كارثة أخلاقية.. ناشطون يتداولون مقاطع فيديو لملحدين وداعرات في موسم الرياض 2025

- ‎فيعربي ودولي

 

في وقتٍ يدّعي فيه المسؤولون عن موسم الرياض، في عهد ولي العهد محمد بن سلمان ووزير الترفيه تركي آل الشيخ، أن الموسم الترفيهي بما يتضمنه من فعاليات موجهة للعوائل والشباب والأطفال والأُسر ويُقام في فصل الشتاء، هو موسمٌ سياحيٌّ فنيٌّ ثقافيٌّ رياضيٌّ، شأنه شأن مواسم ومهرجانات الدول الخليجية والعربية والإسلامية التي تُقام في إجازاتها الصيفية أو الشتوية، كشف ناشطون زيف هذا الادعاء.

ونشرت حسابات سعودية توثّق استضافة الموسم لراقصات وممثلات إباحيات ومؤدين ومغنيات يسبّون الله عز وجل ورسوله والشعائر الدينية مثل النقاب والحجاب وقيادة المرأة للسيارة، في وقتٍ يتباهى فيه تركي آل الشيخ قائلاً: "نجاح موسم الرياض هو بدعم القيادة والسعوديين.. السعودية ليست بحاجة لأحد."

ومن بين ما كشف هذا الزيف تجربة "زين" في مهرجان الكوميديا (ضمن موسم الرياض)، وهو اسم مستعار لمواطن يعيش في الرياض تحدّث لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عن العروض التي ضمّت ممثلين من أنحاء العالم.
وقال "زين": "كل سعودي يحضر عرضًا كهذا سيتعلم شيئًا عن المثليين وعن المتحولين وعن الجنس. إن المؤديين الكوميديين يتحدثون بانفتاح عن كل شيء — باستثناء الحكومة."

وحضر "زين" ثلاثة عروض مع أصدقائه خلال المهرجان: أوميد جليلي، بيل بور، وجيمي كار، وأكّد أن العروض تضمّنت "محتوى بذيئًا" تخللته نكات عن "المثليين والمتحولين جنسيًا".
وأضاف "زين"، بحسب ما نقل ناشط سعودي شهير، أن "فقرة الافتتاح في عرض بيل بور تضمنت مقطعًا مدته عشر دقائق يدور كله حول الجنس"، مضيفًا: "لا أصدق أن الناس كانوا يقولون مثل هذه الأشياء في السعودية. كثيرون هنا لم يسبق لهم أن شاهدوا عرضًا كوميديًا مباشرًا في حياتهم، ناهيك عن عرض بهذا الوضوح والصراحة."

وأشار إلى أن الجمهور تفاعل مع النكات بشكل إيجابي: "كان أمامي مجموعة من النساء السعوديات، وكنّ جميعًا يضحكن!"
وأضاف أن المؤدي أوميد جليلي سخر من بعض جوانب الثقافة السعودية: "أطلق نكات عن النقاب وعن قيادة النساء، كما قدم فقرة عن اعتقاد سكان الرياض أنهم هدية الله إلى الأرض."
واستدرك "زين" قائلًا إنه لا يمكن تجاهل حقيقة أن الكوميديين في الرياض لن يجرؤوا على إطلاق نكات عن الدولة أو قادتها كما يفعلون في أماكن أخرى: "يمكنك انتقادهم على ذلك، لكن إقامة حدث كهذا تساعد على فتح أعين الناس."

 

"جيسيكا كيرسون" و"مارك نورماند" و"سام موريل"

وتتبع الحساب السعودي الشهير @keymiftah79 (مفتاح) كيف أن "جيسيكا كيرسون" — مؤدية كوميدية سُحاقية — اضطرت بعد عرضها في الرياض إلى الاعتذار عن مشاركتها في المهرجان لأنه أُقيم "تحت رعاية الحكومة السعودية"، وتبرّعت بالأموال التي حصلت عليها إلى منظمة لحقوق الإنسان.

ونقل الحساب مقاطع أطول للكوميديين "جيسيكا كيرسون" و"مارك نورماند" و"سام موريل" الذين قدموا عروضًا في مهرجان الرياض للكوميديا، وتطرقوا فيها إلى ما يلي:

  • الموافقة على العرض في السعودية فقط من أجل المال.
  • الإشارة إلى كون جيسيكا "مثلية الجنس، ويهودية، وامرأة" — وهي صفات مكروهة في السعودية بحسب قولهم.
  • الإساءة للنبي محمد ﷺ بالسخرية من فكرة رسمه (تشبيهًا بالرسومات الدنماركية).
  • ذكر "الاختطاف" كوسيلة للتعامل مع المسيئين.
  • وصف الاحتفاء بالأجانب بأنه "معاملة مجنونة، خمس نجوم".

واعتبر مراقبون أن ما يحدث في موسم الرياض "كارثة أخلاقية جديدة" تعبّر عن الانحدار القيمي الذي يجري تطبيعه منذ أن تولّى تركي آل الشيخ رئاسة هيئة الترفيه.

ومن بين الأمثلة ما ذكرته "جيسيكا كيرسون" التي قالت إنها اشترطت التصريح علنًا عن شذوذها على المسرح، مضيفة: "كنت آمل أن يساعد هذا مجتمع LGBTQ+ في السعودية."

وقالت جيسيكا إنها فوجئت بطلب المشاركة في المهرجان، وطلبت "ضمانًا" يسمح لها "بالكشف علنًا عن ميولها المثلية على المسرح وتقديم مواد مثلية كما هو معتاد في عروضها"، مضيفة:
"
كنت آمل أن يُساعد هذا مجتمع LGBTQ+ في السعودية على الشعور بالتقدير والاهتمام.. أنا أول كوميدية مثلية الجنس تُعلن عن ميولها الجنسية على خشبة المسرح في السعودية."

وكشف الحساب أن المؤدي الكوميدي الأمريكي "مارك نورماند" — وهو مُلحد من عائلة يهودية — تحدث عن قبوله عرض مهرجان الرياض قائلاً: "عندما أذهب هناك سأرسم محمدًا على المسرح، وسيكون هذا ختام عرضي."

وأشار أيضًا إلى المؤدي الكوميدي "لويس سي كي"، الذي قال في أول ظهور له بعد المهرجان ببرنامج "بيل ماهر":
"
هناك امرأة مثلية ويهودية قدّمت عرضًا في المهرجان وحظيت بحفاوة.. والمنظمون أخبرونا بوجود قيدين فقط على المحتوى."

كما سخر "أوميد جليلي" — مؤدٍّ كوميدي أمريكي-إيراني — من جوانب الثقافة السعودية مثل النقاب وقيادة النساء، وقدم فقرة عن "اعتقاد سكان الرياض أنهم هدية الله للأرض"، وفق ما نقل "زين" لـ BBC.

 

ازدواجية ومعايير انتقائية

استضاف مهرجان الرياض للكوميديا أكثر من 50 نجمًا عالميًا، وفق "معايير الهيئة العامة للترفيه في السعودية"، التي تزعم احترام القيم المحلية.
ويُستخدم تعبير "ممثلات إباحيات" للإشارة إلى فنانات غربيات معروفات بمحتوى جريء أو تاريخ فني مثير للجدل، رغم أن مشاركتهن في فعاليات مثل موسم الرياض غالبًا ما تكون ضمن عروض كوميدية أو فنية خالية من أي محتوى غير لائق.

في المقابل، يُمنع بعض الدعاة والمشايخ من دخول المملكة أو الظهور الإعلامي بسبب مواقف سياسية أو فكرية.

وشارك أيضًا في الموسم عدد من الكوميديين العالميين مثل ويتني كامينغز، ولويس سي كي، وديف شابيل، وماز جبراني، وأندرو سانتينو، وبوبي لي (بعرضهما "Bad Friends")، وزارنا غارغ الأمريكية-الهندية.

 

دور رئيسي لمسيئة للسعودية

وساندت حسابات عدة ما رصده "مفتاح"، منها حساب نحو الحرية @hureyaksa الذي نشر تغريدات عن تصريحات جيسيكا المسيئة للسعودية رغم منحها دورًا رئيسيًا في مهرجان الكوميديا السعودي 2025.
وقالت جيسيكا: "تلقيت مكالمة من السعودية وطلبوا مني أن أكون النجمة الرئيسية في مهرجان الكوميديا، وقلت: انتظري، أليسوا نوعاً ما سيئين؟ بعدها قلت: عليّ أن آخذ حصتي، لذا قبلت، وإذا لم يعجبكم ألغوا متابعتي."

كما نشر الحساب عن مؤدٍ كوميدي يهودي أعلن أنه "سيرسم محمدًا ﷺ على المسرح كنوع من الكوميديا والسخرية".

وعلق الصحفي نظام المهداوي @NezamMahdawi قائلاً:
"
أنفق تركي آل الشيخ ملايين الدولارات على استقدام مجموعة من الكوميديين لإحياء مهرجان الكوميديا في الرياض.. العقد المبرم معهم يسمح لهم بإطلاق النكات حول أي موضوع باستثناء العائلة الحاكمة، وهذا أمر مفهوم في نظام مغلق."
وأضاف:
"
اللافت أن عنوان كل ليلة من ليالي المهرجان كان الإباحية الجنسية؛ نكات خليعة، وإيحاءات فجة، وكثير منها يدور حول المثلية والشذوذ الجنسي، وسط حضور مختلط في مجتمع كان إلى وقتٍ قريب يحرّم الغناء والتمثيل، ويجرّم مظاهر التشبّه بالغرب وحتى اقتناء الصور."
وختم بقوله:
"
في مملكة محمد بن سلمان، يتم صهينتها بهدوء، حيث كل شيء مباح… إلا الاقتراب من عائلة آل سعود."

 

كوكاكولا ونتفليكس في موسم الرياض

وفي ظل حملة مقاطعة عالمية أطلقها إيلون ماسك ضد منصة "نتفليكس" بسبب ترويجها للشذوذ — بعد عرض مُدبلج إلى العربية يُظهر فتاةً تعترف لصاحبتها المحجبة بمشاعر إعجاب — لم تسحب المؤسسات السعودية المرتبطة بالنظام، مثل "MBC" وهيئة الترفيه، شراكاتها مع المنصة رغم الفضيحة.

كما وقّع تركي آل الشيخ اتفاقية مع شركة كوكاكولا لتكون الشريك الرسمي الرئيسي لموسم الرياض 2025، في حين أدرجت حركة المقاطعة العالمية BDS الشركة ضمن لائحة الشركات المتواطئة مع الاحتلال الإسرائيلي، داعيةً إلى مقاطعتها بشكل كامل، نظراً لتورطها في دعم سياسات الفصل العنصري ضد الفلسطينيين.