أين الحكام الخونة ؟ ..28 دولة تطالب الاحتلال الصهيونى بوقف حرب الإبادة فى قطاع غزة

- ‎فيعربي ودولي

 

 

مع التطورات الكارثية وحرب التجويع التى تمارسها قوات الاحتلال الصهيونى فى قطاع غزة وإعلان مجلس الوزراء الصهيونى المصغر عن خطة لاحتلال القطاع وتهجير الفلسطينيين بدأت بعض الدول تنتقد التطرف الصهيونى غير المقبول وتطالب بوقف حرب غزة ورفض التهجير القسري للفلسطينيين .

فى هذا السياق صدر بيان مشترك عن 28 دولة دعا إلى الوقف الفوري للأعمال العسكرية في غزة وهو ما يعكس تنامي الرفض الدولي للانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في القطاع ويؤكد وجود إجماع عالمي يزداد اتساعًا ضد محاولات التهجير القسري وسياسات العقاب الجماعي .

يشار إلى أن هذه الدعوة الدولية تأتي وسط تحذيرات متكررة من منظمات إنسانية وحقوقية حول التدهور السريع في الأوضاع المعيشية في قطاع غزة حيث يعاني أكثر من مليوني إنسان من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب إضافة إلى انهيار شبه كامل في البنية التحتية الصحية والتعليمية والخدمية بفعل القصف المتواصل والحصار المفروض منذ سنوات طويلة .

 

لغة الخطاب الدولي

 

واعتبر مراقبون أن البيان الأخير يمثل تغيرًا مهمًا في لغة الخطاب الدولي حيال الصراع الفلسطيني الصهيوني إذ لم يعد مقتصرًا على الدعوة إلى ضبط النفس أو تخفيف التوتر بل بات يتضمن مطالب مباشرة بوقف الحرب ورفض سياسات الاحتلال التي تسعى إلى تغيير التركيبة السكانية في غزة من خلال الضغط العسكري والممارسات القمعية .

وقال المراقبون ان البيان المشترك لم يصدر عن جهة إقليمية واحدة بل جاء بتوافق من قوى دولية تمثل مشارب سياسية وجغرافية متنوعة ما يعكس اتساع دائرة التنديد بما يحدث على الأرض من انتهاكات جسيمة ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية .

وتوقعوا أن يكون البيان خطوة أولى نحو تحرك أوسع قد يتضمن ضغوطًا ملموسة على الاحتلال لوقف عملياته العسكرية والامتثال للقرارات الدولية المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني ورفض سياسات التهجير القسري . 

 

نفاق سياسي

 

فى هذا السياق قال الباحث السياسي عبدو زمام، إن ما يحدث في قطاع غزة هو حرب إبادة تُدار بسياسة التجويع وتدمير البنية الإنسانية من قبل الاحتلال، مشددا على أن الاحتلال يستخدم غطاء المساعدات لتجميل جرائمه، وأن الادعاءات الغربية بشأن الإنسانية ليست إلا أداة نفاق سياسي لتبرير التفوق الصهيوني . 

وأكد زمام فى تصريحات صحفية أن المعركة الحالية لم تعد عسكرية فقط، بل أصبحت معركة وعي تكشف زيف النظام الدولي وازدواجيته، مشيرا إلى أن إعادة الحياة إلى غزة مرهونة برفع الحصار الكامل وانسحاب قوات الاحتلال . 

وأضاف: أي محاولات لإعادة إعمار غزة دون إنهاء الاحتلال تمثل تجميلا مؤقتا للوضع، مشددا على أن غزة لا تحتاج فقط للبناء، بل لحل عادل يضمن كرامة وحقوق شعبها . 

وفيما يتعلق بالصراع العربي-الصهيوني، اعتبر زمام أن الصراع لم يعد قائما بشكل فعلي، في ظل تراجع الخطاب الرسمي العربي، لافتا إلى أن الاحتلال يسعى لتكريس واقع الهيمنة من خلال اتفاقيات تطبيع وظيفية، مثل اتفاقيات إبراهيم مع عدد من الدول العربية . 

 

مبادرات استسلام

 

وعن المبادرات المطروحة لإنهاء الحرب، قال إنها لا تمثل اتفاقيات سلام، بل صيغ استسلام تُفرض على المقاومة الفلسطينية، معتبرا أن هذه المبادرات تمنح رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو فرصة للبقاء في الحكم والتهرب من المحاكمة . 

وأكد أن المقاومة الفلسطينية ترفض هذه الصيغ، وتتمسك بشروطها الوطنية، والتي تشمل فتح المعابر، وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة، وتنفيذ عملية تبادل للأسرى، تمهيدا لإنهاء شامل للحرب . 

واعتبر زمام أن موقف الجامعة العربية من حلال الإبادة يعكس غياب الإرادة السياسية، مؤكدا أن الجامعة العربية كانت وستظل مؤسسة شكلية خُلقت لامتصاص غضب الشارع العربي، لكنها لم تفلح حتى في ذلك . 

وأشار إلى أن الترابط العربي في مواجهة الاحتلال لا يزال رمزيا ولا يرقى إلى مستوى الفعل السياسي الموحد ،مرجعا ذلك إلى حالة التطبيع والانقسام الإقليمي التي قضت على أي مشروع مواجهة حقيقية . 

وطالب زمام الشعوب العربية بأن تبقى فلسطين حاضرة في وجدانهم، فهذا ما يُحبط مشاريع التصفية والتطبيع. مؤكدا أن الشعوب العربية وحدها تملك القدرة على قلب المعادلة حين تتحرك بوعي، فالقضية ليست فلسطينية فقط، بل قضية كرامة عربية وإنسانية شاملة . 

 

تصفية القضية الفلسطينية

 

وقال الخبير الإستراتيجي رضا يعقوب، إن قرار المجلس الوزاري الصهيونى المصغر بوضع خطة لاحتلال قطاع غزة بالكامل يمثل خطوة خطيرة تهدف لتصفية القضية الفلسطينية برمتها، محذرًا من تداعياته على أمن واستقرار المنطقة. 

وأوضح يعقوب فى تصريحات صحفية أن المجلس الوزاري الصهيونى يسعى إلى ترسيخ الاحتلال الصهيونى غير الشرعي للأراضي الفلسطينية، ومواصلة حرب الإبادة في غزة، والقضاء على مقومات حياة الشعب الفلسطيني، وتقويض حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة. 

وأضاف أن استمرار دولة الاحتلال في سياسة التجويع والقتل الممنهج والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني سيؤدي إلى تأجيج الصراع، وزيادة حدة التوتر، وتعميق الكراهية، ونشر التطرف في المنطقة، مشيرًا إلى أن هذه الأوضاع تفاقمت بالفعل جراء العدوان الصهيونى المستمر على قطاع غزة وما خلّفه من كارثة إنسانية غير مسبوقة. 

ودعا يعقوب المجتمع الدولي ومجلس الأمن وكافة الأطراف المعنية إلى تحمل مسؤولياتهم السياسية والقانونية والأخلاقية والتحرك العاجل لوقف ما وصفه بسياسة “العربدة وغطرسة القوة التي تمارسها دولة الاحتلال ، بهدف فرض أمر واقع بالقوة وتقويض فرص تحقيق السلام والقضاء على آفاق حل الدولتين. 

وحذر من أن دولة الاحتلال ولا المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار إلا من خلال تجسيد الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية . 

 

 

مخطط استيطاني

 

واعتبر مجدي حمدان، القيادي بالحركة المدنية الديمقراطية، أن ما قاله نتنياهو حول “إسرائيل الكبرى” ليس زلة لسان، بل إعلان صريح عن مشروع استعمار توسعي . 

وأوضح حمدان فى تصريحات صحفية أن هذه التصريحات تكشف النوايا الحقيقية للاحتلال الصهيوني، والمتمثلة في ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية وفرض وقائع جديدة على الأرض بما يتعارض مع قرارات الشرعية الدولية. 

وأضاف أن مواجهة هذا المشروع تتطلب موقفًا عربيًا موحدًا وضغطًا سياسيًا ودبلوماسيًا على الساحة الدولية، محذرًا من خطورة التهاون مع هذه التصريحات التي تمثل خارطة طريق لمخطط استيطاني وتمدد استعماري يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة .