قال مراقبون إن التفوق العسكري النوعي للكيان الصهيوني سيبقى قائماً مهما بلغت درجة التحالف مع الولايات المتحدة، مؤكدين أن هذا التفوق يتيح للعدو ممارسة عربدته الجوية في أي سماء عربية، بما فيها مصر، على غرار ما حدث في الأجواء القطرية مؤخراً حين استهدف قادة من حركة حماس في الدوحة في 9 سبتمبر الجاري.
جردة حساب
استعرض الباحث محمود هدود عبر فيسبوك سلسلة من "الاستدراكات" حول وضع سلاح الجو المصري، مشيراً إلى أن مصر تمتلك واحداً من أكبر الأساطيل الجوية في المنطقة، لكنه أيضاً من أكثرها تقادماً، حيث تشكل مقاتلات الـF16 عموده الفقري.
وأوضح أن القاهرة لا تملك سوى الطرازات الأقدم من هذه المقاتلات، كما تفتقر حتى الآن إلى صواريخ "جو–جو" بعيدة المدى، بما في ذلك على مقاتلات "رافال" الحديثة.
وأضاف أن واشنطن عرقلت مراراً خلال السنوات الماضية صفقات تحديث وتسليح لمصر؛ فأوقفت تسليم صواريخ "ميتيور" الخاصة بالرافال، وأفشلت صفقة طائرات "سوخوي 35" الروسية التي ستذهب بدلاً من ذلك للجزائر هذا العام، كما امتنعت عن تطوير أسطول الـF16، واكتفت بطرح بديل هزيل يتمثل في طائرات F15 منزوعة القدرات، وذلك بعد موافقة إسرائيلية مسبقة.
وأشار هدود إلى فشل صفقة طائرات J10 الصينية في ظروف غامضة، بينما لم تتأكد الأنباء عن أي صفقة مستقبلية مع بكين للحصول على الجيل الأحدث J20، في حين يجري الحديث حالياً عن مقاتلات FA50 الكورية الجنوبية، وهي طائرات خفيفة لا تحقق أي تفوق جوي.
وعن الدفاع الجوي، أوضح الباحث أن مصر حصلت على 4 بطاريات فقط من نظام S300 الروسي مع مركز قيادة، رغم مفاوضات ممتدة منذ 2017 لشراء مزيد من البطاريات. ورغم أن هذا النظام شكّل نقلة نوعية، فإن غالبية منظومات الدفاع الجوي المصرية ما زالت تعتمد على تجهيزات تعود إلى الستينيات والسبعينيات.
تساؤلات وهواجس
من جهته، كتب الباحث والصحفي أحمد عابدين متسائلاً: "ماذا سيحدث إذا تكرر ما جرى في الدوحة مرة أخرى ولكن في القاهرة؟". لافتاً إلى أن عشرات من قادة فصائل المقاومة الفلسطينية موجودون حالياً في مصر، إلى جانب وزير خارجية إيران.
وتابع: "ربما لن يكون هناك مجال لتجاهل الأمر كما حدث مع الاعتداءات الإسرائيلية على سيناء، أو قصف معبر رفح واستشهاد الجنود واحتلال محور صلاح الدين، حيث اكتفى النظام بتخدير الناس عبر أبواقه الإعلامية".
نصيحة للجان الإلكترونية
بدوره، وجّه الناشط الحقوقي عمرو عبد الرحمن نصيحة لكتاب النصوص الموجهة إلى اللجان الإلكترونية التابعة للنظام، محذراً من ترديد شعارات جوفاء من قبيل "إسرائيل لا تجرؤ على فعل ذلك في مصر".
وقال: "الأجدى أن يكون الخطاب واقعياً ومنطقياً، كأن تقول: لو تجرأت إسرائيل وفعلت معنا ما فعلته مع قطر فإن ردنا سيكون مؤذياً ولن يعرف خطوطاً حمراء"، مشدداً على أن التحدث بجدية مع الناس في هذه المرحلة لا يكلّف شيئاً لكنه يضفي مصداقية أكبر على الرسائل الرسمية.