مع زيادة تدفقات النيل التي وصلت لمفيض باريس في الوادي الجديد منذ يوليو الماضي (بحسب منشورات على التواصل) عقب امتلائه بالماء القادم من تدفقات النيل الزائدة، بعد زيادة منسوب المياه في النيل الأزرق، الذي تسبب في غرق أماكن بالسودان الشقيق.
قال مراقبون إن الوادى الجديد ومناطق الصحراء الغربية أول من يستقبل المياه القادمة من الجنوب، وقال المهندس خالد أبوالعلا رئيس الإدارة المركزية للموارد المائية والرى فى الصحراء الغربية والوادى الجديد سابقا حول كيفية الاستفادة بكميات المياه الحالية والمتوقع وصولها إلى توشكى وشرق العوينات والوادى الجديد فقال في تصريحات صحفية إن هناك كميات ضخمة وصلت بالفعل إلى مفيض توشكى، وبحيرة باريس والصحراء الغربية، وسيكون لها مردود كبير على التنمية الزراعية بهذه المناطق، خاصة أن بعضها كاد يصاب بالتصحر.
وحول استفادة الخزان الجوفى من هذه المياة أوضح أبوالعلا: إن تغذية الخزان الجوفى تحتاج إلى آلاف السنين لأنه مكون من الحجر النوبى والصخور الصماء، ويحتاج إلى توقيت وظروف معينة، خلاف الخزانات السطحية التى تقام على النيل والتفريعات التى قامت بها وزارة الرى والتبطين الذى يسهل حركة المياه، وعن المساحات المتوفرة أكد أنها تتعدى 500 ألف فدان سواء فى توشكى أو شرق بحيرة باريس أو منطقة الشب.
وأكد الدكتور مجدى المرسى وكيل وزارة الزراعة بالوادى الجديد أن كميات المياه التى ستأتى من الجنوب لن تكون لها آثار سلبية على مصر، ومهما زادت الكمية فإن الحكومة ووزارة الرى حريصتان منذ أكثر من 10 سنوات على توخى الحذر من أي آثار سلبية جراء السد الإثيوبى ووضعتا كل الاحتمالات خلاف ما حدث فى دولة السودان الشقيقة.
إيراد سنوي طارئ
وقال أستاذ الزراعة د. محمد الشريف عبر @MhdElsherif، "هذه المياه مصدرها مياه فيضان النيل المحتجزة خلف السد عندما تزيد على سعة بحيرة السد وتفيض إلى مفيض توشكى وإلى مناطق منخفضة أخرى فتتكون بحيرات يزيد عددها وتزيد سعتها مع الوقت، ومنسوب المياه فيها يرتفع وينخفض على حسب إيراد النيل. ".
وأضاف أن "إيراد النيل السنوى يعتمد على كميات الأمطار الموسمية حول بحيرة تانا فى هضبة إثيوبيا، وعلى استخدام السودان لحصتها السنوية (واستخدامها فى السودان الآن أقل لتأثر النشاط الزراعى بالحرب الجارية فى الأعوام الأخيرة) تشغيل سد النهضة الإثيوبى بطاقته الكاملة سيؤدى إلى توزيع تدفق مياه الفيضان إلى مصر على شهور السنة بدلا من شهور الفيضان فقط".
وحذر من أن "تصوير الأمر على أن موارد المياه إلى مصر قد زادت، وبيع الوهم أننا سنحقق اكتفاء ذاتيا من المحاصيل ونصدر أيضا معناه افتراض أن حصة مصر من مياه النيل ستتضاعف، وهذا درب من الخيال. وفى سنوات الجفاف الممتد ستنخفض مخزونات هذه البحيرات وأيضا مفيض توشكى وبحيرة السد نفسها لتغذية اراضى الدلتا بمياه الرى".
وعلى سبيل التهويل ونجاح الخطط من حكومة الانقلاب درجت اللجان على تحوير الموضوعات بعيدا عن سياقها العلمي وأن المياه سارت 170 كيلوا في الصحراء لأول مره سبحان الله !!
وأنه "علي مدار اكتر من 10 سنين أننا هنعطش ومش هنلاقي مايه وأنت في نفس الوقت كنت بتوسع مفيض توشكي وبحيره ناصر وعملت فروع للنيل جديده يعني بمعني بسيط إنت عارف إن الميه هتقطع عليك بكرا تروح انت تشتري براميل لتخزين المايه "!
وعلى غرار ما زعم اللجان كتبت @ChahinazTaher، "مفيض باريس محافظة الوادى الجديد الان .. المياه دى هنعمل بيها اكتفاء ذاتى من معظم المحاصيل الزراعيه ثم التصدير .. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وقيادتها من كل مكروه وسوء".
شرح علمي للمفيض
إلا أن د. وائل رشدي سليمان وعبر Wael Roshdy Soliman قال إن منخفضات توشكي تقع غرب بحيرة السد العالي، تحت منسوب 142 مترا فوق سطح البحر وتتكون من أربعة منخفضات، وتُملأ فقط إذا ارتفع منسوب بحيرة السد إلى 180 مترا أو أكثر.
موضحا انه حينها تُفتح بوابة المفيض لتصريف المياه الزائدة إلى هذه المنخفضات، وتُعرف حينها ببحيرات توشكي.
وعن الزراعة في المنطقة اشار إلى أنه يتم بيع أراضٍ حول واحة باريس بهدف ريها من مياه منخفضات توشكي، وأن الدكتور هشام حجاج يزرع بين 400 إلى 600 فدان هناك، رغم عدم التأكد من دقة هذه المعلومة وأن هناك فتحة غير رسمية تمرر المياه من البحيرة الشمالية باتجاه واحة باريس، تُعرف محليًا بـ"مفيض باريس" رغم أن التسمية غير دقيقة علميًا.
وعن التحديات الفنية والبيئية قال إن "كمية المياه المتاحة محدودة وتعتمد على ارتفاع المنسوب، وكلما سُحبت المياه انخفض المنسوب وتعذر استخدامها. مؤكدا أنه "لا توجد دراسات دقيقة عن كميات المياه أو تضاريس المنطقة." وأن "مياه بحيرات توشكي غير مستديمة، وتعتمد على فيضانات غير منتظمة من الهضبة الحبشية، وقد تمر سنوات دون وصول مياه إليها.".
وأشار إلى أن "زيادة المياه في بحيرة السد العالي مؤخرًا تعود لدورة فيضانات مرتفعة في حوض النيل الشرقي، والحرب في السودان التي قللت استخدامه لحصته المائية.".
وثمن د. وائل رشدي جهود المستثمرين في الاستفادة من هذه المياه غير المنتظمة، ودعا لدراسات حول تخزين المياه واستخدامها بشكل مستدام لتشجيع الاستقرار السكاني وإنشاء بنية تحتية دائمة.