توعدت المقاومة الفلسطينية جنود الاحتلال "لن تعودوا إلا جثثا هامدة وأشلاء"، بعد توعد نتنياهو غزة بعملية جديدة أوسع، كما عربات جدعون التي فشلت فشلا ذريعا ولم تحقق أهدافها، "بن كاسبيت" المعلق الصهيوني علق صباح السبت وجهه لإدارة الجيش الصهيوني المقتل في غزة قائلا: إنه "من الصعب إنهاء مقاومة تمتلك حاضنة شعبية بكبسة زر" ومرات كتب معلقون صهاينة أن قدرات جيش الاحتلال الجوية وزرع العملاء على الأرض سواء صهاينة أو تابعين لهم من عينة ياسر أبو شباب لم يسد ضعف الجيش الصهيوني البري المتمثل في جبن المقاتل الصهيوني الذي يوكل إليه تمهيد الأرض لتقدم القوات أثناء الحروب بأقل قدر من المواجهات المباشرة.
وأثبتت جبهة غزة بحسب تحليل الباحث محمود جمال المتخصص في الشأن العسكري "أن تفوق “إسرائيل” الجوي لم يمكنها من تقليل خسائرها البشرية على الأرض وما زال عنصر جيش العدو الصهيوني المقاتل يعاني في المواجهات المباشرة ويظهر مدى تراجع إمكاناته القتالية، فجبهة غزة أوقعت العديد من القتلى والمصابين في صفوف الجيش الصهيوني، ما تعرضه المقاومة في غزة باستمرار من مشاهد لاشتباكات بين عناصرها والعناصر المقاتلة للجيش الصهيوني أوضح تراجع قدرات فرد العدو المقاتل على المستويين العسكري والنفسي، حيث كانت ولا زالت ثغرة العدو في عناصره أثناء القتال المباشر.".
وعن "عقيدة المقاتل الفلسطيني: دافع الصمود والفاعلية القتالية" أضاف، "رغم الدمار الهائل وسقوط آلاف الشهداء بفعل آلة الحرب الصهيونية، لا تزال فصائل المقاومة في غزة تواصل القتال بثبات، مدفوعةً بـعقيدة راسخة تعتبر المقاومة واجباً وجودياً لا يمكن التراجع عنه، هذه العقيدة هي المحرك الأساسي لاستمراريتهم، وهي التي تمنحهم القدرة على الصمود والمواجهة في أصعب الظروف الميدانية".
الحاضنة الشعبية
وكثيرا من تناولت تقارير فضل الحاضنة الشعبية للمقاتلين في غزة، تأثيرها الإيجابي على ثبات دور المقاومة عسكريا وإداريا وتنظيميا، وبحسب الباحث حسام عبدالكريم وحسابه على فيسبوك (Hossam Abdelkariem) وأن الاحتلال أدرك أن السبب الرئيسي في عدم تمكنه من تنفيذ أهدافه في الحرب، ليس فقط أن المقاومة عصية على الانكسار أو إن قدراتها في حالة تجدد مستمر، لكن السبب الرئيسي والمحوري هو صمود سكان القطاع ورفضهم الاستسلام أو التهجير.
وأشار إلى 4 عوامل في صمود المقاومة
– قدرة الأجهزة التنفيذية لحماس على الاستمرار في أداء دورها المجتمعي وكان حده الأدنى تنظيم وصول المساعدات بشكل عادل للناس، وهو ما كان يعطي شعور للناس أن صمودهم له معنى، وإن البلد لسه موجودة وينفع تتعمر لما تقف الحرب.
– استمرار وصول المساعدات لكل المناطق، سواء من خلال المبادرات الفردية اللي بتسد ثغر كبير، أو من خلال المؤسسات اللي كانت قادرة تقايض التجار وتخرج من مخازنهم بأسعار عالية، بالإضافة إلى العدد القليل من شاحنات المساعدات اللي كانت بتدخل بشكل متقطع.
– الارتباط المتجذر بالأرض اللي بيتميز بيه الفلسطينيين عمومًا وسكان غزة خصوصًا، وتفضيل الغالبية العودة إلى ركام البيوت المتبقي عن البقاء في مناطق النزوح البعيدة.
– الصلابة العقدية والروحية اللافتة اللي بتميز أهل غزة واللي نتاج عقود من المعارك والحروب والحصار.
وأضاف "عبدالكريم" أنه أمام الحاضنة الشعبية الصلبة قرر الاحتلال من فترة التركيز على الضغط على السكان من خلال:
• تصفية واغتيال كل وأي شخصية أو واجهة مجتمعية قادرة على تثبيت الناس سواء بالقول أو الفعل أو خدمتهم في أي مجال من المجالات الإنسانية والمجتمعية.
• تصفية قادة وأفراد الأجهزة التنفيذية للحكومة في غزة بمن فيهم طواقم الدفاع المدني والإسعاف ومفتشي البلدية ورجال الأمن والدرك.
• إيقاف دخول المساعدات بالإضافة إلى تشكيل عصابات من العملاء والخونة تقوم بإعادة نهب وسرقة ما قد يضطر الاحتلال إلى إدخاله من المساعدات تحت الضغوط الأمريكية والدولية.
• العمل على تحريك الشارع الغزي ضد المقاومة من خلال الإيعاز إلى العملاء والخونة من حركة فتح واستغلال بعض ضعاف النفوس وقلة من الشرفاء اللي فقدوا صبرهم.
وأوضح أن المقاومة متوقع تركز على 3 حاجات:
1. إحباط خطط العدو للسيطرة على المساعدات لإنها محور خطة تقسيم غزة وجوهر مخطط التهجير.
2. العمل على تكبيد العدو خسائر كبيرة على غرار معارك الشمال قبل هدنة يناير.
3. محاولة إيجاد مساحات أثناء التفاوض المباشر مع الأمريكان تزيد الفجوة بين ترامب ونتنياهو.
وقال مراقبون إن "طوفان الأقصى أثبت بسالة المقاومة وصمود الحاضنة الشعبية، وأن هزيمة هذا الكيان ليست ضربًا من المستحيل، وليست أملًا بعيد المنال، أو هدفًا صعب التحقق".
وأضافوا أن المقاومة برهنت على أن قوة العقيدة وتوظيف الإمكانيات المتاحة وإحياء فريضة الجهاد هي أول مفاتيح النصر وتحرير الأرض، فأحْيَت القضية وأثخنت في العدو الذي ادَّعي كثيرًا أنه "الجيش الذي لا يقهر"!
واستراتيجيا أشار محمود جمال الباحث بالمعهد المصري للدراسات عبر @mahmoud14gamal إلى دور الإعداد بالأنفاق والتي برأيه "..تُعد سلاح إستراتيجي لدى المقاومة وهو السلاح الإستراتيجي الذي بسببه استمرت وستستمر المقاومة في مقاومتها، وهو السلاح الناجز في طبيعة جغرافية غزة، كانت للمقاومة في غزة رؤية استراتيجية لجغرافيا القتال وبملكها لمثل تلك الأنفاق المعقدة أعطت لها القدرة للاستمرارية في القتال.".
من نزع السلاح إلى قوة عربية
وتطوع "خبراء" المخابرات التابعة لعبدالفتاح السيسي في إبداء الاستعداد على مشاركة مصرية في قوة عربية أعلن عنها نتنياهو وهي تقريبا أشبه بتطوعه في أبريل الماضي عندما وضعا شرطا لم يجرؤ قادة الاحتلال على إعلانه وهو "نزع سلاح المقاومة" وقال نصا في 13 أبريل : "أنه لا اتفاق لوقف الحرب دون التفاوض على نزع سلاح المقاومة" مقابل تهدئة 45 يوما فقط.
مُقترحا "ويتكوف" وتصريحات لم تتحدث عن نزع سلاح المقاومة في غزة، والمطلب جاء في نفس الوقت الذي رفض فيه الاحتلال تحرك بعض آليات الجيش المصري في سيناء ورفض أي تواجد للجيش المصري في محور فيلادلفيا.
https://x.com/morabetoooon/status/1911898293732356106
ويلبي السيسي طلبات نتنياهو (حتى وإن لم يؤكد عليها) وبحسب الباحث والأكاديمي د.لقاء مكي @liqaamaki فإن ما تريده “إسرائيل” لا يتعلق بنزع سلاح المقاومة كشرط لإنهاء الحرب، بل بافتعال الأسباب لاستمرار الحرب بغرض التهجير.
ورأى أن "مشكلة “إسرائيل” ليست بالمقاومة في غزة، بل في غزة ذاتها، ولأن البحر لن يغرقها كما تمنى رابين ذات يوم، فلماذا لا يجري افراغها، فإن خلت من الناس، لن يعود للمقاومة أثر او وجود".
وأضاف "إسرائيل" طرحت فكرة نزع سلاح المقاومة وهي تعرف أنها غير قابلة للتطبيق، وهي ستُرفض، بل وتعلم أن من بعد حماس، ستظهر من بين أنقاض غزة مقاومة أكثر تشددا، لذلك فهي لا تريد إنهاء المقاومة، بل تشتيت الشعب الذي صنع المقاومة، وأمدّها بالرجال، وذاد عنها، واحتضنها، وسيصنع غيرها إن لزم الأمر.
وأشار إلى أن "هذه المعركة صفرية، ومن سيوقف “إسرائيل” هو”إسرائيل” ذاتها، وتفسير ذلك، أن استمرار القتل والبطش والعدوان، سيرهق القاتل حتى يتحول إلى مسخ يأكل بعضه بعضا، هي معضلة كبرى، وهذا النزيف لأهلنا في غزة موجع وفوق كل احتمال، لكن بديله هو الشتات والمنافي، وليست ريفيرا ترامب، ولا عطف نتنياهو بقليل من الدقيق والسكر.