انتهاكًات صارخة للقانون الدولي..قوات الاحتلال تواصل تهجير الفلسطينيين وتبش المقابر وسرقة الجثث

- ‎فيعربي ودولي

 

 

شهد قطاع غزة ليلة دامية جديدة، تخللتها سلسلة من الغارات الجوية الصهيونية التي طالت أحياءً سكنية ومراكز توزيع مساعدات، وأسفرت عن استشهاد نحو 45 مواطنًا، بينهم أطفال ونساء

 تركزت الغارات بشكل خاص في مدينة غزة، حيث استُهدفت شقة سكنية في حي تل الهوى، ما أدى لاستشهاد 12 شخصًا، تلتها غارة أخرى في حي الشيخ رضوان أوقعت 8 شهداء.  

كما وصلت جثامين ثلاثة شهداء إلى عيادة الشيخ رضوان بعد استهدافهم في منطقة جباليا النزلة، التي باتت، إلى جانب مناطق أبو إسكندر وبركة الشيخ رضوان، من أكثر المناطق سخونة في القطاع.

ويواصل جيش الاحتلال سياسة الاستهداف المكثف لأي تحرك في تلك المناطق، مستخدمًا العربات المفخخة لخلق دمار واسع في البنية التحتية والأحياء السكنية، كما أن القصف المدفعي طال أيضًا منطقة الزرقاء والأطراف الشرقية لحي الصبرة، في وقت تشهد فيه مناطق غرب حي الزيتون عملية "إعادة انتشار" لقوات الاحتلال، لكنها لا تزال خطرة، حيث تعرّض مواطنون للقصف أثناء محاولتهم العودة لتفقد منازلهم.

 

مدينة خان يونس

 

في مدينة خان يونس، يواصل الاحتلال عملياته الميدانية في المناطق الغربية ووسط المدينة، وتنفذ الجرافات والآليات العسكرية عمليات تدمير ونسف واسعة في مختلف الأحياء، قبل أن تتراجع شرقًا صباح كل يوم، وتسيطر قوات الاحتلال ناريًا على وسط المدينة، فيما تزدحم المنطقة الغربية، خصوصًا منطقة المواصي التي تُصنّف "منطقة إنسانية"، بنحو مليون مواطن نزحوا من مناطقهم جراء العمليات العسكرية الصهيونية المستمرة منذ أسابيع.

 

نزوح قسري

 

من جانبها قالت هيئة الدفاع المدني في غزة، إن قوات الاحتلال تعمل بشكل متسارع على إخلاء محافظتي غزة والشمال، من خلال إجبار آلاف المدنيين على النزوح القسري نحو مناطق يُروّج الاحتلال بأنها "آمنة" في وسط وجنوب القطاع.

وأضاف الدفاع المدني أن هذا النزوح القسري يحمل تداعيات إنسانية خطيرة، في ظل استمرار العدوان، وانعدام المقومات الأساسية للحياة في المناطق التي يجبر المواطنون على التوجه إليها.

وأكد أن هذا المخطط يفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع، ويُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، لا سيما مع تصاعد الهجمات واستهداف مناطق الإيواء.

 

المساعدات الإنسانية

 

حول المساعدات الإنسانية قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، إن مستودعاتها في مصر والأردن ممتلئة وجاهزة لتحميل حوالي 6 آلاف شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة.  

وطالبت “الأونروا” في منشور على منصة “إكس”، برفع الحظر الذي تفرضه سلطات الاحتلال على إدخال المساعدات الإنسانية التابعة للأونروا إلى غزة .  

وشددت على أنها تملك نظاما فاعلا لتوزيع المساعدات بشكل آمن وعلى نطاق واسع.  

وأشارت “الأونروا” إلى أن مستودعاتها في مصر والأردن ممتلئة وجاهزة لتحميل حوالي 6 آلاف شاحنة إذا وافقت دولة الاحتلال على إدخالها.  

وشددت على وجوب السماح لها بإدخال المساعدات المنقذة للحياة عبر الطرق البرية . 

 

نبش القبور

 

وأكد المهندس زاهر الوحيدي، مدير وحدة المعلومات الصحية بوزارة الصحة الفلسطينية، أن الاحتلال ارتكب انتهاكات صارخة بحق المقابر الفلسطينية، حيث قام بنبش القبور واستخراج الجثث ونقلها إلى داخل الأراضي المحتلة، مشيرًا إلى أن الاحتلال سرق ما لا يقل عن 420 جثة خلال الفترة الماضية.

وقال الوحيدي، إن الوزارة تواصلت مرارًا مع الصليب الأحمر الدولي لطلب تزويدها بقوائم وأسماء الجثامين التي يحتجزها الاحتلال أو تلك التي تمت إعادتها، إلا أن الجانب الصهيوني يرفض التجاوب مع هذه المطالب.

وأضاف أن الجثث التي أعادها الاحتلال إلى الجانب الفلسطيني غالبًا ما تكون في صورة هياكل عظمية، مما يصعّب من عملية تحديد ما إذا كان قد تم سرقة أعضاء منها، لافتًا إلى أن الاحتلال قد يلجأ أحيانًا لفحص هذه الجثث للتأكد مما إذا كانت تعود لجنوده المحتجزين أو المفقودين.

وأشار الوحيدي إلى أن سياسة سرقة الجثامين واحتجازها ليست وليدة العدوان الأخير على غزة بعد أحداث 7 أكتوبر 2023، بل هي نهج قديم اتبعه الاحتلال في كل من غزة والضفة الغربية، حيث يتم دفن الجثث في ما يُعرف بـ "مقابر الأرقام".

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، ما زال العدد الدقيق للجثث المحتجزة لدى الاحتلال غير معروف، بينما تم توثيق إعادة 420 جثة فقط حتى الآن.