تهجير قسري مستمر .. أهالي عزبة الهجانة يعترضون على إخلائهم بالقوة الجبرية

- ‎فيتقارير

في تهجير قسري مستمر يرفع شعار كاذب “التطوير” واجه أهالي مدينة الأمل (عزبة الهجانة سابقا) داخلية السيسي مجددا هاتفين “مش هنسيب بيوتنا” بعد إضرار الشرطة على الإخلاء أمام اعتراض السكان على إزالة منازلهم وتهجيرهم قسرياً.

وقال المواطنة وفاء حلمي إنه “تهجير جديد لأهالي عزبة الهجانة من بيوتهم لتسليم المدينة لمستثمر مجهول!! المصيبة عندما يفقد النظام اتزانه.. يدفع المواطنين الثمن!!!!
 

https://www.facebook.com/wafaa19/videos/737589059023710/

https://www.facebook.com/100093143168076/videos/765982505816027/

وقال ميلاد صالح عبر “جروب مدينة الأمل عزبة الهجانة ٢٠٢١  ” تعليقا على وقفة الأهالي الرافضين لبيع بيوتهم أو التنازل عنها، وأنه “يطالب بحقه بطريقة سلمية ومحترمة”.

وأضاف أن الوقفة كانت “رسالة قوية إن الناس مش ضد التطوير، لكن ضد التهجير والإهانة والقرارات اللي بتمشي على حساب البسطاء.”. داعيا الأهالي للثبات “على موقفنا، متحدين، واقفين يد واحدة، صوت واحد، قلب واحد.. ما نتهاونش، وما نتفرقش، وما نخافش… علشان الحق معانا، والدستور في صفنا”..

وأكد “رسالتنا واضحة: “مش هنبيع بيوتنا ولا مستقبل ولادنا… مش هنسيب أرضنا ولا رزقنا… إحنا عايزين تطوير يحترم كرامتنا مش استغلال باسم الاستثمر”.

ورفع المتظاهرون من أهالي المدينة شعار “إيد واحدة… لا للتهجير، نعم للتطوير” “بيوتنا حياتنا… مش للبيع” ، و”مش هنسيب أرض الجدود… حتى لو هدوا الحدود!”، و”التطوير مش تهجير… إحنا مش لاجئين!”، و”قرار الإزالة مش عدالة!”..
 

https://www.facebook.com/groups/949996328872607/?multi_permalinks=1959095137962716&hoisted_section_header_type=recently_seen

واعتبر “المجلس الثوري المصري” أنها “..حلقة جديدة من تهجير المواطنين المصريين العاديين لصالح مستثمرين, اعتدت الشرطة المصرية على أهالي مدينة الأمل-الهجانة سابقا بمدينة نصر ‎#القاهرة، بعد اعتراضهم على إزالة منازلهم وتهجيرهم قسرياً. من ترون في الصفوف الأولي هن نساء مصر الحقيقيات، وليس ما رأيتم من وضا ..عة ورقص أمام اللجان

https://www.facebook.com/ercegypt1/videos/1288595056137959/

وفي فبراير 2021 زار السيسي عزبة الهجانة وكان مشهدا يليق به بسبب الخوف من الأهالي والتقاء بعضهم من المخبرين والعاملين بالأجهزة وحصار الأهالي عن الخروج بتوزيعات المخبرين في كل شارع وزنقة.

وسأله جمال أبوطالب  حينها “لما أنت خايف من ْاْلْنَاس في عزبة اْلْهَجانة..رايح ليه؟. مضيفا “تم تنفيض شوية عيال ونسوان ومسنين.. ودفعهم تجاه السيارات وهم مكشوحين.. عشان يعملوله.. باي باي..”.

وأدعت حكومة السيسي في أكتوبر 2020 تطوير منطقة عزبة الهجانة بمنطقة الكيلو 4.5 بطريق السويس إلا أنه في مارس 2021 وبعد زيارة السيسي بأسابيع قليلة وعلى مرأى من الأهالي وأصحاب البيوت.. استمرار أعمال الإزالة بمنطقة عزبة الهجانة بمدينة نصر بدعوى التطوير!

https://www.facebook.com/AJA.Egypt/videos/280622286912636/

وقال المحامي محمد عبدالستار @MElsattar “ما يحدث في عزبة الهجانة ليس تطويرًا بل تهجير قسري مقنَّع. الدولة، بالشراكة مع المؤسسات العسكرية وشركات الاستثمار، تستولي على الأرض الرخيصة، وتحوّلها إلى مجمعات سكنية باهظة الثمن، لا يستطيع سكانها الأصليون العودة إليها. إنها وصفة معتادة للإخلاء الطبقي، تحت شعار “التطوير العمراني”.

ونظم الأهالي وقفات أشار لها الناشط عمرو عبدالهادي بقوله: “اهالي عزبة الهجانة عاملين عظمه وواقفين قدام مخطط العميل #السيسى في تهجيرهم وكمان واقفين قدام تطبيق الجريمة الي اسمها القانون القديم للايجارات.. الكل اتجرأ على الخروج ومفيش قوات او اماكن تكفي الناس عشان يسجنوهم وفي الاخر هيتم التضحية بالعميل وعياله في غمضة عين”.

وأضاف له رمسيس @PIRAMIDEJOFO2 “صمود أهالي عزبة الهجانة رسالة واضحة أن الشعب قادر يكسر الخوف ويفضح مخططات التهجير. كل يوم يزيد الغضب الشعبي، وكل خطوة مقاومة تقرّب لحظة سقوط الخاين وفقدانه أي شرعية.”.
 

وإزالة مئات العقارات في عزبة الهجانة بالقاهرة لتعويض السكان بـ 5 آلاف جنيه للمتر، وبناء وحدات سكنية تُباع بملايين الجنيهات ضمن مشروع «مدينة الأمل» بالشراكة مع شركات استثمار عقاري.

وتحدثت مواطنة عن رفضها إزالة البيوت وقالت إنها انهارت بسبب القلق من قرار الإزالة!

https://youtu.be/ULdlg48AJKE?si=dyuGJ3s_jK73Ltmm

وقالت @Shuwqh “أهلي مدينة #الأمل_الهجانه .. مدينة #نصر هو ايه اللي بيحصل الأيام دي للشعب #المصري كلوا طالع مظاهرات من العريش وجزيرة الوراق كلو بسبب التهجير هي #مصر حتبقى #غزة ياجدعان تهجير بالعافيه ولا إيه🤔؟!
https://x.com/Shuwqh/status/1954287478287761777

المحامية منى العشري @alashrymona قالت: “موضوع  الهجانة ده من ايام مبارك لو تفتكر حوت مدينة نصر اللي خد اراضي وطلع بابراج علي اراضي الدولة ولما جت قوة تنفذ راح الحوت اللي هو السلاب بالمناسبة واغمي عليه في المجلس وقعد يقولي اهلي وقرايبي وقتها كان عضو مجلس وليه حصانة بس ياسبدي وقامت الثورة”.

ووعدت حكومة السيسي بتوفير مساكن بديلة بمشروع أهالينا ٢ بجسر السويس علي الفور لمن سيتم إخلاء منازلهم  ولم توفر سوى 22 عمارة مبنية منذ عهد مبارك فقط لم تستوعب آلاف الأهالي.

وبين محور “شينزو آبي” وطريق السويس، وعلى مشارف الكمبوندات الفاخرة مثل “جاردينيا”، تقع عزبة الهجانة، إحدى أكبر المناطق غير المخططة التي نشأت بفعل الحاجة إلى السكن والعمل وفشل الدولة في توفيرهما، والتي تجاوز عدد سكانها مليون نسمة.

العزبة، ليست كما يظن البعض أو يروج النظام، مجرد كتلة إسمنتية عشوائية، بل هي مجتمع قام على البناء الذاتي، ونتاج تاريخ طويل من التفاعل بين الدولة والمواطن، وبين الإهمال والاستغلال.

“مدينة الأمل” هو الاسم الجديد الذي يُطلق على مشروع الإزالة وإعادة الإعمار في عزبة الهجانة، وهو مشروع فاخر بالتعاون بين محافظة القاهرة والهيئة الهندسية للقوات المسلحة وشركة “كونتراك” للتنمية العمرانية، لكنه، كما يبدو، ليس مشروع أمل لسكان المنطقة، بل استثمار يهدف إلى تحويل الأرض إلى مصدر ربح للجيش والحكومة، من خلال تسويقها كموقع إستراتيجي محاط بالمحاور والكمبوندات الراقية، بحسب الاشتراكيون الثوريون.

نفي اللجان
ونفت اللجات وجود تهجير قسري وأن الغضب الشعبي كان بسبب “لجان حصر للعقارات كجزء من خطة تطوير المنطقة، وأن والناس اللي اتجمعت كان بسبب الاستفسارات عن إجراءات الحصر، مش تظاهرة ولا احتجاج”!

وزعم فريق أن الامل الجديدة وتضم 22 عقارات كاسكان بديل ومجمع للورش الحرفية يشمل 178 ورشة ومبنى ادارى يضم 16 محلا تجاريا لخدمة السكان ويتوافر بها كافة الخدمات والمرافق على مساحه 10 فدادين وتضمنت أعمال الحصر لإقامة مدينة الأمل الجديدة  232 عقارا تشمل 1166 وحدة سكنية و224 محل ومخزن فضلا عن وجود 23 قطعة أرض فضاء وأن الأهالي الذين فضلوا العودة للمنطقة مرة أخرى بعد التطوير بلغ عددهم 267 أسرة أنهم حصلوا على عقد تخصيص وحدة سكنية بديلة بمدينة الأمل بدلًا من وحداتهم القديمة لضمان حقوقهم وطمأنتهم قبل إخلاء منازلهم والمواطنين وصرف 30 الف جنيه لمدة 15 شهر بدل إيجار والمواطنين الذين رغبوا في الحصول على التعويضات المالية بلغ عددهم 1027 للأسر والمحال التجارية وتم تحديد سعر المتر هناك ب 5000 جنيه مقارنة بسعر السوق البالغ 3 آلاف جنيه و10 آلاف جنية للمحال التجارية والمخازن سعر المتر فيها بـ 7 آلاف وسعر المتر بالأرض الفضاء 8 آلاف جنيه وان المشروع سينفذ به ما يزيد عن 20 برجا سكنيا لتسكين الأسر”.

تعويضات لا تكفي

ولفت تقرير للجبهة أن “التعويضات المعروضة للمُهجرين لا تكفي حتى لشراء جزء بسيط من وحدة سكنية في المشروع الجديد، فبينما يبلغ أقصى تعويض 5000 جنيه للمتر، تُباع الوحدات الجديدة بأسعار تبدأ من 2,704,000 جنيه لشقة من 3 غرف، ومن يريد الشراء، يُمنح بدل إيجار لا يتجاوز 30 ألف جنيه، خلال مدة البناء المخططة ب15 شهر، وهو مبلغ لا يضمن كرامة السكن في أي منطقة قريبة من المشروع.”.
 

وتعود جذور عزبة الهجانة إلى عام 1963، حينما سمح الجيش لقوات الهجانة ببناء سكن لهم ولعائلاتهم وكان يتم تزويدهم بالمياه من الجيش. ومع الوقت، بدأت العائلات في التوسع في البناء، مقابل مبالغ تُدفع للجيش نفسه. ثم جذبت مدينة نصر المجاورة العمال، فتوسعت العزبة مع تزايد الحاجة للسكن الرخيص وفرص العمل.

ولم تكن العزبة عشوائية بالمعنى المعروف، بل كانت نتاج صفقة غير مكتوبة بين الدولة والمواطن: رخص السكن مقابل عمل. لم يكن ذلك كرمًا من الدولة، بل استغلالًا لجيش احتياطي من العمالة الرخيصة لخدمة مشروع الحداثة في مدينة نصر. نفس جيش العمالة الاحتياطي التي تحاول الدولة الآن نقله لمشاريع سكنية في المدن الجديدة.

ومنذ عام 1978، كانت هناك محاولات من شركة مدينة نصر لشراء الأراضي من السكان، بالتوازي مع مزاعم ملكية من الجيش ومحافظة القاهرة. هذا الصراع القانوني المعقد هو أحد الأسباب التي جعلت تهجير السكان معقدًا، لكنه لم يمنع الدولة من الدفع باتجاه مشروع “التطوير” دون حل جذري لمسألة الحق في السكن.

والأخطر من كل ذلك، أن تطوير المنطقة في 2021، والذي صورته الدولة ليشمل تحسين البنية التحتية للسكان مع إبقائهم، بدا لهم كخطوة إيجابية، لكنه كان تمهيدًا لإخلائها، وليس لتحسين حياة ساكنيها.

وبحسب الاشتراكيون فإن “ما يحدث في عزبة الهجانة ليس تطويرًا بل تهجير قسري مقنَّع. الدولة، بالشراكة مع المؤسسات العسكرية وشركات الاستثمار، تستولي على الأرض الرخيصة، وتحوّلها إلى مجمعات سكنية باهظة الثمن، لا يستطيع سكانها الأصليون العودة إليها. إنها وصفة معتادة للإخلاء الطبقي، تحت شعار “التطوير العمراني”.