيش الصهيونى .
في المقابل، يتعرض نتنياهو لضغوط من شركائه في الائتلاف اليميني، وعلى رأسهم إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، اللذين يرفضان أي تهدئة أو تسوية سياسية، ويتمسكان بخيار "الحسم العسكري الكامل" كخيار وحيد في غزة.
احتلال كامل
فى هذا السياق حذر مرصد الأزهر من الطرح المتطرف داخل دوائر صنع القرار المؤثرة داخل الكيان الصـهيوني فيما يتعلق بمستقبل غزة، وأحدثها تقرير صادر عن معهد أبحاث الأمن القومي الصهيوني (INSS)، الذي يوصي بأن الخيار الأمثل لتحقيق أهداف العدوان على غزة هو احتلال كامل القطاع وفرض حكم عسكري مؤقت لمدة عامين، بما يُمكِّن الكيان من إعادة تشكيل الواقع السياسي والاجتماعي به.
وقال مرصد الأزهر : تكمن خطورة تقرير (INSS) في كونه صادرا عن أهم المراكز البحثية القريبة من المؤسسة الأمنية داخل الكيان، إضافة إلى كونه من إعداد الخبيرين الأمنيين: كوبي ميخائيل ويوسي كوبرفاسر، وهما من الأسماء البارزة داخل دوائر الأمن والاستخبارات الصهيونية؛ حيث يُعد "كوبي ميخائيل" من كبار الباحثين في الشئون الأمنية الداخلية، بينما شغل كوبرفاسر منصب رئيس شعبة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية؛ ما قد يجعل توصياتهما ذات تأثير ملموس على حكومة الاحتلال.
وحذر من تزايد خطورة هذا الطرح كونه يأتي في توقيت شديد التعقيد، ما يعني أنه لا يعكس وجهة نظر بحثية فحسب، وإنما يعكس توجهًا محتملًا يحظى بموافقة المؤسسة الأمنية والعسكرية داخل الكيان مما يجعله قابلًا للتنفيذ في الوقت الحالي.
نتائج كارثية
وأشار مرصد الأزهر إلى أن التقرير الصـهيوني يستعرض عدة خيارات حول مستقبل الصراع في قطاع غزة، والخيار الأمثل الذي يحقق مصالح الاحتلال على حساب دماء الفلسطينيين، موضحا أن من الخيارات المطروحة فرض الاحتلال الكامل وتشكيل حكومة عسكرية لفترة انتقالية قصيرة؛ باعتبار تلك الخطوة بمثابة إنهاء للحرب الحالية والشروع في فرض واقع مختلف على غرار الضفة الغربية التي يطبق فيها الاحتلال سياسة "جز العشب".
كما حذر من أن تطبيق هذا الطرح الإجرامي الخبيث سيؤدي إلى نتائج كارثية على سكان قطاع غزة منها:
استمرار الحصار الخانق والتحكم في إدخال الغذاء والدواء، ما يعني فرض مجاعة قاتلة بصورة أبشع مما عليه الآن.
تهجير داخلي واسع إلى مناطق مكتظة بالفعل في جنوب القطاع، وفيما يُشبه سجنًا كبيرًا تحت ذريعة "مدينة إنسانية".
إطالة أمد حرب الإبادة وتكريس الاحتلال بدلًا من إنهائه، حتى يصبح قتل الفلسطيني وإراقة دمه حدثًا نمطيًا طبيعي الحدوث.
وشدد المرصد على ضرورة العمل الجاد لإنهاء حرب الإبادة المستمرة، وتصدي المجتمع الدولي لمخططات الاحتلال التي تسعى إدارته إلى المتاجرة بحياة الفلسطينيين في القطاع واستثمار مأساتهم كورقة انتخابية، وتقديم احتلال القطاع بأكلمه قربانًا لإرضاء الناخبين الصهاينة المتعطشين إلى سفك الد ماء وسرقة الأوطان لضمان البقاء في السلطة.