رغم هزلية "انتخابات" مجلس الشيوخ بنظام الانقلاب إلا أن تقسيم الأجهزة للأدوار بحجم المطلوب منهم في المرحلة القادمة خلا هذه المرة من أعضاء حزب النور الذي يدعى أنه حزب معارض، وفي الحقيقة ينتمي لموالاة الموالاة، وبات السؤال الساخر لدى الشامتين في تجربة محللي الانقلاب عبدالمنعم الشحات(ظهر في مداخلة على الجزيرة يبرر لبرهامي الهجوم على حماس) وياسر برهامي ومن لف لفهما: أكان الواجب على الرجلين تكفير حركة حماس أم الاكتفاء بالطعن واللمز؟.
وفي سنة 2012، خاض حزب النور أول انتخابات، حصد قرابة 25٪ من مقاعد البرلمان، و29٪ من مجلس الشورى، في بلد فيه 50 مليون ناخب، وكان أكتر من 13 مليون صوت للدعوة السلفية.
الباحث محمد الفاتح عبر فيسبوك أشار إلى أن السبب المبكر كان أن "قرر برهامي الانقلاب على المشروع الإسلامي، لأجل أطماعه الشخصية ورغبته سيادة التيار الإسلامي حسب أحلام العصافير، وتكتل ضد الإخوان مع جبهة الإنقاذ، اللي كانت تضم كل خصوم الشريعة: علمانيين زي البرادعي والبدوي، وليبراليين زي ساويرس، وشيوعيين بيشوفوا إن الدين أفيون الشعوب، وناصريين بيرفضوا أي مشروع إسلامي.".
وأوضح برهامي بملء إرادته اختار خصوم الإسلام حلفاء، بدلًا من أخوته في المشروع الحضاري الإسلامي. مردفا أن النتيجة أنه "خرج من المشهد مكسورا ذليلا مرفوضا من الجميع، لا كسب رضا من تحالف معهم، ولا حافظ على احترام الناس، ولا حافظ على الدعوة اللي ادعى إنه بيحميها.".
وعن النتيجة ذاتها أضاف "هذا العام، في انتخابات مجلس الشيوخ، حصل حزب برهامي على صفر، والسؤال: أين ذهب الـ13 مليون ناخب؟ أين قواعد الدعوة البرهامية التي ملأت الساحات من قبل؟ الجواب واضح،،، الناس هجرتهم كما هجروا مبادئهم، تجربة حزب النور أثبتت أن من يبع دينه من أجل منصب، يُطرد من كل منصب. ".
أما الخلاصة أن "من يختار أعداء الإسلام نكاية في إخوانه، يُهزم من الطرفين." المفترض فحزب بحجم "النور" يتمسك بالسلطة، كان يفترض أن يتحالف مع القوى القريبة منه في المرجعية، لكن حزب النور اختار العكس تمامًا.
https://www.facebook.com/photo?fbid=3358518417624668&set=a.427197570756782
الإخوان هم السبب
وحكى "محمد أحمد المصري" مسار الحزب منذ 2011 وشيوخه :
شيخك – قبل 2011 – كان شايف إن المشاركة السياسية لا تُغني ولا تُسمن من جوع، وإنها ملهاش قيمة حتى لو أخدت تلت المقاعد،
وقال بمنتهى الحزم: يا نشارك بشرع الله يا بلاش، وفتح في الغرب والحكومات، وقال إنهم مش هيسيبوا الإسلاميين يطلعوا ولا يحكموا أصلًا".
جت 2011، لقينا حضرتكم داخلين السباق، وبقيتوا تاني أكبر كتلة في البرلمان، قلنا: ماشي يا سيدي، يمكن الواقع تغير، خدوا فرصتكوا.
وأضاف، "جت 2013، الإخوان اتشالوا، وجه السيسي، قلتم: “مكملين! الوضع أفضل!”
قلنا: تمام، بس خدوا بالكم، المناخ السياسي مكهرب، واللعبة شكلها مش نزيهة.
رديتوا: "لا لا، السلطة نزيهة، والسيسي بيتواصل معانا، وإحنا عندنا قاعدة جماهيرية عريضة، ووجودنا الإسلامي مهم داخل الدولة".
وتابع: "جينا بقى للانتخابات في كل مرة بعد كده، لقينا تمثيلكم ضعيف جدًا، وشوفنا مجموعات محترمة من الأصفار تتوزع على المرشحين بتوعكم توزيع صدقات، سألناكم: ليه النسبة ضعيفة؟ ليه مفيش فوز؟ هل الدولة بتقصيكم؟ قلتم: لا
هل فيه تزوير؟ قلتم: لا
طيب يبقى شعبيتكم ضعيفة؟ قلتم: لا، شعبيتنا جارفه.
من أين أتى الصفر؟
وعن عللهم وردودهم أن "انتخابات نزيهة والدولة لا تظلم أحد وباب الترشح مفتوح وعندكم مرشحين مؤهلين والشعب بيحبكم" تساءل "يبقى الصفر جالكم منين؟ "
وأضاف "يا حبيبي متقوليش “حسبة لله” و”أخذنا بالأسباب” إحنا بنتكلم في سياسة… في واقع… في مؤشرات وأرقام يعني الكلام ده تقوله لو كنت مستهدفا 200 مقعد وخدت 150، لكن أنت طول الوقت بتقول إنك زي الفل، وإن الدولة عليها حرب، والدولة نزيهة، وأنت معاها، يبقى المفروض فرصتك تبقى أقوى، الدولة مش ضدك، وليك ناسك، يبقى ليه الصفر؟".
وسخر "كل ما تسأل، تلاقي نفسك داخل في فيلم: "الإخوان هم السبب"، تطلع منه تلاقي نفسك في فيلم: "إحنا نأخذ بالأسباب"، يخلص الفيلم تدخل في: "إحنا ضد العلمانية"، وتفضل تلف في دوامة تنظيرية لا تنتهي!.. والحقيقة الوحيدة اللي بتتكرر في كل موسم انتخابي هي:الصـفـر.".
اختيار الصفر على الشرف
واعتبر أحمد إيهاب Ahmed Ehab أن برهامي اختار الصفر على الشرف مفترضا أنه مات ويحكي الناس قصته المفترضة فقال: "وكان ياسر برهامي رحمه الله جبلاً شامخًا، بصيرًا بأحوال الأمم، زاهدًا في الدنيا، رافضًا للديمقراطية والانتخابات، وكان يقول: "لا طائل من ورائها، ولو أخذ الإسلاميون ثلث المجلس".
وأضاف "ثواني للأسف، الرجل عايش، وأسّس حزب، ودخل انتخابات، وترشح، وخد صفر كبير، يعني مش حتى صوت واحد زيادة من جيرانه.
ولبرهامي سأل "يا مولانا، لو كنت شايف إن مفيش فايدة من الانتخابات، إيه اللي رجّعك من الزهد للكرسي؟ ولو كنت شايف الديمقراطية كفر، إيه اللي خلاك تنافس عليها وتوزع مطويات؟ ولو كنت شايف إن المجلس ملوش قيمة، ليه كل انتخابات بتطلع تهتف: "نحن مع الدولة"، وفي الآخر الدولة مش معاك؟
وخلص إلى "ياسر برهامي ما ماتش، بس مبادئه ماتت من زمان، ماتت لما اختار الصفر على الشرف".
https://www.facebook.com/61572375797219/videos/1779942729293245/
واقعة ضرب الشيخ السلفي
وعلق "د.محمد جودة" (سلفي ولكنه رافض للمشاركة) في مقال بعنوان "ما بين وهم الوطنية.. وصفعة الواقع!" على ما حصل لشيخ من مشايخ حزب النور في إسكندرية راح ينتخب في انتخابات مجلس الشيوخ، رايح بمنتهى الهدوء كأنه رايح يؤدي “الواجب الوطني”!
وأضاف "الصدمة كانت عنيفة لما اكتشف إن اللجنة مُؤّمنة ببلطجية، واللي حصل إنه اتضرب ضرب مبرح وكان ممكن يموت حرفيًا، وطلع بالعافية، الشيخ المحترم طلع بعدها يشتكي على فيسبوك، وكأنه أول مرة يسمع إن فيه بلطجية حول اللجان، وكأنه مش عايش معانا في نفس البلد، وكأنه نازل يصوت في دولة الخلافة، وفوجئ إن فيه حاجة اسمها تزوير وترهيب!".
واعتبر "جودة" أن ما حدث ليس "مجرد واقعة اعتداء، لكنها صفعة بتكشف مدى الانفصال التام عن الواقع اللي بعض مشايخ حزب النور عايشين فيه، لسه متخيلين إنهم بيمارسوا “عمل سياسي نقي”، وإنهم جزء من عملية ديمقراطية نظيفة!.. وياريت الموضوع وقف عند كده".
النتيجة صفر
وعن وقع النتيجة على الحزب أضاف أن الصفر يعني "لا صوت، لا قاعدة، لا وجود" وأن ذلك ليس "مجرد سقوط سياسي، ده إفلاس كامل بعد سنين من التحالفات المتناقضة، والمواقف الرمادية، والتبريرات العجيبة.".
وأشار إلى أن الشيخ ياسر برهامي زمان قال إن من أسباب دخولهم السياسة هو الحفاظ على شكل الملتزمين، وإن واحدة منتقبة ماعرفتش توقف تاكسي كان من دوافع المشاركة، لكن النتيجة النهائية؟ رجل ملتحي بيتضرب على باب اللجنة علشان شكله، وحزب بقى بلا قاعدة ولا قيمة ولا حتى تعاطف شعبي، والأغرب من كل ده؟ إن خرج بعد كده الذباب الإلكتروني التابع ليهم، يحاول يبرر اللي حصل بكلام عاطفي: “إزاي تشمتوا في ضرب مسلم؟!” “فين أخلاقكم؟” وكأننا إحنا اللي ضربناه! وكأننا اللي جبنا البلطجية! وكأننا بنفرح في دم مسلم أو بنشارك في مسرحية الانتخابات أصلًا!
وخلص إلى مجموعة نتائج "إحنا لا شامتين، ولا مشاركين، ولا بنراهن على نتائج، ولا فرحانين بخسارة حد.. إحنا بس بنوثق واقع مرير، واقع انكشف فيه مستوى الوعي، والفكر، والانفصال التام عن المشهد.. إحنا أول الناس اللي بنرفض أصلًا المشاركة دي، وأول الناس اللي بندين البلطجة، والترويع، والتزوير، والاعتداء على أي إنسان — أيًا كان توجهه لكن في النهاية، اللي حصل مش شماتة، اللي حصل شهادة للتاريخ يجب توثيقها و دراستها.".
لا تتعجل !
مراقبون اعتبروا أنها فرصة للمخلصين داخل مثل هذه مجموعة أن يستعيدوا رشدهم ويقفوا إلى جوار الحق، محمد جاد على فيسبوك Mohamad Gad قال "بعد انتخابات 2010، نشر المهندس عبد المنعم الشحات مقالًا بعنوان: “نصائح بعد الانتخابات – لا تحزن – لا تشمت – لا تتعجل – لا تتوقف”، ووجه فيه نصيحة للإخوان المسلمين قائلًا: “نريد الإخوان فصيلاً إسلاميًّا فاعلاً في مواجهة أعداء الإسلام جميعهم، بدلاً من المداهنة التي فرضتها ظروف الانخراط في الانتخابات”.
وأضاف، "لذلك نحمد الله تبارك وتعالى على فشل حزب النور للمرة الثانية على التوالي، وحصولهم على صفر في مقاعد مجلس الشيوخ؛ حتى لا تتوغل أقدامهم أكثر من ذلك في المداهنات التي فرضتها عليهم ظروف انخراطهم في العملية السياسية والانتخابات.".
وأردف، "نحمد الله، لعل أحدًا منهم يفيق ويعلم أن هذا الاختيار ليس فيه أي مصلحة للدين، بل هو بُعدٌ واضحٌ عن منهجهم، وتبديلٌ لما كانت عليه السلفية، نحمد الله رأفةً بهم وبشباب الدعوة والحزب، ونعلم أن كثيرًا منهم مخلصٌ مُغيَّب، يرغب في نصرة الدين، لكنه ضل الطريق وخدعته العصبية الحزبية، وحتى لا يزدادوا إثمًا في تأييد باطل أو دعم ظالم.".
وعلق بتعليق كان ياسر برهامي، حينما سُئل قديمًا عن حكم المشاركة في الانتخابات بهدف الإصلاح والتغيير، فأجاب: “أظن أن هذا وَهْمٌ سوف يُدركه الذين يشاركون في ذلك، وقد شاركوا فيه مرات ولم يتم الإصلاح من خلال هذا الأمر”.
واستطرد برهامي: “لكن الآن ليس إلا مفسدة كبيرة بلا مصلحة، ومع الواقع الموجود، فإن هذه الأمور معلوم أنها تَدفَع ثمنًا باهظًا من مبادئ الدعوة، ومن وقت الملتزمين وأعمارهم، وأحيانًا أبدانهم بالسجن والضرب، والأموال الهائلة التي تُصرَف، والدعاية التي تتضمن أنواعًا من النزاعات والخصومات والمنكرات، ولا يترتب على ذلك شيء في النهاية… لأن الأغلبية محسومة”.
ونصح جودة بعد صفر الانتخابات: "احزن على حالك، توقف عن هذا العبث، لا نشمت ولكننا ننصح" فالحمد لله على نعمة عدم نجاح أحدٍ منهم، ونسأل الله أن يردهم إلى صحيح المنهج ردًّا جميلًا