أكثر من 100 مدينة عالمية تبدأ إضراباً عن الطعام تضامناً مع غزة

- ‎فيأخبار

 

شرع العديد من الشخصيات الفلسطينية، منذ أمس الثلاثاء، بفعالية إضراب عن الطعام في مدينة البيرة الملاصقة لرام الله، تزامناً مع انضمام مشاركين آخرين في أكثر من مائة مدينة عربية ودولية للحملة العالمية تحت شعار "كلّنا من أجل غزة… كلّنا من أجل فلسطين"، إحياءً لذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، وتنديداً بحرب الإبادة والتجويع التي يواصلها الاحتلال الإسرائيلي.

 

وقال أحمد غنيم، أمين سر المؤتمر الوطني الفلسطيني، في حديث مع "العربي الجديد"، إن: "الفعالية التي أطلقت اليوم الثلاثاء، في مدينة البيرة الملاصقة لرام الله، بالتزامن مع أكثر من مائة مدينة عالمية، بما فيها مدن أخرى بالضفة الغربية، جاءت استجابة للنداء الذي أُطلق قبل 55 يوماً حين أعلنت شخصيات وطنية عن بدء الإضراب عن الطعام من مركز (بلدنا الثقافي) في مدينة البيرة".

 

وأوضح أن هذا النداء أسس لشبكة دولية تحت شعار "كلّنا من أجل غزة… كلّنا من أجل فلسطين"، تضم شخصيات فلسطينية وعربية ودولية، إضافة إلى ممثلين عن أحزاب وقوى محلية ومجتمعية وثقافية، بهدف مواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي وتسليط الضوء على حرب الإبادة والتجويع بحق الشعب الفلسطيني، وأكد غنيم أن هذه الشبكة أعلنت عن مبادرة لتنظيم يومي إضراب عن الطعام في السادس عشر من سبتمبر/أيلول، إحياءً لذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، وفي يوم الثالث والعشرين من الشهر الجاري، بالتزامن مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة القضية الفلسطينية.

 

وتابع: "إنّ الهدف من هذه الخطوة في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا هو إيصال رسالة واضحة للعالم بأن القاتل ما زال يمارس القتل، ويفلت من العقاب، ويواصل جرائمه دون رادع"، وأكد أن على المجتمع الدولي أن يدرك أن استمرار هذه الجرائم جاء نتيجة لغياب العدالة، ولو أن العالم وضع حداً للقاتل منذ البداية، لما تجرأ على الاستمرار في المجازر بحق الفلسطينيين.

أخبار

 

تنديد دولي بتوسيع جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة في غزة

 

وبيّن غنيم أن أحرار العالم اجتمعوا اليوم للمطالبة بإنهاء حرب الإبادة وحرب التجويع في قطاع غزة. من جانب آخر، أكد غنيم أن الإضراب في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، مع التوقعات بوجود موجة جديدة من الاعترافات بالدولة الفلسطينية خلال هذه الدورة الأممية، معتبراً أن ذلك يعكس رغبة الشعب الفلسطيني في أن يكون جزءاً من المجتمع الدولي، يعيش تحت الشمس مثل باقي شعوب العالم، ويتمكن من إقامة دولته المستقلة بعيداً عن الاحتلال وتهديداته. وأوضح أن هذه الحملة، تحت شعار "كلّنا من أجل غزة… كلّنا من أجل فلسطين"، أعلنت عن انضمام أكثر من مائة مدينة في العالم إلى مبادرة الإضراب عن الطعام، إذ وضعت هذه المدن الشعار نصب أعينها للتعبير عن رفضها للقتل والمجازر، ولتأكيد وقوف الإنسانية جمعاء مع فلسطين.

 

وقال غنيم: "هذه الحملة تجسد وقوف البشرية بمختلف أطيافها إلى جانب غزة في مواجهة حرب التجويع والإبادة، وهو تطور مهم منذ اندلاع العدوان قبل عامين، إذ نجحت الحملة في بناء شبكة تضامن عالمية على درجة عالية من التنظيم". في حين، أكد غنيم أن الحملة وفّرت مساحة تواصل دولية عبر تطبيق "زوم"، إذ جرى ظهر اليوم، لقاء بين ممثلي المدن المشاركة، لتأكيد وحدة الهدف بوقف حرب الإبادة الإسرائيلية. وأشار إلى أن المشاركين، رغم أنهم لا يعرفون بعضهم شخصياً، تلاقوا على هدف مشترك، وهو رفع الصوت عالياً في وجه الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين، ولفت غنيم إلى أن فعاليات الإضراب عن الطعام بدأت عند الساعة الثانية عشرة ظهراً، وتستمر حتى العاشرة ليلاً، في أكثر من مائة مدينة عربية ودولية، بينها مدن في الضفة الغربية.

 

من جانب آخر، قال أمين سر المؤتمر الوطني الفلسطيني: "إنّ مئات الآلاف من المشاركين في حملات التضامن المختلفة من جميع القارات يهتفون لفلسطين وغزة، رافعين صورة رمزية موحدة لعالم يقف صفاً واحداً ضد الاحتلال"، وأكد غنيم أن هذه الصورة غير المسبوقة دفعت رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب للاعتراف بعزلة إسرائيل لأول مرة، معتبراً أن ذلك يعبر عن أزمة عميقة تعيشها دولة الاحتلال.

 

وأشار غنيم إلى أن "نتنياهو يدرك أن نهاية هذه الحرب تعني عزلة سياسية واقتصادية وحضارية واجتماعية وإنسانية لدولة الاحتلال الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن ذلك ليس بالأمر البسيط، وإنما يمثل بداية مرحلة جديدة من الوعي العالمي بحقيقة جرائم الاحتلال. وشدد على أن تصريحات قادة الاحتلال تعكس إدراكهم لعزلتهم المتنامية، لافتاً إلى أن هذه المرحلة تتطلب من المجتمع الدولي التحرك الجاد لوقف الجرائم المستمرة ومحاسبة المسؤولين عنها، وختم غنيم بالقول: "آن الأوان كي لا يفلت القاتل من العقاب، ولينتهي هذا الاحتلال الذي طال أمده، وليبدأ العالم مرحلة جديدة من العدالة للشعب الفلسطيني". وشهدت الضفة الغربية اليوم الثلاثاء، مشاركة في الإضراب عن الطعام بالتوازي مع الحملة العالمية.

أحزابٌ أردنية تشارك في الإضراب

 

أعلنت أحزاب أردنية مشاركتها في الإضراب العالمي عن الطعام تضامناً مع غزة، داعية الأردنيين للمشاركة في الفعاليات مهما كانت رمزية للتضامن مع فلسطين بوجه الإبادة في قطاع غزة. وقالت الأمينة العامة لحزب العمال، الدكتورة رلى الحروب، في مؤتمر صحافي اليوم الثلاثاء، في مقرّ الحزب بالعاصمة عمّان، إن الدعوة إلى الإضراب جاءت بهدف كسر حاجز الصمت والعجز واليأس الذي يسيطر على شعوب العالم الحرّ.

 

وأضافت أن هذه الفعالية "جاءت أيضاً لتعبّر عن إدراك الأحزاب والشعوب خطورة المرحلة، وذلك بعدما لمس الجميع بدء العدوّ بالخطوات العملية لتنفيذ مشروع "إسرائيل الكبرى"، مشيرة إلى أن "شهية العدو مستعدة للتوسّع طالما ليست هناك أدوات حقيقية للفعل، والسعي نحو ردعه، وهذا المشروع الصهيوني خطر وجود، وصراعنا معه ليس على الحدود، بل على الماضي والحاضر وعلى الهوية أيضاً". وبحسب القائمين على الفعالية، فإنّ الإضراب يمثل رسالة لكسر حالة العجز واليأس أمام بطش الاحتلال الإسرائيلي، ليشعر المشاركون بأنهم يقدمون شيئاً، ولو كان رمزياً، لسكان غزة.

 

من جهة أخرى، نظّم مكتب منظمة أطباء بلا حدود في الأردن اليوم وقفة تضامنية مع الفلسطينيين العاملين في منظمة أطباء بلا حدود في غزة. وجدّدت المنظمة خلال الوقفة، تأكيدها أن "ما تشهده غزة ليس مجرد كارثة إنسانية، بل إبادة ممنهجة ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين، حيث قُتل أكثر من 64,000 شخص، بينهم 20,000 طفل، فيما تعمل المستشفيات فوق طاقتها أو خرجت عن الخدمة تحت القصف والحصار".

 

نشطاء مغاربة يضربون عن الطعام تضامناً مع فلسطين

 

وفي المغرب، خاض مئات النشطاء اليوم، إضراباً عن الطعام، تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وتنديداً بحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة، وبالحصار والتجويع والتهجير. وشارك في فعاليات الإضراب العالمي تضامناً مع غزة، عدد كبير من المدن المغربية في مقرات كل من حزب فيدرالية اليسار، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل (اتحاد عمالي)، والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب (اتحاد عمالي)، وحركة التوحيد والإصلاح (الذراع الدعوية لحزب العدالة والتنمية المغربي).

 

وبمقرها بالعاصمة الرباط، نظمت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين (تُعتبر إلى جانب المرصد المغربي لمناهضة التطبيع من مؤسسي شبكة "كلنا غزة كلنا فلسطين") اعتصاماً شعبياً، مع خوض إضراب عن الطعام. كما عرفت فعاليات اليوم التضامني مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه حرب التجويع وجريمة الإبادة الجماعية، تنظيم المجموعة ندوة فكرية بعنوان "من مجازر صبرا وشاتيلا إلى جريمة الإبادة الجماعية وأفق الصراع العربي الصهيوني".

 

وفي السياق، قال منسق لجنة فلسطين بالاتحاد الوطني للشغل بالمغرب (اتحاد عمالي)، عبد الإله دحمان، لـ"العربي الجديد"، إنه في إطار الانخراط المبدئي والإنساني في الحملة التضامنية "كلنا فلسطين"، شاركت نقابته في خطوة الإضراب الرمزي عن الطعام، "وفاء لواجبنا الأخلاقي والقومي تجاه شعبنا الفلسطيني الذي يواجه يومياً آلة القمع والعدوان الصهيوني". واعتبر دحمان أن "هذه الخطوة النضالية، رغم رمزيتها، تعكس إصرارنا على جعل صوت فلسطين عالياً، والتأكيد أن معركة الحرية والكرامة التي يخوضها الأسرى والمقاومون هي معركتنا جميعاً. كما نجدد مطالبتنا المنتظم الدولي وكل القوى الحية بالتحرّك الفعلي والعاجل لوقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني".

 

وتابع: "إذ نؤكد أن الإضراب عن الطعام ليس سوى تعبير متواضع عن تضامننا، فإننا نعتبره جزءاً من مسار كفاحي ممتد حتى تتحقق الحرية والعودة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".

 

من جهة أخرى، تواصل الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع الحشد لتنظيم مسيرة شعبية وطنية كبرى بالرباط، يوم الأحد 5 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، تخليداً للذكرى الثانية لانطلاق معركة طوفان الأقصى. وتتواصل منذ 18 مارس/ آذار الماضي، احتجاجات المغاربة تنديداً باستئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة، إذ شهدت عشرات المدن في مختلف أنحاء البلاد تنظيم وقفات ومسيرات غاضبة ومنددة بالعدوان. ومنذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى"، شهد المغرب العديد من مظاهر التضامن والتأييد للشعب الفلسطيني، من خلال وقفات ومسيرات نُظمت يومياً تقريباً في مختلف أنحاء البلاد، كان عنوانها الرئيس دعم ومساندة الفلسطينيين والمقاومة، ورفض التطبيع.