يبدو أن تعهد رئيس حكومة الانقلاب مصطفى مدبولي بعدم المساس بالمباني التراثية تبخر كما تتبخر أغلب وعوده، فمن جديد عادت جرافات الهيئة الهندسية التابعة للجيش والشركات من الباطن إلى اجتياح مقابر الإمام الشافعي، وسط رصد من المعمارين والمهتمين بالآثار والتراث الإسلامي والحضاري لمصر، فضلا عن فريق متدرب على سرعة سرقة شواهد المقابر أو ما يتهدم منها وبيعه في السوق السوداء للآثار الإسلامية إضافة لمافيا مقابر التعويضات الذين وضعتهم محافظة القاهرة كوسيط بين صاحب المقبرة الأصلي وبين الحكومة.
المعماري حسين منصور وعبر Hussien Mansour كشف أنه "لأجل كوبري قميء للغاية يمر بمدافن سيدي جلال و منطقة الخرطة بالخليفة و شارع القادرية و شارع الإمام الليث و مدافن الإمام الشافعي، يتم الإطاحة بتراث مصر الاجتماعي و المعماري و التاريخي بإجرام كامل و دم بارد.
وتساءل عن "أي هندسة تلك التي تدمر ولا تقدم الحلول المختلفة الملائمة لإنجاز الممر أو المسار المنشود وحفظ تاريخ الوطن واحترام حقوق الأموات والأحياء، وتحترم حقوق الانتفاع والملكية وتحترم القانون وتحترم المواطن وحق المدينة ".
وتساءل "هل عدمت مصر خبراء التخطيط و الطرق و النقل لتقديم التصميم و الحل الملائم، كل هذا التجاهل و الازدراء لأصوات الشعب و عدم المبالاة بالحقوق الواجبة المصانة ما معناه و لماذا ؟".
وكشف عن عمليات السرقة الممنهجة للآثار "أي هندسة تلك التي تفشل في مواجهة جرائم اعتداء أو حريق مدبر في وجود التصميمات الصحيحة و الخامات السليمة المستخدمة و في ظل ضبط الجودة و السلامة المهنية و أعمال الطرح و الإسناد المحترفة الشفافة و تطبيق المواصفات و المعايير الهندسية الملزمة للمالك و الاستشاري والجهة المنفذة ".
وعن كوارث هندسية تمتد بالمنطقة، أضاف، "أي هندسة تلك التي تتكرر معها أعمال الهبوط المفاجئ والحفر المدهشة على الطرق في ظل طرح وإسناد شفاف محترف ووجود معايير ومواصفات هندسية تطبق الزاميا وحرفيا من المقاول المنفذ تحت إشراف الاستشاري المشرف على المشروع والمالك المهيمن على كافة خيوط المشروع ".
وعن اتجاه بعض الإعلاميين لاستغلال الحدث والقاء اللوم على الأخطاء الفردية حذر المعماري حسين منصور بالقول: "اعتادت السينما والصحافة والإعلام تقديم الحوادث الهندسية على أنها أخطاء فردية وسرقات ساذجة و مطبات مفاجئة".
واستدرك "..لكن كوارث الهندسة لا تحدث إلا بأخطاء هندسية جسيمة في التصميم أو في المواد المستخدمة أو في طرق التنفيذ المخالفة للمواصفات، و كل تلك الأخطاء في غياب الرقابة و الإشراف الحقيقي و المسئولية الجادة لجهات الإشراف و المالك و أي خرق لتلك الجهات هو الفساد فيحدث ما يحدث".
وأكد أن "الهندسة في بلادنا ومن عقود ممتدة خاضعة للسياسة ومطالب السياسيين في سرعة الإنجاز والافتتاح قبل الميعاد وإعادة الافتتاح وبعيدة عن المحاسبة والتدقيق والأضواء الكاشفة وقد تزايدت تراجعات الهندسة كثيرا في الأعوام الأخيرة، بما يجعل الهندسة في محنة وهي القائدة لقيم العلم والتطور والجدية والمسئولية والابتكار والإبداع وتطوير المجتمع للأمام عبر الممارسة والتنفيذ الذي يشمل العاملين بالمشاريع والمستفيدين والمستخدمين لها مما يجعل آلية التطور والتحديث والتقدم واقعا عمليا يمارسه المواطن والشعب".
واستعرض ناشطون صورا حديثة لاستمرار الهدد بمنطقة الإمام الشافعي من أجل عمل "كوبري" (وغالبا ح يقع بعد كام شهر ونكلف شركات غيرها بالتصليح و الترميم و السبوبة شغاله، بحسب حساب) يكون محور استرزاق من اللواءات من المقاولات، متجاهلين أن هذه المقابر والزوايا والمساجد بالمنطقة التي تهدم يمكن أنها تكون أكبر متحف إسلامي مفتوح في العالم.
حساب @tlskwb_t رأى أن "الثورة الحل لإيقاف تلك العصابة الفاسدة الجاهلة عن التمادي في هذه الحماقة".
أما حساب @HBindary2 فكتب "التتار لما يحكم".
وأضاف @blbl1689991 ، "الإنجليز والفرنساويون وحتى الصهاينة احتلوا البلد دي ووالله ماعملوا فيه زي معمل أصحاب ال40٪منزوعي المخ دول".
العربي @al49044_syf كتب "دا أنتم حرفيا مسبتوش حاجة لليشع ومعملتوهاش ياشالوم نام وارتاح والسيسي مكمل الكفاح".
https://x.com/Politic45874573/status/1956596747293045244/photo/2
وكان المعماري علاء عزام Alaa Azzam تقدم ببلاغ عن مافيا مقابر التعويضات إلى "رئيس مكتب مكافحة سرقة المال العام".
وأشار إلى أنه، "يوجد سرقه في المال العام عن طريق بيع مقابر التعويضات الامام الشافعي التابعة لمحافظة القاهرة التي تم توزيعها على المتضررين من الازالة التي تمت في مقابر الإمام الشافعي تم تعويض المتضررين عن المقابر ويخرج علينا مقاولين و سمسار يبيع هذه المقابر والعجيب انهم يسجلون هذه الجريمة في الشهر العقاري مع العلم أنه ممنوع تسجيل المقابر في القانون الجبانات ويعد هذا المبلغ الذي يتجاوز ٢ مليار جنيه سرقة من المال العام وأرفق عب حسابه كشف أسماء المتضررين وأسماء أصحاب المقابر الحاليين.
يشار إلى أن الآثار والمعمار في القاهرة الخديوية مسجلة في اليونسكو، كتاريخ وتراث وحضارة ممتدة منذ عهد ما قبل المماليك تسحبها الجرافات أمام تعهد رئيس حكومة السيسي "بعدم هدم المباني التراثية.