كتب رانيا قناوي:
كشف القرار الصادر من محافظة شمال سيناء لمدير شركة المياه والصرلف الصحي برفح، بناء على القرار الصادر له من عبدالفتاح السيسي، بشأن المنطقة العازلة في مدينة رفح بشمال سيناء، بأن يتم الإخلاء الإداري من المعدات والأفراد والعهد، للمباني التابعة لجميع الإدارات والمحصورة داخل المرحلة الثالثة للمنطقة العازلة، في موعد أقصاه 30 سبتمبر الجاري.
ونص القرار الصادر ومختوم بخاتم الدولة، على أن يكون قرار الإخلاء بالتنسيق مع المديريات، بشرط أن يكون الإخلاء خارج المنطقة العازلة.
ويكشف القرار الصادر عن نية سلطات الانقلاب العسكري في إخلاء رفح من جميع المواطنين وتهجيرهم خارج قطر المدينة، في الوقت الذي تشن فيه طائرات الجيش ودبابابته حملات وحشية ضد الأهالي، الأمر الذي اضطرهم لترك أمتعتهم ومواشيهم، وتشريدهم في الصحراء، فضلا عن تجاهل حكومة الانقلاب لمعاناة الأهالي.
استمرار الكارثة
واضطر الأهالي لمغادرة المدينة وترك منازلهم ومحتوياتها؛ هربا من جحيم هجمات وطائرات السيسي، التي تقوم بدكهم بشكل يومي بزعم الحرب على الإرهاب، لإجبارهم على ترك المدينة، بأوامر إسرائيلية، في الوقت الذي كشفت فيه أنباء على صحف إسرائيلية أن إسرائيل تقوم هي الأخرى بهجمات جوية ضد رفح.
وكشف تقرير صحفي أن مدينة رفح تعرضت لكارثة إنسانية علي مدار الشهرين الماضيين حتى أيام العيد، بسبب إغلاق الطرق ونقص الخدمات، وتعذر وصول الطعام والشراب وعدم اهتمام الحكومة بمعاناتهم رغم معرفتها بتفاصيل كل ما يحدث هناك.
ونقل التقرير عن أحد أهالي رفح -وهو رمزى برهوم من سكان حى الصفا بوسط رفح- قوله: "نعيش دون كهرباء لليوم الـ62 على التوالى، ما أدى إلى توقف عمل محطات الصرف الصحى، وتعطل جميع المصالح الحكومية وتوقف الأشغال الخاصة بالمواطنين".
وأضاف أن انقطاع الكهرباء أدى إلى تعذر ضخ المياه من قبل المرفق، الذى أغلق أبوابه تماما للشهر الثانى على التوالى فى انتظار أن يعود التيار الكهربائى، الذى لا يزال انقطاعه لغزا غير معروف.
وكشفت "الحرية والعدالة" -في تقرير سابق- عن نزوح أكثر من 350 مواطنا مصريا تركوا منازلهم وقراهم غرب مدينة رفح واتجهوا إلى مدينتي العريش وبئر العبد خلال الأسبوع المنصرم.
وتوضح المصادر أن الجيش دفع بتعزيزات غير مسبوقة لمناطق غرب رفح خلال الأسبوعين الماضيين تمهيدًا لهذا الهجوم الواسع، الذي طاول مناطق المقاطعة والمهدية ونجع شيبانة وأبو حلو. وأدى الهجوم لحركة نزوح كبيرة، إذ توجهت عشرات الأسر نحو مناطق العريش وبئر العبد والإسماعيلية، على الرغم من صعوبة الانتقال من مناطق الاستهداف بسبب قصف الجيش.
وقد سجّلت حالات عديدة لأسر اضطرت إلى المغادرة دون أن تتمكن من نقل الأمتعة الخاصة بأفرادها.