بات اليونسكو على الطريقة المصرية هدايا آثار، واتصالات، وتهنئة فرنسية تكشف ما وراء الكواليس، حيث تدخلت على ما يبدو فرنسا بدور فاعل في وصول مرشح مصر للمرة الخامسة (فشل 4 مرات) وزير السياحة والآثار خالد العناني إلى منصب مدير اليونسكو وكل جهوده كانت تحطيم المقابر التاريخية الاثرية المملوكية في مصر الإسلامية بالسيدة عائشة والإمام الشافعي.
واتصل السيسي مساء الثلاثاء بالرئيس الفرنسي ماكرون، (يتناقشان عن الشراكة بين البلدين؟!) فهنأه الرئيس الفرنسي بفوز العناني بـ"اليونسكو"!
وفي 2 سبتمبر الماضي، أعلنت فرنسا دعمها لخالد العناني بشكل ناعم بعدما منحته (وسام جوقة الشرف الفرنسي الرفيع) وقلده الوسام، السفير الفرنسي في القاهرة، ليحمل دلالات رمزية وسياسية وثقافية عميقة، خاصة في سياق ترشحه لمنصب مدير عام اليونسكو.
وكان التكريم بمثابة إعلان أن المؤسسة الأممية التي مقرها باريس تعطي إشارة واضحة بدعم فرنسي رسمي حيث وسام جوقة الشرف هو أرفع وسام تمنحه الدولة الفرنسية، ويُمنح عادة لشخصيات قدمت خدمات متميزة لفرنسا أو للإنسانية.
ومنح الحكومة الفرنسية لـ"العناني" يُعد تعبيرًا دبلوماسيًا عن دعم فرنسا لترشيحه، خاصة أن اليونسكو مقرها باريس، وفرنسا لها وزن كبير في التصويت.
وقبل نحو شهر على الانتخابات التي انسحب منها مرشحة من أمريكا اللاتينية وجهت فرنسا رسالة سياسية ناعمة قبل الانتخابات دون تدخل مباشر في التصويت بتعزيز صورة المرشح المصري أمام الدول الأعضاء، وشرعية دولية ورمزية ثقافية.
والتكريم لم يكن مجرد احتفاء شخصي، بل كان تحركًا دبلوماسيًا محسوبًا، يُعزز من فرص العناني في الانتخابات، ويُظهر توافقًا فرنسيًا – مصريًا في ملف التراث العالمي إلا أن التفاف السيسي باتصاله بماكرون يكشف نفوذ فرنسا في الإطار الثقافي دوليا.
https://x.com/lameesh/status/1962959378128240943
وفي 2 و3 أكتوبر، دعا السفير علاء يوسف، سفير السيسي لدى فرنسا، والمندوب الدائم لدى اليونسكو، لمأدبة عشاء على شرف الدكتور بدر عبد العاطي وزير خارجية السيسي، وخالد العناني مرشح جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي لمنصب مدير عام اليونسكو، في إطار جهود دعم حملة الدكتور العناني لنيل هذا المنصب.
الخارجية الفرنسية تكاد تكون الجهة الدبلوماسية الوحيدة التي قدمت عبر @francediplo_AR تهنئة للعناني باسم الدولة الفرنسية، بـ"تعيين المجلس التنفيذي لليونسكو له في منصب المدير العام للمنظمة".
https://x.com/francediplo_AR/status/1975582830764646741
ونشر الأكاديمي ورسام الكاريكتير المصري د.أحمد عز العرب أستاذ الفنون الجميلة لعالم المصريات ما استحق به عناني الدعم الفرنسي فضلا عن الدعم الرسمي من قائد الانقلاب الذي سارع لاعتبار فوزه رسالة للحضارة؟!
وعبر @aezzarab25 قال عزالعرب "هذه بعض إنجازات خالد العناني المرشح لمنصب رئيس اليونسكو ."
https://x.com/aezzarab25/status/1975664422975930548/photo/1
واشار إلى أنه من الاقوال المأثورة عن خالد عنانى وتصريحاته الصحفية المنشورة عندما كان المسئول الاول عن الاثار المصرية (هو انا كل ما اهد شوية حجارة تقولوا دى آثار لا زم نحافظ عليها )
https://x.com/aezzarab25/status/1975665432083505287
الادارة الانقلابية بالرشوة
وقضية بوب مينينديز تُعد واحدة من أخطر فضائح الفساد السياسي في تاريخ الكونجرس الأمريكي، حيث أُدين بتهم رشوة وفساد وتقديم خدمات لصالح مصر مقابل هدايا فاخرة، منها سبائك ذهب وأموال نقدية.
وبوب مينينديز عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية نيوجيرسي لمدة 18 عامًا، وشغل منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، وينتمي إلى الحزب الديمقراطي وفي سبتمبر 2023، وُجهت له ولزوجته نادين مينينديز لائحة اتهام تشمل تلقي رشاوى بمئات الآلاف من الدولارات، وسبائك ذهب بقيمة كبيرة، وسيارة مرسيدس فاخرة، مقابل تقديم خدمات سياسية لصالح مصر، منها تسهيل صفقات عسكرية أمريكية للقاهرة بقيمة 2.56 مليار دولار، ونقل معلومات حساسة من وزارة الخارجية الأمريكية، والتدخل في ملاحقات قضائية لصالح رجال أعمال مصريين وأمريكيين.
وكانت أحكام قضائية من محاكم امريكية قد صدرت بحقه بـ11 سنة سجنا جراء رشوة، وفساد، والعمل لصالح دولة أجنبية، وحصلت نادين مينينديز على حكم بـ4.5 سنة سجن، بتهم رشوة بالاحتيال، وتمرير معلومات لمصر، أما مندوب المخابرات المصرية وائل حنا فحصل على حكم بالسجن 8 سنوات لتورطه في الرشاوى، أما فريد دعيبس، فنال 7 سنوات سجنا لتورطه في الرشاوى.
وتُعد أول حالة يُدان فيها سيناتور أمريكي بتهمة العمل كعميل لصالح دولة أجنبية، وكشفت القضية عن شبكة علاقات معقدة بين السياسة والمال والمصالح الدولية، وأثارت جدلًا واسعًا حول النفوذ المصري في دوائر صنع القرار الأمريكية، وإن كان ذلك عبر قنوات غير رسمية.
الإدارة برشاوى اثرية
وبحسب تقرير رسمي صادر عن مكتب رئيس الوزراء الكيان العدو بنيامين نتنياهو، فقد تلقى هدايا فاخرة من مسئولين مصريين، أبرزهم اللواء عباس كامل (مدير المخابرات العامة المصرية) الذي أهدى نتنياهو مقصًا ذهبيًا لقص السيجار، وسيجار كوهيبا، ومنفضة خزفية، وولاعة فضية.
وقائد القوات الجوية المصرية الذي أهداه رقعة شطرنج بشخصيات مصرية، وتمثالًا فرعونيًا، وعلب مكياج ومجوهرات، وطقم أكواب وإبريق وصحن.
هذه الهدايا وُثّقت ضمن قائمة رسمية خضعت للتدقيق في ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي، وأُثيرت حولها انتقادات داخل إسرائيل بسبب تضارب المصالح واحتمال تجاوزها للأعراف الدبلوماسية.
واعتبر مراقبون أن تقديم قطع أثرية أو رموز فرعونية يحمل دلالة قوية، لأنه يُوظّف التراث المصري كأداة مجاملة سياسية.
وأثار تساؤلات حول شرعية استخدام الرموز الوطنية في علاقات غير متكافئة، خاصة مع دولة مثل "إسرائيل" التي ترتبط معها مصر بعلاقات معقدة.
واشار المراقبون إلى أن استخدام الآثار والهدايا الفاخرة في العلاقات السياسية يُعد مؤشرًا على توظيف الرمزية الثقافية لأغراض دبلوماسية، لكنه يفتح الباب أمام انتقادات تتعلق بالشفافية، والسيادة، واحترام الرموز الوطنية. وفي حالة مصر، فإن تقديم تماثيل فرعونية أو رموز أثرية لمسئولين أجانب، يُثير حساسية شعبية وسياسية واضحة.
تسريب عبدالعاطي
وفي إطار الرشوة بالاثار، كان تسريب لـ"بدر عبدالعاطي" وزير خارجية السيسي، قد كشف عن ذلك في ملف ترشيح خالد عناني.
https://x.com/mouradaly/status/1962945732308333039
وعلق الناشط أنس حبيب عبر @AnasHabib98 على التسريب في 2 سبتمبر الماضي مشيرا إلى أن "التسريب التاني للإجتماع الأونلاين بين حرامي السجاجيد وسفراء آخرين ده أخطر تسريب شيء شوفته للمجرمين دول وأنا بعتبره بمثابة إسقاط أي شرعية أو حقوق لهذا النظام المجرم الحرامي الإرهابي -لو كان أصلًا فاضله شرعية- وواجب الثورة عليه فورًا!!
وأضاف "عماد حنا سفير مصر في هولندا بيقترح على بدر عبعاطي حرامي السجاجيد والآثار إننا نرشي اللجنة الثقافية لليونسكو لدعم مرشح مصر لرئاسة اليونسكو "خالد العناني" كما تفعل دول أخرى زي إيطاليا وهولندا على حد قوله وبيتهمهم بالرشوة.
وتابع: "فيقوم بدر عبدالعاطي يأمن على الكلام ويعترف بنفسه ويقول إنه اخد التابوت بتاع توت عنخ آمون كله قبل كده وسلموه لدولة ما كنوع من أنواع التقدير وإنه مستعد يرشيهم بحاجة اكبر كمان من أجل دعم ملف مصر لتولي منصب رئاسة اليونسكو لو ارادوا!!
ده إحنا كده قدام سؤالين مهمين.. الأول:
هل المجرمين دول بيسرقوا آثار وتاريخ البلد والشعب ويدوها رشوة لمنظمات اجنبية وده لو صح فحيحل لغز ظهور آثار مصرية كتيرة اختفت في مصر وبعد كده ظهرت في بلدان أخرى وعلى سبيل المثال حادثة متحف اللوفر في أبو ظبي/الإمارات سنة ٢٠١٩ لما ظهر فيها آثار مصرية كانت اختفت في ظروف غامضة في مصر.
بعد الحادثة ديه النظام وقتها مفتحش بوقه على الرغم من إن دي كانت قضية كبيرة جدًا وقتها كانت بتحقق فيها كذا دولة منها المفروض يعني مصر ومحدش عارف اللي حصل ايه في التحقيق طبعًا ودلوقتي عرفنا ليه!
https://x.com/AnasHabib98/status/1962943181529416062
وشغل العناني وزير للآثار بحكومة السيسي في مارس 2016، وأشرف على عدد من الاكتشافات الأثرية كمقابر في سقارة والأقصر، وقاد مشروع نقل المومياوات الملكية في موكب تاريخي شهير عام 2021، و وتولى منصب وزير السياحة والآثار (بعد دمج الوزارتين في ديسمبر 2019، وتدمرت السياحة بفترة جائحة كورونا بعد تجاهل حكومة السيسي انتقال المرض والمتحورات لمصر عن طريق السياحة، مما كان سببا لترويج لمصر عالميًا على أنها من مواطن الجائحة.
وهو أستاذ في كلية السياحة والآثار بجامعة عين شمس، وله مساهمات علمية في مجال علم المصريات، وشارك في مؤتمرات دولية عديدة.
وفاز الدكتور المصري، خالد العناني بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو للفترة 2025–2029 ، وحصل على 55 صوتاً من أصل 58 ليصبح أول عربي وثاني أفريقي يتولى المنصب منذ تأسيس المنظمة قبل 80 عاماً.
وفي الانتخابات الأخيرة، انسحبت المرشحة المكسيكية غابرييلا راموس، وبقي في المنافسة: خالد العناني وفيرمين ماتوكو الكونجو.
وامتنعت أمريكا عن التصويت في انتخابات اليونسكو واختارت جمهورية الكونجو مرشحها بينما ذهبت الأصوات الـ ٥٥ الأخري للدكتور خالد العناني ليفوز بما يشبه الإجماع.
ولم تُرشّح فرنسا مديرًا جديدًا، لكنها كانت حاضرة دبلوماسيًا في المشهد، بحكم موقع المنظمة ولم تُسجّل اعتراضات رسمية من دول أخرى على تدخل فرنسي، لكن بعض التحليلات الإعلامية تحدثت عن تاريخ من التأثير الفرنسي في اليونسكو، خاصة في ملفات التراث والثقافة.
ومدة الفترة الرئاسية لمنصب المدير العام في منظمة اليونسكو هي أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة، يمكن للمدير العام أن يُعاد انتخابه لفترة ثانية، ليُكمل 8 سنوات كحد أقصى في المنصب.
وأودري أزولاي (فرنسا): تولّت المنصب عام 2017، وأُعيد انتخابها في 2021، وتنتهي ولايتها الثانية في 2025.
والمدير العام التالي سيبدأ ولايته من نوفمبر 2025 وتستمر حتى 2029، قابلة للتجديد حتى 2033.
https://x.com/UNESCOarabic/status/1975258059564884291