كتب أحمدي البنهاوي:
قبل عام غادر فوج سياحي ألماني "أسوان" بسبب كسر قدم سائحة ألمانية، واليوم لا حديث للصفحات المتخصصة في مجال السياحة للصحافة الأوروبية إلا وفاة السائحة البولندية بمنتجع سياحي بناه كويتيون بمدينة مرسى علم، وقالت موقع "نوسكو" إن وفاتها قد يكون مرتبط بالاتجار بالبشر، في إشارة إلى اغتصابها، ما أدى لانهيارها ودفعها للانتحار، وفي النهاية مزيد من الانتكاسات في مجال السياحة، الذي كان حتى وقت قريب، مقصد الشباب للهروب من شبح البطالة.
اغتصاب جماعي
وشهد شاهد من أهلها، حيث نشر موقع "العربية.نت" تقريرا قالت فيه إن وسائل إعلام متنوعة ببولندا، تداولت خبرًا يتعلق بانتحار فتاة من مواطنيها، على بعد أكثر من 660 كيلومترًا عن القاهرة. إلا أن حادث "الانتحار الطبيعي" تحول إلى هجوم على مصر بعد أن تحول إعلاميًا إلى جريمة قتل تلت اغتصابها جماعيًا".
وكشفت الصحف البولندية عن إشتراك محققين بولنديين في التحقيقات الدائرة بشأن مقتل مادولينا زوك، 27 عاما، وتوصلوا إلى خطوط في التحقيق تدور حول الاعتداء جنسي من قبل موظفي الفندق، بما فى ذلك البغاء بالقوة والاتجار بالبشر وتهريب البشر.
بدورها نفت مصادر أمنية بـ"داخلية" الانقلاب أنها تعرضت للخداع والاغتصاب. إلا أن تصريحات من غير أهلها تكاد تكون ثبتت الاتهام الذي تدور حوله تحقيقات البولنديين، حيث اهتم موقع "نوسكو" بتصريح مدير المستشفى الذي نقلت إليه "زوك"، فقال د.محمد سامي جمعة لقناة (سي بي سي) إنها حاولت رمي نفسها من النافذة عدة مرات!!
وقال موظفون إنها كانت مرتبطة في وقت لاحق بسرير، ولكنها تمكنت من الفرار، ومهاجمة ممرضة والقفز من المبنى.
كما قال "د.جمعة" إنه لم يتم التحقق من الاغتصاب لأنها لم تقدم شكوى.
وقالت وزارة الخارجية البولندية إن من مسئولية السلطات المصرية توضيح ظروف الوفاة.
حرق الأسعار
وفي اتجاه مواز، نشرت المواقع السياحية تقريرا اليوم كشف عن لجوء منظمي الرحلات السياحية في مصر إلى ظاهرة "حرق الأسعار"، لعرض برامجهم وجذب السياح الأجانب، في ظل الانحسار الشديد للسياحة الوافدة، وتراجع الإيرادات.
وأضاف التقرير الذي نشرته "الأناضول" إلى تراجع إجمالي عدد السياح الوافدين إلى مصر بنسبة 42% خلال عام 2016، إلى 5.4 مليون سائح، مقابل 9.3 مليون سائح في 2015.
كما أشار محافظ البنك المركزي طارق عامر، إلى انخفاض إيرادات مصر من السياحة إلى 3.4 مليار دولار في 2016 وهو ما يقل 44.3% مقارنة عن مستواها في 2015.
ولفت التقرير إلى أن بدء "حكومة" الانقلاب؛ تطبيق تسهيلات جديدة لدخول مواطني دول المغرب العربي ممن يحملون إقامات خليجية إلى مصر، بتأشيرة فورية دون الحاجة إلى تأشيرات مسبقة وموافقات أمنية، بهدف المساعدة على تنشيط السياحة الوافدة، وهو ما يطلق عليه حرق الأسعار، وهي المرة الأولى بحسب خبراء سياحيين "عقب هجوم الأقصر، عام 1997".
الأرخص عالميا
من جانب آخر، قال مجدي سليم، وكيل وزارة السياحة السابق، "مصر أصبحت تعد أرخص مقصد سياحي في العالم.. الغرفة الفندقية تباع بأقل من 50 دولاراً في الغردقة، و30 دولارا للرحلات النيلية".
وأن منتصف إبريل الماضي، انتهت اللجنة من تسعير فنادق القاهرة الكبرى بنحو 110 دولارات مع الإفطار لمستوى 5 نجوم، فيما بلغ الحد الأدنى لأسعار فنادق شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان نحو 35 دولارًا لمستوى 5 نجوم، شاملة الإقامة والوجبات الثلاث.
وتلجأ الفنادق إلى التعاقد مع وكلاء السياحة والسفر، بشكل طويل الأمد قد يصل لمدة عام، يحصل الفندق فيها على سعر الغرفة الشاغرة والممتلئة.
ورغم سعي الحكومة المصرية ضبط الأسعار السياحية، إلا أنها لم تطبق للآن، لعدم إحداث خلل بالتعاقدات القائمة بالفعل، وفقًا لمنظمي الرحلات السياحية في مصر.