لأول مرة، تُعلن الإدارة السورية الجديدة عن مفاوضاتٍ مباشرة جرت الثلاثاء بين وزير خارجيتها أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر والمبعوث الأميركي في باريس، حول "خفض التصعيد وعدم التدخل في الشأن السوري الداخلي"، ويقول الإسرائيليون والأميركيون: إن "مطالبهم هي إنشاء ممر إنساني آمن إلى السويداء، وهو اللقاء الذي أثار وما زال يثير عاصفة من الجدل مع أنصار الثورة السورية، لاسيما وأن الثورة قامت على يد إسلاميين حملوا السلاح وطوعهم الرز الخليجي على ما يبدو ومن الجولة الأولى.
أفطروا على بصلة؟
نائب رئيس الحركة السلامية داخل الخط الأخضر الشيخ كمال الخطيب قال عبر @KamalKhatib1948: " هل صام الإخوة السوريون وأفطروا على بصلة؟".
وأضاف "اجتمعوا مع تساحي هنغبي في الإمارات وأنكروا ذلك، اجتمعوا مع شخصية إسرائـيلية وازنة جدًا في أذربيجان وأنكروا ذلك، واجتمعوا قبل شهرين في باريس وأنكروا ذلك، وها هو وزير خارجية سوريا أسعد الشيباني يجتمع مع رجل نتنياهو للمهمات الخاصة " دريمر" في باريس، ويعلن عن ذلك رسميًا في وكالة الأنباء السورية. ".
ورأى أنه "يبدو أن المال السعودي والإماراتي الدنس قُدّم للإدارة السورية الجديدة لم يكن مجانًا وبدون مقابل. ".
وتساءل "كان الله في عون الإخوة السوريين إن كانوا صاموا وأفطروا على بصلة، وهل بعد مليون شهـيد للخلاص من التشـبّيح سيكون البديل هو التطبيع ؟".
واعتبر أن لقاءات السوريين مع قادة كيان الإبادة الجماعية "سلوك مريب مثل "اللي نطّ على الجحش، أجا منّه وغاد" أي كالذي قفز قفزة سريعة ليركب على ظهر الحمار لكنه ولاندفاعته غير المحسوبة وجد نفسه ملقى على الأرض من الجهة الثانية للحمار يئنّ من الوجع وقد أثخنته الجـراح، اللهم إني أبرأ إليك.".
وأضاف "ستكون سعادتي غامرة إذا كانت قراءتي خاطئة، ومع ذلك فإنني أزداد يقينًا وثقة وطمأنينة أننا إلى الفرج أقرب فأبشروا.".
https://x.com/KamalKhatib1948/status/1958246151532028087
وعن رافضي اللقاء المباشر هذه المرة بين لأول مرة، وزير خارجية سوريا أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية "الإسرائيلي" رون ديرمر والمبعوث الأميركي في باريس، حول "خفض التصعيد وعدم التدخل في الشأن السوري الداخلي"، اشار د. سعيد الحاج المحلل السياسي الفلسطيني المقيم بإسطنبول عبر @saidelhaj: "الصديق محمد لبناني، من أشد مناصري الثورة السورية والمتابعين للشأن السوري، والمناهضين لحزب الله.
الأستاذ قتيبة من خِيرة شباب الثورة السورية، ولا يحتاج تعريفاً مني، الدكتور الشنقيطي من كبار منظّري الثورة السورية وليس فقط من مؤيديها، الأستاذ نزيه الأحدب لبناني وإعلامي بارز، ومن داعمي الثورة السورية ومعارضي حزب الله، وغيرهم الكثير الكثير، من جنسيات ومشارب ومواقف مختلفة".
وأوضح أن "الادعاء بأن معارضي اللقاء التطبيعي والمحذرين من مساره الكارثي من كارهي سوريا الثورة أو من المتربصين بالشرع أو من مؤيدي المحور أو من الفلسطينيين حصراً تدليس على الناس أو تهرب من مواجهة الحقائق. ".
واستدرك أنه "إذا كان للسياسي حساباته، فللمثقف والناشط والثائر والمواطن موقفه الذي لا يتغير مع تغير الفاعلين ولا تحتاج أن تتوسل التبرير لأفعال السياسي التي لا يعرف غيرُه أهدافها ولا يعرف أحد ربما مآلاتها.".
https://x.com/saidelhaj/status/1958271325933326822
راعوا أهل غزة
الكاتب من غزة محمد هنية @mohammedhaniya قال: "كغزاوي، كفلسطيني، كعربي، لا يجوز لي أن أتدخل في جلوسكم أو سلامكم مع إسرائيل؛ هذا الكيان الأبشع، الأقذر، والأخطر على العرب والمسلمين، ضع من المبررات ما شئت لتقنع بها نفسك، لكن إيّاك أن تُجمّل هذا المشهد بقولك إن "الجلوس مع إسرائيل طبيعي"، أو أنها "كيان يمكن الجلوس معه". إسرائيل هي القاتل، هي المحتل، هي القذر، وهي أبشع من كل الأوصاف والكلمات، على الأقل، راعوا مشاعر غزة، غزة التي يقتلها من تسعون لسلامه، غزة التي قدّمت من قادتها وجنودها وأبناءها الكثير، غزة التي علّمتكم حمل السلاح يوم قتلكم نظامكم، وفدَتكم بدمائها حين خذلكم الجميع.
https://x.com/mohammedhaniya/status/1958242612831564106
4 عناصر للخطأ
منصة متراس @MetrasWebsite حددت 4 عناصر للخطأ الذي ارتكبته الإدارة السورية وقالت: "اللقاء المباشر بحد ذاته تنازل، فهذا الكيان المسخ يعتاش على أقل اعتراف به، ولطالما كانت المفاوضات غير المباشرة معه تأكيداً وتذكيراً بأنه عدو مارق لا دولة جوار، ورغم أن اللقاء ليس الأول من نوعه، فإن الإعلان السوريّ عنه من دون مواربة يشير إلى مستوى جديد من محاولة تطبيع الناس مع إسرائيل".
وأوضحت أن "الإدارة السورية الجديدة، أخطأت ثلاث مرات في فهم طبيعة هذا العدو:
الأولى: حين اعتقدت أن طمأنته تجعله أقل عدائية، بينما هو يتوحش أكثر إذا لم يجد تهديداً.
الثانية: حين اعتقدت أن "إسرائيل" معنية بضمان أمنها فحسب، وتوفير ممر آمن لمن تحالفت معهم من دروز سوريا في الجنوب، وكأن "إسرائيل" دولة جارة طبيعية لها تعريفات بسيطة لأمنها القطري، بينما هي في جوهرها مشروع استعماري توسعي، وفي نسختها الأخيرة مشروع إقليمي ممتد يسعى لإخضاع الجميع.
الثالثة: حين اعتقدت أن المفاوضات ستحصّل لها تجديد اتفاق الهدنة ووقف تدخل "إسرائيل" في الشأن السوري الداخلي، وكأنها لم تتنبّه إلى أن التقسيم قد بدأ، انطلاقاً من خسارتها للسويداء وتهجير العشائر وإغراء بقية الأقليات بإمكانية الانفصال، وبذلك فإن "إسرائيل" مستمرة في مشروعها ترسيم سوريا الجديدة، وهدفها من التفاوض مع الإدارة الجديدة – مثلما كان دائماً – هو تخدير الخصوم وإيهامهم أن هناك مساراً "سلمياً" للنجاة.
الرابعة: حين قبلت أن تجلس مع العدوّ مباشرة في اليوم ذاته الذي اقتحم فيه المستوطنون جنوب سوريا مع أطفالهم وأعلنوا تشييد بؤرتهم الاستيطانية الأولى، وبينما غزة على أبواب اجتياحٍ جديد يهدد بإفنائها تماماً هذه المرة بعد عامين من حرب الإبادة.
https://twitter.com/MetrasWebsite/status/1958169491130433733