معبر (العُوجة) يفضح مؤتمر خارجية السيسي .. ومراقبون: عبدالعاطي ومصطفى يتشاركان مشهداً تمثيلياً لتبرير الخُنُوع

- ‎فيتقارير

مشهد تمثيلي يشارك فيه بدر عبد العاطي وزير خارجية السيسي وبعض أعضاء حكومته، ومحمد مصطفى وزير خارجية محمود عباس قائد شرطة رام الله التابعة للاحتلال، يتسابقان في هذا المشهد بالثناء على جهود كليهما في محاولة الوصول بالمساعدات لمعبر رفح.

والواقع تتكدس آلاف الشاحنات أمام ناظريهما أمام المعبر، تماما كالتي تتكدس أمام معبر العوجة وفي الطرفين غير أن ما أمام رفح يظل بلا حركة في حين تتحرك تباعا صادرات مصر للاحتلال.

وبحسب عبد العاطي "إسرائيل" في الطرف المقابل وفي رفح، بحسب ما حدد داعيا أن تتراجع لإدخال المساعدات، متناسيا أن يذكر أنها تسمح بالمساعدات المدفوعة (المقدمة لمواطني كيان العدو في تل أبيب) في معبرالعوجة أو (نتسيانا) من أنواع الخضروات والسمك والشاي والقهوة والأسمنت ومواد البناء.

الحقوقي والسياسي أسامة رشدي قال عبر حسابه على إكس: "مشهد #بدر_عبدالعاطي وزير خارجية #السيسي أمام #معبر_رفح مع رئيس وزراء أبو مازن مخزٍ، ولا يعكس إلا حالة العجز والمهانة التي لم تكن تليق ب #مصر التي قزّموها وجعلوا من جيشها مجرد حارس حدود للاحتلال".

وأضاف، "رايح تناشد مين يا بدر؟ .. رايح تشتكي لمين يا بدر؟.. تنتظر مين يا بدر لإغراق #غزة بالمساعدات؟! .. شكلكم زبالة ومثار للسخرية من العالم كله!!.. لما تسترجل يا بدر .. روح اتصور عند المعبر!!.. #غزة_تحت_القصف".

https://x.com/OsamaRushdi/status/1957525285294801077/photo/1

وفي 2 أغسطس قال وزير خارجية السيسي؛ بدر عبد العاطي في مداخلة متلفزة: إن "جهات مشبوهة تسعى إلى تشويه الحقائق عبر اتهام مصر بالمسؤولية عن إغلاق معبر رفح مع غزة".

وفي 30 يوليو قال "عبد العاطي" لـ"العربية": "معبر رفح من الجانب المصري يعمل على مدار 24 ساعة بينما تحتل إسرائيل المعبر من الجانب الفلسطيني وقامت بتدميره، وتستهدف أي حركة عليه باستخدام الطائرات، وهناك 5 معابر تربط بين دولة الاحتلال وقطاع غزة وجميعها مغلقة وإسرائيل مطالبة بفتحها باعتبارها قوة احتلال".

وفي 19 يناير، قال بدر عبد العاطي: "معبر رفح سيعمل بالكامل من أجل إنفاذ المواد الإغاثية إلى الشعب الفلسطيني، في حالة توفير الشروط التي وضعتها مصر، وهي انسحاب إسرائيل بالكامل من الجانب الفلسطيني".

وتساءل مراقبون ألاَ يوجد طريقة للضغط على إسرائيل (لاسيما وأن المعبر وفق القانون الدولي والاتفاقات معبر مصري فلسطيني، حيث مصر القوة رقم 9 من حيث قوة الجيوش عالميا) وأكدوا أنه طالما مصر مستمرة في التعامل مع العدو والتبادل التجاري معه بمليارات الدولارات، ويفتح لهم السيسي سيناء على البحري (دخول بالبطاقة للسياح الإسرائيليين) واستيراد منهم غاز بنحو 35 مليار دولار، ويصدر لهم أغذية ومواد بناء ومشغل مواني البلد لخدمتهم وفاتح معبر العوجة "وكل دا في ظل المجازر والحصار تبقى مشارك فيه".

وسرّب ناشطون صورا من الأقمار الصناعية لمعبر العوجة، حيث لا تمنع "إسرائيل" القادم من مصر، ودعم ذلك مقطع فيديو مسرب يكشف عن طوابير طويلة من الشاحنات التجارية المصرية المحملة بالبضائع، متراكمة أمام معبر العوجة، بانتظار الإذن بالعبور لتزويد "إسرائيل" بمختلف أنواع السلع.

https://x.com/bououd_mohamed/status/1952437358378295595

https://x.com/EslamALsaed/status/1957811951074975789

في حين قالت منصات تدقيق: إنه "يتم التفتيش "الإسرائيلي" للمساعدات الإنسانية عبر رفح عادةً في معبر كرم أبو سالم (كيرم شالوم) أو معبر نيتسانا (العوجة)، حيث يُعاد توجيه الشاحنات من الجانب المصري للتفتيش قبل الدخول إلى غزة، وفق تقارير دولية و"إسرائيلية" حتى يوليو 2025. وهو ما يسبب تأخيرات.

مصر 2012

الكاتب قطب العربي وعبر Kotb El Araby قال: "المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية بدر عبد العاطي مع رئيس الحكومة الفلسطينية أمام معبر رفح، أراد توصيل رسائل معينة منها تأكيد الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية، ورفض التهجير وحرب الإبادة والتجويع ومنها تأكيد أن المعبر مفتوح من الجانب المصري ردا على من يتهمون مصر بالتقصير في دورها ..حسنا..ولكن !!".

وأضاف أن "الذين يتهمون مصر (الرسمية) بالتقصير ينطلقون من تصور وقناعة بدور مصر التاريخي ومكانتها كشقيقة كبرى تفزع لنجدة أشقائها المنكوبين، وتسخر كل امكانياتها الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والعسكرية في سبيل ذلك فهذا قدرها، وقد فعلتها كثيرا من قبل..".

وأشار إلى أنه "بينما وزير الخارجية ومن قبله السيسي نفسه وغيرهما من المسئولين الحاليين ينطلقون من تصور مختلف عن مكانة مصر وقدرتها ، فهي مغلوبة على أمرها، وهي تفتح المعبر من ناحيتها بينما هو مغلق بل ومحتل ومدمر من الجانب الآخر، وكأن ذلك يعفيها من مسئوليتها، فلو أن مصر بقت على مكانتها القوية التي مكنتها في 2012 من وقف العدوان وفتح المعبر بشكل منتظم لما أقدم جيش الاحتلال على احتلال بواباته من الجانب الآخر والتي تدخل ضمن منطقة محظور عليه الدخول فيها بموجب اتفاقية السلام، ولو أن مصر الرسمية كانت عفية تدرك مكانتها وقدرها وقوتها لما تجرأ العدو على احتلال ممر فيلادلفيا، ولما تجرأ على التعرض لشاحنات المساعدات أو تدمير بوابات المعبر 4 مرات".

وأكد أن العدو "يدرك جيدا هشاشة النظام المصري الحالي وعدم قدرته أو عدم رغبته في فرض الإرادة المصرية كما كانت من قبل، ولذا فإنه يمسح به البلاط ، ويتعمد إهانته من خلال تلك الخطوات ، وتكون النتيجة ظهور مصر في هذا المظهر المهين غير اللائق بها، وتكون النتيجة هي تصاعد حرب الإبادة والتجويع لأهل غزة ".

وقال : "حين يقارن نظام السيسي بين مصلحته في البقاء على كرسي الحكم الذي يضمنه له الكيان وداعموه وبين خطوات جريئة لوقف حرب الإبادة والتجويع فإنه حتما ينحاز للخيار الأول ولتذهب غزة بل والقضية الفلسطينية إلى الجحيم (من وجهة نظره).".

دعاية كاذبة

وتناول قطب العربي ما يُروّج له إعلام السيسي واللجان الإلكترونية "..أن مصر أكثر دولة وقفت مع القضية الفلسطينية وهذا صحيح بحكم قيادتها العربية من قبل، وأنها اكثر من أدخلت مساعدات لغزة وهذا صحيح أيضا؛ لأنها المنفذ البري الوحيد لغزة على العالم الخارجي ودعك من الكلام أن هناك معابر أخرى فكلها داخلية تحت سيطرة كاملة لجيش الاحتلال، لكن الصحيح والأهم أن مصر ينتظر منها أكثر من ذلك لوقف الحرب وإنهاء الحصار لو أدرك حكامها قيمتها ومكانتها ولو تخلوا عن مطامعهم الشخصية في الاستمرار في حكمها على غير رغبة شعبها.".

وأضاف، "يبقى التأكيد أن الشعب المصري -مناهضي النظام قبل مؤيديه- سيقف عصيا قويا أمام أي عدوان إسرائيلي على أمنه وحدود وطنه.. وسيلقنه درسا سبق أن لقنه له في أكتوبر٧٣..فالشعب عند تعرض الوطن لخطر يتجاوز انقساماته، ويوحد كل جهوده وسلاحه ضد عدو واحد".

ماذا بعد هدم الأنفاق

وتساءل عمر المصري على فيسبوك كيف " يمكن لمن هدم الأنفاق وأغرقها في 2015 استباقا لهذه اللحظة وقد كانت شريان حياة، لا يمكن له إلا أن يكون معلول النية منعدم الضمير ".

وأيده عبدالرحيم Abdlrahim Salim وقال: "إذا كان صادقا ..هناك خطوات بسيطة لا تكلفه شيئا ..منها :

أولا أفرج عن الشباب المقبوض عليهم عشان وقفوا دعما لغزة وفلسطين، و أفرج عن الشباب اللي رفعوا علم فلسطين، واسمح بدخول #قافلة_الصمود من معبر رفح.. واسمح بالمراكب الداعمة لغزة بالرسو في العريش، واسمح لمنظمة #الأونروا بدخولها مع المساعدات الإنسانية.. شوفت.. حاجات بسيطة خالص

ونقل عبدالرحيم سالم عن د. محمد الجوادي قوله: ""في حكم القانون الدولي، الجهة المسؤولة عن غزة حتى اللحظة هي مصر، بناء على اتفاقية دولية أُبرمت عام 1949.. واعتبر أن مسؤولية مصر عن قطاع غزة، قانونية وحقوقية ودولية وأيضا: "لا يمكن لأي اتفاق من اتفاقيات السلام أن يلغي ذلك (..) غزة في رقبة مصر حتى الآن."".

وأشار مصطفى محمد إلى أن "السؤال الأهم هل هي نظرية جديدة أن دور الصورة في وزارة الخارجية السياسية، أهم من أحداث الواقع و أكاذيب الإعلام التي تفضح أكثر من وزارة الخارجية نفسها الواعي الشعبي تجاوز مرحله إعادة حكم البكباشي بوجهه الجنرال".