العفن البني واشتراطات الأوربيين .. “الخراب السيساوى ” يصل محطة تصدير البطاطس ووقف 3 شركات كبرى

- ‎فيتقارير

توقع مراقبون أن تنخفض أسعار البطاطس (أسعارها اليوم بين 15 و20 جنيها) وتتجه العينات من الشركات الثلاثة المرفوضة اوروبيا إلى الداخل المصري بما فيها من عيوب. بعد أن نشرت الجريدة الرسمية القرار رقم 334 لعام 2025 الصادر عن وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية بحكومة السيسي، الذي يقضي بوقف تصدير بعض الشركات للبطاطس إلى دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وروسيا، إضافة إلى الدول التي تشترط استيراد البطاطس من مناطق خالية من العفن البني.

شمل القرار توقف شركة "عرفة للاستيراد والتصدير والتوريدات" عن تصدير البطاطس إلى هذه الدول حتى نهاية موسم 2024/2025.

صرح محمد المنسي رئيس الإدارة المركزية للحجر الصحي النباتي بأن التنظيم هو نتاج جهود منسقة تُشارك فيها هيئة الحجر الصحي للنباتات في مصر ومشروع مكافحة واستطلاع جفن براون واللجنة العليا لتنظيم تصدير البطاطس بوزارة الاستثمار والتجارة الخارجية.

وأفضل دولة منتجة للبطاطس في الهند تعتمد الطيران لتعزيز جودة البذور، وتحولت أوتار براديش، أكبر منطقة منتجة للبطاطس في الهند، إلى الطيران لإحداث ثورة في إنتاج البطاطس بذور تزيد الغلة بشكل كبير، وذات جودة وتحد من مخاطر الأمراض المنقولة عن طريق التربة لإنتاج بذور عالية الجودة وخالية من الفيروسات لتلبية الطلب المتزايد.

والعفن البني في البطاطس  Potato Brown rot تسببه بحسب متخصصين نوع من البكتيريا Pseudomonas solanacearum ويسبب العفن البني علي الدرنات حيث تتكون مواد لزجه بمرور الوقت تسبب تكاثر بكتيري ضار قد يسبب نزلات معوية حادة وتسمما غذائيا  في بعض الحالات.

في بعض الصناعات الرديئة يتم عمل شيبسي مجهول الهوية ويظهر العفن علي شكل حلقات شبه محروقه وطبعا مع استخدام النكهات والألوان تختفي نوعا ما .

واعتبر متخصصون أن العفن البني في البطاطس من أخطر الأمراض البكتيرية التي تصيب البطاطس وتسبب خسائر كبيرة جدًا في المحصول، وينتقل المرض بسهولة من تربة ملوثة أو تقاوي مصابة، ويظل في الأرض لسنوات، ما يصعب السيطرة حال لم تتخذ الاحتياطات منذ البداية.

نشرت الجريدة الرسمية القرار رقم 334 لعام 2025 الصادر عن وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية، الذي يقضي بوقف تصدير البطاطس، من قبل إحدى الشركات إلى دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وروسيا، إضافة إلى الدول التي تشترط استيراد البطاطس من مناطق خالية من العفن البني.

وفي اغسطس 2025 قال تقرير حكومي إن صادرات مصر من الموالح بكمية تجاوزت 1.9 مليون طن، يليها في المركز الثاني البطاطس الطازجة بكمية تجاوزت 1.3 مليون طن، ثم البصل الطازج في المركز الثالث بكمية حوالي 240 ألف طن، وفي المركز الرابع تأتي الفاصوليا (الطازجة والجافة) بكمية تجاوزت 202 ألف طن، ثم محصول العنب الذي احتل المركز الخامس بين الصادرات الزراعية المصرية بكمية حوالي 170 ألف طن.

ويأتي من بين الصادرات الزراعية المهمة الأخرى، وفقًا لتقرير وإحصائيات الحجر الزراعي المصري، البطاطا الحلوة، والطماطم الطازجة، والثوم الطازج، والفراولة الطازجة، والمانجو، والجوافة، فضلًا عن الرمان.

اشتراطات صارمة

وأدخل الاتحاد الأوروبي عددًا من الإجراءات التنظيمية المشددة على واردات البطاطس من مصر، في محاولة لمنع دخول آفة العفن البني إلى أراضيه، وذلك بموجب اللائحة التنفيذية رقم 2025/1289 الصادرة في 2 يوليو 2025، التي نُشرت عبر منصة “AGRINFO” التابعة للاتحاد.

 

وتهدف هذه التدابير، التي ستظل سارية حتى 30 نوفمبر 2029، إلى تعزيز السيطرة على أي مخاطر تتعلق بالصحة النباتية، بعد ما رصده الاتحاد من اكتشافات متكررة لحالات عفن البطاطس البني في السنوات الأخيرة، ووجود ثغرات في آليات الضبط الحالية.

وتضمنت اللائحة عددًا من المتطلبات والإجراءات الخاصة بدرنات البطاطس المصدّرة، أبرزها:

زراعة البطاطس في مواقع إنتاج خضعت لمسوحات من قبل المنظمة الوطنية لوقاية النباتات في مصر (NPPO).

وابتداءً من 1 ديسمبر 2028، يجب أن تظهر نتائج المسح في عام الإنتاج وثلاثة أعوام سابقة خلوّ الموقع من العفن البني ومصادر المياه الملوثة به.

وتخصيص رمز رسمي لمواقع الإنتاج بواسطة NPPO.

وزراعة البطاطس من نباتات معتمدة من الاتحاد الأوروبي أو معتمدة من الجانب المصري بأنها خالية من الآفات.

وإجراء فحص رسمي للدرنات خلال الفرز بمحطات التعبئة، وخاصة لتلك التي تظهر عليها أعراض محتملة للمرض.

وتعبئة البطاطس في دفعات منفصلة لكل موقع إنتاج، باستخدام مواد جديدة أو معقمة.

ووضع ملصق رسمي على العبوات يتضمن المنشأ ورمز الموقع ورقم الدفعة وبيانات محطة التعبئة والمُصدر، مع الإشارة إلى “غير مخصص للزراعة”.

وفحص معملـي لعينة من 200 نبتة من كل دفعة (حتى 27.5 طن) قبل التصدير، لاكتشاف أي إصابات محتملة.

 

واشترط الأوربيون لائحة مصرية تقدم بيانات سنوية للاتحاد الأوروبي، قبل 30 نوفمبر من كل عام، تتضمن: قوائم بمواقع الإنتاج المعتمدة والمناطق الخالية من الآفات، وأسماء وأرقام تعريف المصدرين ومحطات التعبئة المعتمدين رسميًا.

ولضمان الامتثال، أوصى الاتحاد الأوروبي باتخاذ عدة خطوات داعمة لضمان الامتثال للتدابير الجديدة، تشمل: إنشاء نظام صارم لتطبيق الإجراءات الجديدة على صادرات البطاطس، واعتماد رسمي لمواقع الإنتاج والمصدرين ومحطات التعبئة من قبل NPPO.، وإنشاء أنظمة اختبار متخصصة لاكتشاف العفن البني، وشطب المواقع المتضررة والمصدرين المخالفين من القوائم حال اكتشاف الإصابة، وتحقيق تنسيق فعال بين السلطات المصرية وقطاع البطاطس لضمان الرقابة والتتبع وسرعة التصرف، وتدريب العاملين على إجراءات تحديد الآفات والإبلاغ عنها.

انخفاض أسعارها قريبا
وتوقع مراقبون أن تنخفض أسعار البطاطس وتتجه العينات من الشركات الثلاثة المرفوضة اوروبيا إلى الداخل المصري بما فيها من عيوب.

محمد كامل، عضو رابطة سوق الجملة بأكتوبر، شرح في تصريحات صحفية أزمة البطاطس بشكل مُفصَّل وقال إن البطاطس تخرج من الأرض كلها في شهر مايو، وتخزن في الثلاجات أو في النوالات (في الحقول)، وخلال شهري يونيو ويوليو يتم السحب من النوالة، وفي أول أغسطس تفتح التلاجات، في حين كان إنتاج النوالات في 6 و7 يصدر مباشرة.

واقترح بدلًا من تصدير البطاطس أن يتم منع استيراد التقاوي، وتجهيز تقاوي البطاطس في مصر بدل المبالغ الطائلة التي يتم صرفها على استيراد التقاوي.

وصدر تصريح حكومي يتحدث عن اكتفاء ذاتي من المحاصيل في وقت يُحرم السوق المحلية من سلعة استراتيجية كالبطاطس، بهدف التصدير الذي تستفيد منه قلة من الشركات والتجار.

وتلقي وزارة الزراعة باللائمة على التجار وأن التخزين السبب الرئيسى في ارتفاع الأسعار البطاطس ونقص المعروض. وفي تصريحات سابقة لنقيب الفلاحين أشار إلى تقلص المساحة المزروعة من البطاطس إلى 140 ألف فدان بما نسبته 33%.