يتزعمه عيال زايد فى الإمارات..حكومة الانقلاب تبيع “أرض المعارض” لتحالف مشبوه يعمل كذراع للصهاينة

- ‎فيتقارير

 

 

نظام الانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي يبيع مصر بالقطعة لشركات وتحالفات مشبوهة يتزعمها عيال زايد فى الإمارات وولى العهد السعودى الأمير المنشار فى الظاهر ويتخفى خلفهما الصهاينة والأمريكان فى الباطن ..

"أرض المعارض" بمدينة نصر كانت آخر عروض البيع التى يزعم السيسي أنه يسعى من خلالها لسداد أعباء الديون التى ورط مصر فيها والتى وصلت خلال سنوات من انقلابه إلى نحو 165 مليار دولار

 وكشفت مصادر بحكومة الانقلاب عن عرض خليجي (سعودي- إماراتي) مشترك لشراء أرض المعارض وهو ما أثار ردود فعل واسعة حول عدم طرح تلك القطعة الحيوية بمزايدة عالمية. 

وقالت المصادر إن المستشار الاقتصادي للتحالف السعودى الإماراتى بدأ مشاورات تقديم العرض للجهات المعنية لخوض المفاوضات الخاصة بشراء الأرض؛ لكنه لم يكشف عن أطراف الصفقة، ولا قيمتها ولا المستهدف من البيع، ولا خطط التطوير المحتملة. 

 

مراسي ريد

 

يشار إلى أن هذه الصفقة تعد الثانية لهذه الشراكة السعودية الإماراتية خلال شهر واحد، حيث وقعت مطلع الشهر سبتمبر الماضى شركة "سيتي ستارز" التابعة لرجلي الأعمال السعوديين حسن الشربتلي وفهد الشبكشي، وإعمار الإماراتية شراكة في مشروع سياحي على البحر الأحمر، "مراسي ريد" على مساحة 10 ملايين متر جنوبي مدينة الغردقة . 

ردود الفعل على خبر بيع أرض المعارض، جاءت غاضبة، تنتقد بيع أراضي مصر الاستراتيجية لدول الخليج في سوابق تاريخية، معربين عن مخاوفهم من أن يكون أولئك المستثمرين مجرد غطاء لمستثمرين صهاينة، وتساءلوا عن أسباب عدم البيع لشركات مصرية. 

وانتقدوا اعتماد السيسي فقط على بيع الأصول والاقتراض الداخلي والخارجي، دون أية أفكار استثمارية وإنتاج حقيقي وتصنيع وتصدير، فيما دعا غاضبون لإنقاذ ما تبقى من مصر عبر ثورة على انقلاب السيسي متهمينه بالتفريط في الأصول وبالفساد والتربح من تلك الصفقات .

 

تهديد أمني مباشر

 

فى هذا السياق قالت خبيرة التخطيط الاستراتيجي سالي صلاح، إنه لا يجوز التنازل عن أصل استراتيجي إلا بشرط قانوني يمنع تحويل الملكية لطرف ثالث غير معلن، متسائلة: هل هذا التحالف الضخم شركة عقارية، أم صندوق استثمار، أم وكيل لجهة أجنبية؟

واعتبرت سالي صلاح فى تصريحات صحفية أن هذا الغموض تهديد أمني مباشر مشبرة إلى تجاهل البُعد الحضري، لأن أرض المعارض ليست مساحة فارغة لكنها بقلب المدينة. 

 

خيار المضطر

 

وقال الدكتور محمد البنا أستاذ الاقتصاد والمالية العامة بجامعة المنوفية: الموضوع يدخل في إطار إعادة هيكلة الدين الخارجي على وجه التحديد. 

وكشف البنا فى تصريحات صحفية أن حجم الدين الخارجي في تزايد، وأعباء خدمة الدين صارت مرتفعة للغاية، مما يستدعي البحث عن سبل لتحقيق استدامة الدين، أي القدرة على الوفاء بخدمة الدين، وتخفيف تلك الأعباء عن حكومة الانقلاب .  

وأكد أنه في مثل هذه الحالات تتحول المديونية إلى عائد مقابل شراء الأراضي أو حق الاستغلال؛ فتسقط تلك المبالغ من المديونية، وتخفف الخزانة من عبء أقساطها وفوائدها . 

وعن تسعير تلك الأراضي، وعدم طرحها في مزايدة عالمية، قال البنا : برغم أن حكومة الانقلاب مضطرة لاستبدال الديون بحقوق انتفاع أو بيع أراضي وركوب الصعب خيار المضطر لكنها لن تسمح ببخس السعر وستسعى للحصول على أعلى الأسعار، متوقعا أن تلجأ حكومة الانقلاب لشركات ومكاتب متخصصة بتقييم الأصول والحصول على سعر عادل .

 

تسويات جيوسياسية

 

حول أسباب عدم طرح تلك الأراضي في مزايدة عالمية، قال الخبير الاقتصادي والإستراتيجي الدكتور علاءالدين سعفان، إن الإجابة التي تكتفي بالقول إن حكومة الانقلاب في حاجة عاجلة إلى سيولة دولارية، وإن البيع المباشر أسرع من المزايدات العالمية، تبسط المشهد إلى حد تضليله، مؤكدا أن هذا ليس تفسيرا، بل غطاء تُمرر من تحته استراتيجيات أعمق وأشد خطورة، فالسؤال الحقيقي ليس عن الآلية، بل عن هوية المشتري .

وأضاف سعفان فى تصريحات صحفية : نشهد عملية بيع ممنهجة لأصول استراتيجية لا تُقدّر بثمن، ولا يمكن إخضاعها لمنطق البيع والشراء العادي، معتبرا أن عدم اللجوء لمزايدة عالمية شفافة قرار مقصود، غايته ليس فقط تسريع الإجراءات، بل توجيه الأصول لأطراف بعينها، كجزء من تسويات جيوسياسية كبرى تُفرض على مصر لحظة ضعفها الاقتصادي المفتعل . 

وأكد أن الأمر يتجاوز الاقتصاد ليصل إلى صميم الأمن القومي. موضحا أن هذه الصفقات، بتوقيت حرب إبادة غزة، تشير إلى أن مصر تدفع أثمانا باهظة من مستقبلها لقاء صمتها؛ فبعض المشترين يعملون كواجهات فاعلة لمشروع إقليمي يهدف إلى إعادة رسم الخريطة، حيث تُستخدم الأموال الخليجية لتصفية وتسوية مطالب تاريخية للكيان الصهيوني، تمهيدا لوضع اليد على مواقع سيادية بقلب الدولة المصرية . 

 

ذراع استثمارى

 

وأشار سعفان إلى أن الحديث عن شراكة (سعودية- إماراتية)، قراءة سطحية تخفي حقيقة الصراع المحتدم؛ وما نشهده ليس تحالفا استثماريا متناغما، بل سباق محموم على اقتسام ما تبقى من (الكعكة المصرية)، كل طرف يسعى لتعظيم نفوذه وتثبيت أقدامه بأرض الكنانة التي أُنهكت اقتصاديا وسياسيا .  

وأوضح أن الإمارات، بحكم علاقاتها العضوية مع الاحتلال الصهيونى، تلعب دورا وظيفيا دقيقا كذراع استثماري لمشروع أكبر منها، وتستحوذ على أصول لا لجدواها الاقتصادية فحسب، بل لأهميتها الاستراتيجية المستقبلية بخدمة المشروع . 

وأضاف سعفان : أما السعودية، فتطالب بثمن الدعم السياسي والمالي الهائل الذي قدمته لنظام الانقلاب خلال العقد الماضي، وتشعر بأن استثماراتها لم تحقق المرجو، ولن تقف متفرجة بينما تلتهم الإمارات الحصة الكبرى، فدخولها على خط الاستحواذات ليس تكاملا، بل إعلان بأن زمن الشيكات المفتوحة انتهى، وحان وقت تحصيل الديون على هيئة أصول ثابتة لا تتبخر، إنه صراع نفوذ على أرض مصر، وليس شراكة من أجلها . 

 

تجويع وإبادة غزة

 

وحذر من أن المصيبة أكبر من مجرد بيع أرض أو شركة، موضحا أن ما نشهده ليس أزمة ديون، بل هو تآكل ممنهج لأسس السيادة الوطنية، والثمن الذي يُدفع مقابل الصمت على جرائم تجويع وإبادة غزة لن يكون مجرد أصول نفقدها، بل أرض قد نفرّط فيها . 

وقال سعفان إن طوق النجاة الوحيد لتخفيف هول الكارثة القادمة ليس في المزيد من القروض أو بيع الأصول، بل استعادة الروح المصرية، والدفاع عن الأمن القومي المصري يبدأ من فك الحصار عن غزة، فلم يعد هذا خيارا سياسيا، بل واجب البقاء وفرضية الوجود .