تجدد الاشتباكات في السويداء هل تُشعل الأوضاع في سوريا ؟

- ‎فيعربي ودولي

 

 

يشهد ريف حلب هدوءا حذرا بعد اشتباكات بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" وسط تبادل الاتهامات بين الطرفين، حيث أعلنت وزارة الداخلية السورية أن العصابات المسلحة في السويداء خرقت اتفاق وقف النار، وشنت هجمات ضد قوات الأمن الداخلي بعدة محاور، إلى جانب قصف بعض القرى بالصواريخ وقذائف الهاون، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من عناصر الأمن.

ولفتت الوزارة إلى أن تلك العصابات تسعى إلى جر المحافظة إلى التوتر والفوضى بدوافع شخصية لقادتها، وتسرق المساعدات الإغاثية، وتغذي الاقتتال الداخلي، إضافة إلى تنفيذ اعتقالات غير قانونية داخل المدينة، مستخدمة خرق اتفاقات التهدئة غطاء لممارساتها التعسفية.

فيما أكدت قوات سوريا الديمقراطية، التزامها باتفاق وقف النار، مشيرة لاضطرارها للرد على مصدر النيران وأن هناك تصاعدا لهجمات داعش في شرق الفرات.

فيما أعلن مصدر أمنى استعادة قوات الأمن السورية السيطرة على النقاط التي تقدمت إليها هذه المجموعات، كما تم تأمين المنطقة ووقف الاشتباكات حفاظًا على استمرار اتفاق وقف إطلاق النار.

 

وزارة الداخلية

 

في هذا السياق أصدرت وزارة الداخلية السورية بيانا حول خرق اتفاق وقف إطلاق النار بمحافظة السويداء جنوب البلاد من قبل من وصفتهم بالعصابات المتمردة، واتهمتها بشن هجمات غادرة وقصف للقرى، مما أدى إلى سقوط ضحايا من قوات الأمن.

وأكد البيان أن الحكومة السورية تسعى لتثبيت الاتفاق وإعادة الاستقرار والحياة للمحافظة، كما تؤكد الوزارة استمرارها في جهود حماية السكان وتأمين المساعدات الإغاثية في السويداء.

وأشار إلى أن حملات التجييش الإعلامي والطائفي التي تقودها العصابات المتمردة في المدينة لم تتوقف خلال الفترة الماضية رغم الجهود الحكومية الحريصة على أمن واستقرار السويداء.

وأضافت أنه مع فشل هذه العصابات في إفشال جهود الدولة السورية ومسؤولياتها تجاه أهلنا في السويداء، لجأت إلى خرق اتفاق وقف إطلاق النار من خلال شن هجمات غادرة ضد قوات الأمن الداخلي في عدة محاور، وقصف بعض القرى بالصواريخ وقذائف الهاون، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من عناصر الأمن.

 

اشتباكات

 

في 14 يوليو الماضي تدخلت وزارة الداخلية لفض نزاع واشتباكات في محافظة السويداء بين البدو والدروز، مما تسبب في وقوع أكثر من 30 قتيلا، و100 جريح ومصاب.

وأفادت الداخلية حين ذاك أن الاشتباكات المسلحة جاءت على خلفية توترات متراكمة خلال الفترات السابقة بين مجموعات عسكرية محلية وعشائرية في حي المقوس في مدينة السويداء.

ومنذ 19 يوليو الماضي، تشهد السويداء وقفًا لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية للأهالي من خلال الصليب الأحمر، والتي وصل عددها إلى أربعة قوافل ناجحة.

 

أعداد القتلى والمصابين

 

وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه تم رصد مقتل عنصرين آخرين من الأمن العام جرّاء الاشتباكات على المحور، ما يرفع حصيلة القتلى في صفوف الأمن إلى ثلاثة، وما لا يقل عن 10 جرحى ومصابين، بعضهم في حالات حرجة. في المقابل، قُتل أحد مسلّحي الفصائل المحلية خلال المعارك.

وأكد "المرصد السوري" أن إجمالي عدد القتلى والضحايا منذ 13 يوليو الماضي حتى يوم الأحد 3 أغسطس نتيجة الاشتباكات وعمليات الإعدام الميداني والقصف الصهيوني وصل إلى 1494 قتيلًا، موزعين على النحو التالي:

من أبناء محافظة السويداء 708 أشخاص، بينهم 164 مدنيا، منهم 21 طفلا و56 سيدة.

من عناصر وزارة الدفاع والأمن العام 472 ، بينهم 40 من أبناء العشائر البدوية ومسلح لبناني الجنسية.

من عناصر وزارتي الدفاع والداخلية قتل 15 فرد جراء الغارات الصهيونية.

إضافة إلى 3 أشخاص، بينهم سيدة واثنان مجهولى الهوية، قتلوا جراء قصف الطيران الصهيوني مبنى وزارة الدفاع، وإثنين من الإعلاميين قتلا خلال الاشتباكات في السويداء.

وتم إعدام291  شخصا، بينهم 17 امرأة و10 أطفال ورجل مسن، أعدموا ميدانيا برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية، و3 من أبناء عشائر البدو، بينهم سيدة وطفل، أعدموا ميدانيا على يد المسلحين الدروز.

 

حكمت الهجري

 

وأعلنت الداخلية السورية السيطرة على موقع "تل حديد" الإستراتيجي في ريف السويداء وقال عنصر أمني: إن "قوات الأمن الداخلي استعادت السيطرة على النقاط التي تقدّمت إليها مجموعات مسلحة في ريف السويداء، وتم التصدي للهجوم المنظم من قبل مجموعات مسلحة في المحافظة على نقاط الأمن الداخلي المنتشرة في تل الحديد وريمة حازم وولغا".

حول أسباب انفجار الوضع قال الكاتب الصحفي والباحث السياسي السوري حسن الدغيم: إن "الدولة السورية تنفذ اتفاق وقف إطلاق النار وتستمر في ادخال المساعدات للأهالي في السويداء، لكن العصابات الخارجة عن القانون وفصائل مسلحة مرتبطة بحكمت الهجري أحد مشايخ الدروز، تسعى لتفجير الوضع في السويداء".

وأضاف الدغيم أن حالة الاشتباكات الداخلية بسبب مجهولية المستقبل لمحافظة السويداء، مشيرا إلى أنه تم رفع علم إسرائيل يوم الجمعة الماضي وحرق العلم السوري واهانته من قبل جماعة حكمت الهجري ولم تتم ادانته، مما جعل العصابات تقوم بعمليات غادرة خوفا من افتضاح ممارستها في السويداء.

 

اختراقات يومية

 

وقال الكاتب والباحث السياسي د. مؤيد غزلان قبلاوي: إن "هناك اختراقات يومية تتم في السويداء، والأمن العام يحاول الحفاظ على حقوق التماس والمضي في بنود الاتفاق".

وأضاف قبلاوي أن استقرار السويداء يتطلب ترسيخ الهدنة وتسليم السلاح وعودة سلطة الدولة، مشيرا إلى أن الحوار مع القوى الوطنية ورفض الاستقواء بالخارج هما السبيل لحل الأزمة، مع ضمان احترام التمثيل المحلي داخل مؤسسات الدولة.

 

جهات خارجية

 

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن "هناك من لا يريد الاستقرار في المنطقة، وإذا كان الشأن الداخلي غير مستقر، فمن المستحيل أن تبقى الجهات الخارجية خارج هذا الشأن".

وأضاف عبد الرحمن أنه إذا كانت هناك انتهاكات تجري داخل الأراضي السورية بشكل قطعي، سيكون الباب مفتوحًا لكل من يريد أن يتدخل في الشأن السوري الداخلي.

 

وأشار الباحث السياسي ياسر النجار إلى إن المواجهات في محافظة حلب تقف ورائها جهات رافضة للتقارب بين "قسد" والدولة السورية، وهي ردة فعل على ما جري في لقاء باريس.

وأضاف النجار أن هناك جهات غير راضية بتسليم السلاح من قوات قسد، وعودة المهجرين إلى أراضيهم وكل هذه المناطق هي مناطق عربية، بما يشكل ضغطا على الدولة السورية .