رغم إعلان محافظة المنيا من أن ظهور بحيرة مياه بشكل مفاجئ في صحراء قرية البهنسا بمركز بني مزار، ناتج عن تسريبات جيولوجية طبيعية، وتحتوي على نسبة ملوحة مرتفعة جدًا تجعلها غير صالحة لأي استخدام، إلا أن أكاديميين اعترضوا على هذا السبب وأشاروا إلى أن نسبة تصريف مياه النيل الزائدة هي السبب وأن وزير الري أخطأ في رفع منسوب (اب ستريم) "upstream" عند نقطة قريبة من محافظة المنيا وكان أقرب ظهور لها في بني مزار.
ونتج عن ذلك بحيرة ضخمة تزاد اتساعا بحسب شهود عيان في قرية البهنسا وهي بحيرة مياه حديثة في منطقة صحراوية قاحلة كانت سابقًا، فضلا عن كونها تجمع مائي في منخفض صحراوي ناتج عن تسريبات جيولوجية طبيعية، بحسب خبراء أكاديميين.
ويفسرون السبب المحتمل في: تراكم المياه الجوفية في أماكن استُغلت كمحاجر رملية، حيث تتجمع المياه من الخزان الجوفي تحت الأرض.
وكشفت التحاليل أن نسبة الملوحة مرتفعة جدًا وتجعل المياه غير صالحة تمامًا للاستخدام الآدمي، الحيواني، أو الزراعي.
وقال Khaled Abdo "البحيرة كل يوم في اتساع، وبسبب ارتفاع الغرب عن الشرق البحيره بتتسع ناحية الشرق المنخفض ودا في المستقبل هيأثر على الطريق الصحراوي الغربي والسكة الحديد اللي بتنشئ حاليا غرب الطريق الصحراوي".
واعتبر محمد إمام Mohamed Imam أنه "تناقض في البيان، كيف تسربات من الخزان الجوفي ( من أعذب أنواع الماء على الأرض ) و كيف ملوحة عجيبة لا تجعلها تصلح لشيء ، أرى أن الأمر يحتاج بحثا ودراسة من المتخصصين كفريق عمل من الجهات ذات الشأن جميعا للوقوف على طبيعة ما يحدث ومدى تأثيره على البيئة والحياة والنشاط العمراني والبشري".
وقال أيمن الميري Ayman Elmeiry "الأمر ببساطه هذا رشح من الأراضي المستصلحة حديثا عندما تروي هذه الأراضي فإن المياه الزائدة ترشح الي مناطق المحاجر المنخفضة كثيرا عن باقي الأراضي".
الخبير شديد على الإعلام المحلي
وعبر قناة "إكسترا نيوز"، علق الدكتور أحمد جابر شديد، أستاذ جيولوجيا المياه، على ظهور بحيرة غامضة فجأة في صحراء البهنسا بمحافظة المنيا، موضحًا أن المياه تنقسم إلى سطحية تظهر على الأرض، وجوفية تكون مخزنة في باطن الأرض، إما منذ ملايين السنين أو نتيجة لتسرب حديث من الأنهار والترع والمصارف الزراعية.
وأضاف شديد، خلال مداخلة هاتفية مساء السبت، أن هذه الظاهرة تعكس طبيعة الخزانات الجوفية التي تحتفظ بالمياه في باطن الأرض.
وأوضح أن «طرق الري بالغمر المنتشرة في مصر تسهم في تسرب كميات كبيرة من المياه إلى باطن الأرض، ما يؤدي إلى تكوين تجمعات مائية جوفية ضخمة»، مؤكدًا أن هذه المياه ليست ساكنة، وإنما تتحرك بشكل مستمر وفق طبيعة الأرض وتضاريسها.
وقال أستاذ جيولوجيا المياه: إن "المياه الجوفية تتحرك من المناطق المرتفعة إلى المنخفضة عبر الشقوق والفتحات الطبيعية في التربة والصخور، لتشكل خزانات جوفية تُغذى باستمرار بعمليات الشحن وتفرغ أحيانًا بحسب الظروف الجيولوجية، وهو ما قد يؤدي إلى ظهور بحيرات مفاجئة على سطح الأرض".
من مياه النيل
خبير السدود محمد حافظ وعبر Mohd Hafez استشهد بـ9 دلائل على أن بحيرة بني مزار مياه نيل وليست مياها جوفية.
1- المتفحص لموقع منطقة (البهسنا) القريبة من بني مزار سيجد أنها تقع تقريبا عند موقع (أحد منشآت الري – قد تكون قناطر) وجنوبها يوجد كوبري تمر عليه السيارات وتدفع (كارتة) كما هو واضح في صورة (جوجل) التي تظهر عدم وجود لأي أراضٍ زراعية في المنطقة المحصورة بين (موقع منشأ الري) وبين (كوبري السيارات) الذي يربط شرق (البهسنا) بغربها.
2- وفقا للخبير (الجيولوجي البروفسير أحمد جابر شديد) فالبحيرات المتكونة حديثا بمنطقة (البهسنا) هي نتيجة (تحرك المياه الجوفية) وحلف 100 ألف يمين أنها مياه جوفية تسربت من خلال الفوالق الصخرية لتلك المنطقة المنخفضة شرق (البهسنا).
3- وتظهر منطقة شرق البهسنا وهي جافة تماما في نهاية شهر يناير 2025. ثم بداية ظهور تجمع مائي (خفيف) في نهاية شهر مارس وهذا التجمع المائي قادم (مباشرة) من نهر النيل وليس المياه الجوفية.
4- الصور في نهاية شهر مايو 2025 تظهر زيادة مساحة (التجمع المائي) القادم مباشرة من مجري النيل في المنطقة تحت (كوبري السيارات) والذي يبعد قرابة (1.0 لـ 2.0 كيلومتر) من (منشأ الري) ويقع على نفس خط العرض لمنطقة (البهسنا) كما هو واضح في (جوجل).
5- الصور في نهاية شهر (يونيو+ يوليو+ أغسطس + 6 سبتمبر) تظهر اكتمال ملء بحيرة البهسنا تماما وانقسامها لعدة (بحيرات) وجميعها تأخذ مياهها من (نهر النيل) حيث تقع تلك البحيرات على الضفة الشرقية لمجري النيل عند البهسنا.
6- السبب الأساسي في (اختراق مياه النيل) لتلك المناطق المنخفضة (شرق البهسنا) هو نتيجة ارتفاع منسوب (النيل) فيما يسمي (Upstream) لمنشأ الري الذي يقع على نفس خط العرض (للبهسنا).
7- خروج بروفسير (جيولوجيا) محترم مثل الدكتور/ أحمد جابر شديد ليدعي أن مصدر (بحيرات البهسنا) مياه جوفية وصرف زراعي (تكذبه) صور الاقمار الصناعية وتؤكد أن بروفسير الجيولوجيا / أحمد جابر شديد مثله مثل بروفسير الجيولوجيا الدكتور الخبير العالمي في السدود/ عباس شراقي.
8- فكلاهما (يعلمان حقائق الأمور)، ولكن لا يمكن أبدا وضع اللوم على وزارة الري ووزيرها (صبي كوهين مصر) وكلاهما مستعد أن يخرج للإعلام ويُلبس (الحق بالباطل) حتى لا تلام حكومة السيسي أو أي من صبيانها، فالثعلب المثقوب وقبل الاحتفال بافتتاح (سد النهضة) بعد يومين ما زال يؤكد للشعب المصري أن اقصي سعة لسد النهضة هي (64 مليار متر مكعب) بينما الطفل في بطن امه في ولاية الإسكيمو يعلم أن السد الإثيوبي يتسع لـ (74 مليار متر مكعب) وليس (64) مثلما يدعي (الثعلب المثقوب).
9- لا تلوموا (المياه الجوفية) أو (مياه الصرف الصحي) في تكوين بحيرة (البهنسا) بل حققوا مع وزارة الري التي رفعت منسوب الــ (Upstream) عند هذا المنشأ القريب من البهسنا.
10- هكذا يتلون علماء مصر لستر (عورة) النظام الحاكم وعدم وضع اللوم على أي من صبيانه، تماما مثلما يفعلون اليوم في مشروع منخفض القطارة الذي سوف يستخدم قريبا لأغراض (انتخابية) باعتباره إنجاز (علماء مصر) في عصر السيسي.
https://www.facebook.com/watch/?v=1925261018258837
بحيرة تظهر فجأة في صحراء
وقال بيان محافظة المنيا: إن "التجمع المائي في منخفض صحراوي بنطاق مركز بني مزار، بمنطقة البهنسا، ناتج عن تسريبات جيولوجية طبيعية وتحتوي على نسبة ملوحة مرتفعة جداً، بما يجعلها غير صالحة تماماً للاستخدام سواء الآدمي أو الحيواني أو الزراعي، مؤكدة أن التجمع المائي لا يمثل خطورة في حد ذاته".
البهنسا هي إحدى قرى مركز ومدينة بني مزار محافظة المنيا، وتقع على بعد 15 كم من بني مزار على الجانب الغربي لبحر يوسف، وتشتهر بجباناتها وتلالها الأثرية وموالد الأولياء والشهداء.
كانت تسمى في العصر الفرعوني "برمجد"، قبل أن يتغير المسمى في العصر اليوناني والروماني، وكانت قبل الفتح العربي تسمى "بمج" أو "بمجة" وهى كلمة قبطية، وفى أواخر العصر الإسلامي عُرفت بالبهنسا الغربية تمييزا لها عن قرية "صندفا" التي عُرفت بالبهنسا الشرقية فهما متقابلتان على شاطيء بحر يوسف، وسميت في العصر العربي بالبهنسا ولقبت بالبقيع المصري، لكثرة من دفن بها من الصحابة والتابعين والأولياء.