شهدت أسعار الزى المدرسي ومستلزمات المدارس ارتفاعات كبيرة مع اقتراب بداية العام الدراسى الجديد، فيما تزعم حكومة الانقلاب أنها تواجه ارتفاع الأسعار من خلال معارض «أهلا مدارس» والمنافذ المتنقلة لتوفير الأدوات الدراسية والمستلزمات والأزياء بأسعار مخفضة عن مثيلاتها فى الأسواق بما يتراوح بين 30 و70%.
ويؤكد الأهالى أن أسعار هذه المعارض لا تختلف عن أسعار السوق وأن التخفيضات التى تقدمها لا تذكر وعلى أصناف رديئة من مستلزمات المدارس .
يشار إلى أن ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية يؤثر بشكل مباشر على ميزانيات الأسر، فمنهم من يتجه لتقليل الإنفاق على مستلزمات هذا العام، وآخر يبحث عن بدائل أرخص. وهنالك قلة تلجأ إلى شراء الأدوات المستعملة، في حين يحاول آخرون الاستفادة من العروض والتخفيضات المتاحة في المعارض والأسواق.
أسعار مرتفعة
فى هذا السياق قال محمد حسن، وكيل شعبة الأدوات المكتبية بغرفة القاهرة التجارية، إن أسعار الأدوات المكتبية ارتفعت بما يتراوح بين 25 و35%، مقارنة بأسعار العام الماضى، موضحا أن ارتفاع الأسعار ليس بسبب جشع التجار، بل بالعكس التجار يقدمون عروضا وتخفيضات لمواجهة تراجع المبيعات.
وأكد حسن فى تصريحات صحفية أن مستلزمات المدارس من السلع الأساسية التى يضطر المواطنون لشرائها حتى مع ارتفاع أسعارها، ولكن مع هذه الزيادات الكبيرة من المتوقع أن تتجه الأسر إلى الاكتفاء باحتياجاتها الضرورية فقط وشراء كميات محدودة.
وأوضح أن التجار والشركات يقدمون تخفيضات للجمهور فى معارض أهلا مدارس، مقابل عدم تحمل القيمة الإيجارية للمعرض، والتى تتحملها الغرف التجارية، ما يساهم فى توفير مستلزمات المدارس للمواطنين بأسعار مناسبة .
وأشار حسن إلى أن بعض المنتجات أصبحت تصنع محليا، منها الكراسات والكشول والتى أصبحت مصرية بنسبة 100%، كما أن الأقلام الجاف تصنع محليا بنسبة 90%، والأقلام الرصاص بنسبة 40%.
الزى المدرسى
وقال محمود الداعور رئيس شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة التجارية ، إن أسعار الزى المدرسى ارتفعت بنسبة 100% لتصل إلى ضعف أسعار العام الماضى، نتيجة مما أدى إلى تراجع الإقبال بنسبة 40% مع تراجع القوة الشرائية للمواطنين.
وأوضح الداعور فى تصريحات صحفية ، أن معرض أهلا مدارس يقدم تخفيضات من هامش ربح التاجر، مقابل تحمل الغرفة التجارية تكلفة العرض والإيجار بدلا من التاجر.
أولياء الأمور
وقال محمد الصفتي وكيل شعبة الأدوات المكتبية، إنَّ المستلزمات المدرسية تشكل عبئًا على أولياء الأمور كونها تمثل أحد صنوف الأحمال على ميزانية الأسرة.
وأضاف الصفتي فى تصريحات صحفية، أن الأدوات المدرسية المعروفة بالسبلايز لا تمثل الجزء الأكبر من ميزانية الأسرة بخصوص مستلزمات الدراسة.
وأوضح أنّ المدارس التي تطلب سبلايز بتكلفة مرتفعة لا تمثل النسبة الأكبر، حيث لا تتجاوز 15%، في حين أن الأغلب يتبع التعليم الحكومي، وإن كان هناك توجه لتنشيط المهارات بمختلف المدارس عبر استخدام مستلزمات تخص الفنون.
ونوه الصفتي بأن هذا الأمر تكون له انعكاسات على ثقافة الأطفال، حيث تتيح لهم تجارب تقديم مشروعات فنية من خلال العمل على تنمية المواهب، موضحًا أن الكثير من المدارس الخاصة تتيح هذا الأمر.
ولفت إلى أن أسعار مستلزمات الدراسة تشهد حالة من الاستقرار وأن السبلايز متوفرة في الأسواق دون أي نواقص، مؤكدا أن استقرار سعر الدولار وعملية الاستيراد ساهم في تنوع المنتجات وتوفرها.
وأكد الصفتي أن جزءًا كبيرًا من هذه المستلزمات المدرسية منتجة محليًّا، ما يجعل الأسعار في المتناول نوعًا ما على الأقل مقارنة بالمنتجات التي يتم استيرادها من الخارج.
وأوضح أن «السبلايز» المطلوبة لكل مدرسة تكون وفقًا للفلسفة التي تعتمد عليها، مشيرًا إلى أن المدارس الدولية تعتمد أكثر على تنمية مهارات الأطفال، ما يجعل هذه المستلزمات الفنية كبيرة بشكل واضح.
خامات المنتجات
فى المقابل قالت سماح هيكل، عضو مجلس إدارة شعبة الملابس بالغرفة التجارية، إن أسعار الزي المدرسي ارتفعت بنسبة 10% مقارنة بأسعار العام الماضي، موضحة أنها زيادة طفيفة لا يشعر بها المستهلك.
وأضافت سماح هيكل ، في تصريحات صحفية، أن تلك الزيادة تُعتبر طفيفة، لأن هناك منتجات وخامات متنوعة ومتعددة تناسب كل الفئات سواء المتوسطة أو الأقل دخلا، لذا فإن كل مستهلك سيجد ما يُناسب إمكانياته وظروفه.
وأشارت إلى أن اختلاف الأسعار يعود إلى اختلاف خامات المنتجات، موضحة أن هناك منتجات قطن 100%، وهناك 50% من القطن و50% من البوليستر، وكلما زادت نسبة البوليستر في المنتج، انخفض سعره.
وأوضحت سماح هيكل أن معارض «أهلًا مدارس» تُعطي مساحة مجانية للشركات لتقديم خدمة (توفير المنتجات بسعر مناسب لخدمة المستهلك الذي يتردد على المعرض)، لافتة إلى أن الانخفاضات مستمرة حتى نهاية المعرض.
تحريك السوق
وأكد أحمد جابر، عضو غرفة الجيزة التجارية، أن المعارض التجارية تساهم في تحريك السوق المحلي، حيث تعمل على خلق حالة من المنافسة بين المحلات والسلاسل التجارية الموجودة في المناطق المحيطة بها، مما يدفع أصحابها إلى مراجعة أسعارهم وتقديم تخفيضات حقيقية للمستهلكين.
وأضاف جابر في تصريحات صحفية، أن التخفيضات المطروحة في المعارض ليست وهمية، بل حقيقية وتصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 25% على سلع متنوعة، بداية من السلع الغذائية والأدوات المكتبية وحتى بعض الأجهزة الكهربائية والمنتجات المنزلية.
وأشار إلى أن هناك إقبال جماهيري على هذه المعارض ، حيث يجد المواطنون كل احتياجاتهم بأسعار مناسبة، وهو ما يخلق حالة من الرواج التجاري تعود بالنفع على السوق بشكل عام.
وحول الزي المدرسي، أوضح جابر أن نسب التخفيض تختلف وفقًا للخامات المستخدمة، لافتًا إلى أن السوق يشهد استقرارًا في الأسعار مقارنة بالعام الماضي نتيجة استقرار العملة الأجنبية وتوافر السلع المستوردة.