رغم تنديد مسؤول إماراتي الخميس بـ"ادعاءات زائفة" عن تدمير الجيش السوداني طائرة إماراتية كانت تقل مرتزقة كولومبيين في جنوب دارفور في غرب السودان، داعيا الخرطوم إلى تقديم أدلة على ذلك.
وبالفعل نشرت منصات الإعلام السوداني الرسمية والشعبية فيديو يدعم وجود مرتزقة كولومبيين في السودان، قتل منهم 40 مرتزقا باستهداف الجيش السوداني لطائرة إماراتية كانت تقلهم، بحسب ما أكدت تقارير أممية ودولية حديثة (فرنس24، 7 أغسطس 2025). في حين قالت منصات إن مقتل شقيق علي الشامسي في نيالا لا يزال إشاعة غير مدعومة بمصادر رسمية.
وقالت منصات تدقيق دولي (ومنها "جروك"): إن "مشاركة مرتزقة كولومبيين في حرب السودان مدعومة بتقارير أممية وفيديوهات منذ 2024، رغم نفي الإمارات" وأخيرا قال الجيش إن تدمير طائرة إماراتية تحمل 40 منهم في نيالا، مع تأكيدات من الرئيس الكولومبي، هذا ليس إشاعة كاذبة، بل ادعاء مدعوم جزئيًا. تحقق دائمًا.
وبناءً على تقارير من رويترز ووسائل أخرى، أوقفت الإمارات الرحلات مع السودان بسبب تصاعد التوترات الدبلوماسية، بعد قطع السودان العلاقات في مايو 2025 متهماً الإمارات بدعم قوات الدعم السريع، وادعاء إسقاط طائرة إماراتية تحمل مرتزقة، نفت الإمارات الاتهامات ووصفتها بـ"الدعاية الكاذبة".
وقال الباحث السوداني صالح عبد القوي Saleh Abd EL Qawy : إنه "بحسب مصدر عسكري سوداني، أعلن الأربعاء أن القوات الجوية السودانية دمّرت طائرة إماراتية كانت تقلّ مرتزقة كولومبيين لحظة هبوطها في مطار نيالا بولاية دارفور، الذى تسيطر عليه قوات الدعم السريع ثم أعلن الجيش السوداني مقتل 40 مرتزقا كولومبيا، كانوا قادمين للانضمام لقوات الدعم السريع، نتيجة تدمير الطائرة الإماراتية التي كانت تقلهم لحظة هبوطها في مطار نيالا بدارفور، مع شحنة مهمة من المعدات والعتاد العسكري الذى تزود به حكومة الإمارات القوات المتمردة، بقيادة حميدتي آل دقلو في السودان".
وعن تعليقه عبر عن مخطط إماراتي مستمر وقوي ضمن أبعد من "لعبة مصالح تسعى إليها الإمارات لنهب ذهب السودان مع المنشق حميدتي، أو زراعة واستصلاح أراضي سودانية لصالح الإمارات" ووصولا إلى أن "الموضوع أكبر من ذلك، وهى قيام الإمارات بدور الدولة الوظيفية لصالح اللاعب الأمريكي والبريطاني والصهيوني، لإعادة تقسيم السودان، وإضعاف العمق الإستراتيجي والظهير الأكبر لمصر".
اعتراف الرئيس الكولومبي
والخميس، 7 أغسطس الجاري، أطلق الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، دعوة عاجلة لتجريم ظاهرة الارتزاق في بلاده، واصفًا إياها بأنها شكل جديد من أشكال الإتجار بالبشر، وأكد أن هذه الظاهرة “تحوّل الرجال إلى سلع للقتل”، مشيرًا إلى الأبعاد الإنسانية الخطيرة المرتبطة بها.
وتأتي هذه التصريحات بعد إعلان التلفزيون القومي السوداني عن تنفيذ القوات المسلحة ضربة جوية على مطار نيالا، مما أسفر عن مقتل حوالي 40 مرتزقًا كولومبيًا كانوا على متن طائرة عسكرية إماراتية.
وأثارت هذه الحادثة ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم تداول فيديوهات توثق مشاركة المرتزقة الكولومبيين في القتال إلى جانب قوات الدعم السريع ضد الجيش السوداني.
ورغم عدم ذكره لدولة الإمارات بشكل مباشر، أوضح بيترو أنه كلف سفارة بلاده في مصر بمتابعة الحادث وتنسيق إعادة الجثث، نظرًا لعدم وجود تمثيل دبلوماسي كولومبي في السودان، وأدان الرئيس الكولومبي بشدة تحويل الشباب الكولومبي إلى أدوات للحرب، مشددًا على أن هؤلاء المرتزقة يشاركون في صراع لا يخصهم، ويقاتلون ضد دولة لم تضرهم.
كما انتقد بيترو أولئك الذين يقومون بتنسيق عمليات الارتزاق من داخل كولومبيا، معتبرًا أنهم خانوا قيمهم وأخلاقهم، تأتي هذه التصريحات في وقت يشير فيه العديد من المراقبين إلى أن النفوذ الإماراتي في كولومبيا قد زاد بشكل ملحوظ، خاصة بعد توقيع اتفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA) في عام 2022، مما يعكس تعقيد العلاقات الدولية المتشابكة.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الأحداث تسلط الضوء على المخاطر التي تشكلها ميليشيا الدعم السريع، والتي تستغل المرتزقة في نزاعاتها، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية في السودان ويعرض حياة الكثيرين للخطر.
دعوة لفضح الإمارات
الكاتب السوداني مكاوي الملك @Mo_elmalik دعا السودانيين في بريطانيا إلى إنفاذ التجمع يوم 16 أغسطس الجاري أمام السفارة الإماراتية والتظاهر عند أبوابها، بعد أن نشرت صحيفة (الجارديان) البريطانية اليوم فقط عن فظائعهم وجرائمهم.
وأشار "الملك" إلى أنه في ذات اليوم (16 أغسطس) أعلن مرتزقة المليشيا وأبواقها أنهم متجهين في مسيرة لـ 10 Downing Street لدعم حكومتهم المزعومة مع دعم الإعلام الممول من الإمارات إلى أن يُجنِّد العشرات ويُنتج الفيديوهات لتلميع القتلة واخفاء جرائمهم وإعلامنا ضعيف وصامت.
واعتبر الصحفي السوداني أن مؤيدي الجيش السوداني في بريطانيا وشرفاء السودان مدعوون في 16 أغسطس لإفشال مسرحيتهم، والتوجه بعدها لسفارة الإمارات، تحت شعار "لا للمرتزقة ولا لداعميهم!.