أدى قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، اليمين رئيساً لحكومة السودان الموازية وفق بيان لها اليوم السبت، وذلك في تطور يدفع البلاد خطوة أخرى نحو التقسيم الفعلي. ونادراً ما شوهد دقلو، المعروف باسم حميدتي في السودان منذ بداية الحرب المستمرة منذ 28 شهراً مع الجيش السوداني، لكنّه أدى اليمين في مدينة نيالا في الجزء الغربي من السودان وفقاً للبيان.
وفي 26 يوليو/ تموز الماضي أعلن "تحالف السودان التأسيسي" الذي تقوده قوات الدعم السريع، عن تشكيل حكومة موازية وتضم مجموعات وأحزاباً سياسية وحركات مسلحة، لتكون موازية للحكومة المركزية التي يقودها الجيش. وقد أثار الإعلان تحذيرات ومخاوف من غدٍ غير مبشّر، ربما يشبه السيناريو الليبي لجهة التقسيم الفعلي لهذا البلد وسيطرة مليشيات عليه واتّساع نفوذ دول أجنبية على قرارها وزيادة التصعيد العسكري، وإجهاض مساعي الحلول بين الطرفَين المتقاتلين، الجيش و"الدعم السريع"، في ظل تدهور مريع للأوضاع الإنسانية جرّاء استمرار الحرب منذ 15 إبريل/نيسان 2023.
وتعد نيالا واحدة من أكبر المدن السودانية، وتقع في إقليم دارفور، وهي بمثابة العاصمة الفعلية لقوات الدعم السريع التي عيّنت رئيساً للوزراء ومجلساً رئاسياً بقيادة حميدتي. واستُهدفت المدينة بهجمات بطائرات مسيّرة اليوم السبت. وعلى الرغم من سيطرة قوات الدعم السريع على معظم أنحاء دارفور، فإنها تقاتل الجيش وحلفاءه بضراوة للسيطرة على مدينة الفاشر، العاصمة التاريخية للإقليم.
وتحاصر تلك القوات مئات الآلاف من المدنيين هناك منذ أكثر من 500 يوم، ما أجبرهم على اللجوء إلى تناول العلف الحيواني طعاماً يبقيهم على قيد الحياة. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الأسبوع الماضي إنّ أكثر من ألف طفل قُتلوا أو تعرضوا لتشوهات جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي والهجمات البرية، وتقول قوات الدعم السريع إنها تتيح للمدنيين فرصة كافية للمغادرة.
وذكر مختبر الأبحاث الإنسانية التابع لجامعة ييل، أمس الجمعة، أن صور الأقمار الصناعية أظهرت إقامة القوات حواجز فعلية تمنع السكان من الخروج، فيما أفاد من تمكّنوا من الفرار بتعرضهم لهجمات عنيفة وسرقة على يد مسلحي قوات الدعم السريع. واستعاد الجيش السوداني السيطرة على المناطق الواقعة في وسط وشرق السودان، وشكل أول حكومة منذ بدء الحرب، والتي عقدت أول اجتماع لها الأسبوع الماضي.