بعد فضيحة نزول الدولار، من جديد يقود الكاذب الأمنجي يوسف الحسيني عضو سابق ببرلمان العسكر مرة أخرى العودة للأضواء بما اعتاده من من ادعاءات، والجديد لديه هجوم على حركة "حماس" التي يبدو أنها لا تزعج اليهود الصهاينة، بل تزعج أعوانهم الأذرع الصهاينة أكثر، فادعى أن "حماس تتاجر في السوق السوداء بالمساعدات اللي بتخش" وهو ما لم تدعيه "فايننشال تايمز" و"ول ستريت" اللتان أثبتتا أن المساعدات يقوم على سرقتها عصابة يتزعمها تاجر مخدرات غزاوي عميل للاحتلال يسمى ياسر أبو شباب، ويسانده شخص يدعى "الصوفي" وآخر يدعى "حنيدق" وهم يتعاون مع الاحتلال في تنفيذ ذلك، وهذا بشهادة عائلات غزة.
وقبل ساعات من ادعاء "الواد الحسيني" المذيع حاليا بقناة "المحور"، كما سبق وأسماه رئيس المخابرات العامة السابق اللواء عباس كامل وشفع معه "البت عزة" المذيعة السابقة بالقناة الأولى والمذيعة حاليا في قناة رجل الأعمال محمد أبو العينين المسماة ب"صدى البلد".
وفي نوفمبر الماضي، نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تحقيقًا لها، وثق أن العصابات التي تسرق المساعدات، تستفيد من تساهل سلبي أو دعم نشط أو حماية من القوات الإسرائيلية، بحسب مذكرة داخلية لمنظمة الأمم المتحدة اطلعت عليها، ونقلت عن 20 ممثلًا عن منظمات إغاثة دولية أن السلطات "الإسرائيلية" رفضت معظم طلباتهم لتحسين إجراءات تأمين القوافل.
وفي نوفمبر أيضا من العام الفائت، أكدت صحيفة "فايننشال تايمز" في تقرير آخر أن عصابة ياسر أبو شباب وعصابات أخرى تقوم بسرقة المساعدات الإنسانية بموافقة ضمنية من الجيش الإسرائيلي".
كما وثق موقع (هآرتس) الصهيوني في تقرير منشور في 5 يونيو 2025، عن طريق صور بالأقمار الصناعية أن مليشيا ياسر أبو شباب عززت وجودها في جنوب غزة في مناطق السيطرة المباشرة للجيش "الإسرائيلي".
ووثقت الصحيفة أن عصابة "أبو شباب"، معروفة محليًا بالأنشطة الإجرامية وسرقة المساعدات، وأنهم يعملون بموافقة ضمنية من الجيش "الإسرائيلي".
وأعلن متحدث باسم الجيش الصهيوني أنهم "اقتربوا من تفكيك حماس اعتمادا على زرع مجاميع من عملاء الموساد و السلطة في مناطق شمال وجنوب القطاع، بالإضافة إلى مجموعة أبو شباب وكلها مسلحين فلسطينيين تعمل تحت إمرة الجيش "الإسرائيلي".
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية: إن "مجموعتين مسلحتين تنشطان في القطاع بالتنسيق مع "إسرائيل"، إحداهما بقيادة ياسر حنيدق في خان يونس، والثانية بقيادة رامي حلس في شرق مدينة غزة، وينتمي كلاهما لحركة فتح، كما أشارت إلى استمرار دعم الاحتلال لعصابة ياسر أبو شباب في رفح، والتي تضم مطلوبين بقضايا جنائية، بينهم من كان محكوماً بالإعدام قبل الحرب.
وأفادت الصحيفة أن هذه المجموعات تتلقى السلاح والمساعدات من جيش الاحتلال ضمن مناطق عمليات ما يسمى "مركبات جدعون"، بينما تتصاعد في المقابل جهود أمنية شعبية في غزة لضبط الأمن ومحاكمة المتورطين في التعاون، ضمن ما بات يُعرف بـ"محاكم ثورية للعملاء".
وأكد موقع "فرانس 24" في 3 أغسطس الجاري أن اتهام الكيان الصهيوني لحماس بسرقة المساعدات، يأتي لتبرير حصارها الشامل على غزة، وأكدت على عدم العثور على دليل يوضح سرقة حماس المساعدات.
"فرانس 24" نقلت عن عمال إغاثة أنه خلال وقف إطلاق النار الذي سبق حصار مارس الماضي، ساعدت شرطة غزة والتي تضم العديد من عناصر حماس في تأمين قوافل المساعدات الإنسانية، إلا أن الفراغ الحالي في السلطة يُفاقم انعدام الأمن وعمليات النهب.
ونشرت (هيئة الإذاعة الأسترالية "ABC") تقريرا نُشر في 13 يوليو 2025 قال: إن "إسرائيل في الوقت الذي تتهم فيه حماس بسرقة المساعدات، سلحت العصابات التي سرقتها بالفعل" وأكد التقرير معلوماته باعتراف نتنياهو نفسه في يونيو الماضي بأن حكومته دعمت عشائر في غزة تعارض حماس، بينما أكد مسؤولون "إسرائيليون" لصحيفة (تايمز أوف إسرائيل) أن "نتنياهو كان" يشير إلى عصابة أبو شباب.
غير أن هذا كله في جانب الإعلام وعن الجانب الأممي، فقد أكد جوناثان ويتال، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة في مايو 2025، أن "الزعم بإساءة حماس استخدام مساعدات "الأمم المتحدة" والمنظمات غير الحكومية، غير حقيقي؛ "فالسرقة الحقيقية للمساعدات منذ بداية الحرب نفذتها عصابات إجرامية، تحت أنظار القوات "الإسرائيلية".
ونفت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة سيندي ماكين، في تصريحات لقناة CBS الأمريكية في مايو الماضي، زعم المسؤولين "الإسرائيليين" بأن حماس تسرق المساعدات التي تدخل لقطاع غزة، أو حتى تعطل توزيع المساعدات على سكان القطاع.
شهود عيان
وعلى مدار الأيام الماضية، تمكنت عصابات مسلحة، من سرقة العديد من شاحنات المساعدات المحملة بالدقيق، كانت في طريقها من معبر كرم أبو سالم إلى مخازن وسط قطاع غزة، فيما قال سائق إحدى الشاحنات إنهم يضطرون إلى التوقف في المناطق التي تسيطر عليها العصابات ،بعد تهديد مسبق من جنود الاحتلال للسائقين خلال خروجهم شاحناتهم من كرم أبو سالم إلى وجهتها داخل القطاع، إما بالتوقف في مناطق العصابات أو قصف الشاحنة.
وفشل الاحتلال في فرض “العصابات” على غزة، وشكلت حماس محاكمات ثورية وميدانية لقتل العملاء، ووضعت على رأس المطلوبين ياسر أبو شباب والذي كان معتقلا في سجون شرطة غزة، وأطلقته الشرطة خوفا على حياة السجناء من القصف الصهيوني، ولكن ذيل الكلب.
ويحاول الاحتلال من خلال هذه المجموعات الخارجة عن القانون، فرض واقع بديل في قطاع غزة عبر دعم "عصابات مسلحة" تعمل ضد المقاومة، في مسعى لضرب النسيج الاجتماعي واستبدال حركة حماس، غير أن هذه المحاولات تقابل برفض شعبي واسع وتشكيل حراك أمني داخلي لضبط الأمن ومواجهة الفوضى.
الميليشيا التي يقودها مسلح يُدعى ياسر أبو شباب، وشركة تابعة لعائلة الخازندار، يعملون بجهد واجتهاد لتنفيذ مخططات الاحتلال في تجويع فلسطينيي غزة، ودفعهم إلى النزوح المستمر، وصولًا إلى التهجير الذي يطمح إليه الاحتلال.
وتشارك الخازندار في مأساة التجويع والإذلال لآلاف الغزيين في أحد مراكز توزيع المساعدات، من خلال "تأمين" بموجب عقد مع الشركة الأمريكية المدعومة "إسرائيليًا"!
لقاءات ياسر أبو شباب
ومع اقتراب الحديث عن الهدنة، يُكثف العميل ياسر أبو شابب لقاءاته وتصريحاته لوسائل الإعلام العبرية، وكأنه يستجدي رحمتهم لإنقاذه مما هو آتٍ، ففي لقاء جديد مع صحيفة يديعوت أحرونوت، قال: "من يقتل عائلة بيباس، هل يملك أصلًا الحق في وصفي بالمجرم؟ سنقاتل حماس حتى ننتصر، الجيش الإسرائيلي زودنا بالسلاح ونحن ننسق معه في حربنا ضد حماس".
ويضيف أن أول من دعم فكرته واستجاب لطلبه بتوفير المساعدة كان محمود الهباش، مستشار محمود عباس، واختتم حديثه بالقول إن حماس مجرد مراهقين يحملون السلاح ولا يعرفون كيف يستخدمونه ..".!
وخلال مقابلة مع إذاعة "مكان" الإسرائيلية، أكّد ياسر أبو شباب، أن عناصره "يتعاونون مع الجيش “الإسرائيلي” على مستوى ما"، وقال: "نتعاون مع جيش الاحتلال وننسق مع السلطة، وهدفنا هو استئصال حماس، وسنواصل قتالها حتى في حال التوصل إلى تهدئة ".
وعلق المحلل السياسي ياسر الزعاترة عبر @YZaatreh على مقابلة أبو شباب أنه يؤكّد عمالته، وأن "هذا بالضبط ما تقوله أجهزة رام الله عن "تنسيقها الأمني"، فلكل رذيلة في السياسة تبريرها بالطبع، بما في ذلك "الخيانة الصريحة".
وأضاف "شعبنا صار "أيقونة" بين الشعوب بمقاومته وصموده، لكن هؤلاء هُم عارُه المقيم الذي يدرك الأحرار أنه أمر طبيعي لا يمسّ عظمته." موضحا أن "هذا ما يحدث في كل التجارب المشابهة، أشقياء يبيعون أنفسهم للغُزاة، وأحرار يبذلون الأرواح في مواجهته، وفي النهاية يكتب التاريخ سطوره، ويميّز بين الطرفيْن".