قال حازم قاسم المتحدث باسم حركة حماس من غزة، "لا تنازل عن سلاح المقاومة، ولن نكون في إدارة غزة، وأوضح "أن الحركة لن تكون جزءاً من إدارة الحكم في قطاع غزة، موضحاً "أبدينا كل المرونة اللازمة في هذا الإطار لتحقيق التوافق الوطني".
وشدّد في تصريحات لقناة "الجزيرة" على أن وقف إطلاق النار يُناقش مع الوسطاء "ولكن ليس على أساس تسليم السلاح"، مؤكداً أن "سلاح المقاومة شرعي، وهو وسيلة دفاع عن الشعب الفلسطيني وضمانة لاستقلال القرار الوطني".
وأضاف أن حماس مع إجراء حوار وطني فلسطيني شامل بمشاركة جميع الفصائل لإدارة النضال الفلسطيني، ولا مانع لديها من "إيجاد صيغة وطنية جامعة لإدارة المقاومة والقضية الفلسطينية".
وأشار إلى أن "حماس تمثّل تطلّعات شعبنا بالاستقلال والحرية وآمال العودة، ولن تتخلّى عن ثوابت الشعب الفلسطيني".
العدو منهك ومصداقية واشنطن على المحك
القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، في تصريحات ل"الجزيرة مباشر" قال: "جيش الاحتلال بات منهكاً، وليس في وضع يسمح له بالعدوان على غزة مرة أخرى، وخلال المفاوضات تمكّنا من تعديل الخرائط وتوسيع الخط الأصفر ومساحة الانسحاب الإسرائيلي من القطاع".
وأكد أن "مصداقية واشنطن باتت على المحك بعد ضمانها تنفيذ حكومة نتنياهو لاتفاق وقف إطلاق النار" مشددا على أنه "لولا إدراك تل أبيب عدم قدرتها على حسم المعركة عسكرياً، لما قبلت اتفاق وقف إطلاق النار.".
وأشار "حمدان"، القيادي في حماس، إلى أن "الكرة في ملعب حكومة نتنياهو، التي عليها القبول بهذه الصفقة، والاحتلال سيواجه العالم بأسره إذا انقلب على الاتفاق، ونؤكد أنه لا تهجير، ولن يخرج الفلسطينيون من أرضهم".
وحذر الكيان وواشنطن من أن " الاحتلال سيواجه العالم بأسره إذا انقلب على اتفاق وقف إطلاق النار"، مزيلا هذا التحذير بأن مؤسسة غزة الإنسانية (التي أطلقها ترامب) كانت فخاً لقتل المئات من أبناء غزة".
وعن تفاصيل في الاتفاق أشار إلى انه في شرم الشيخ "اتفقنا على إنهاء الحرب، ثم دخول المساعدات بنحو 600 شاحنة يومياً، سيفرج الاحتلال عن 250 من أصحاب الأحكام المؤبدة والعالية." موضحا أن "..إجراءات دخول شاحنات المساعدات ستبدأ من الغد، والأيام القادمة ستمثّل اختباراً حقيقياً لمصداقية الاحتلال".
وبعد أن قدم شكره للوسطاء (قطر ومصر وتركيا) على دورهم في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أبان أن "الوسطاء سيُعلنون اليوم وقف الحرب بشكل كامل بعد التنسيق مع الاحتلال.".
الكل الوطني الفلسطيني
وفي كلمة رئيس مكتب العلاقات الوطنية في حركة حماس وعضو المكتب السياسي حسام بدران، بشأن الحوارات الوطنية في التعامل مع خطة ترامب لوقف الحرب والمراحل المقبلة قال "بدران": "لقد كان السابع من أكتوبر 2023 يومًا مفصليًا في الصراع مع الاحتلال، حيث جاء طوفان الأقصى ليؤكد للعالم أن الشعب الفلسطيني يستحق الحياة وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته على أرضه المحتلة، وما تحقق اليوم هو نتيجة صمود أهلنا في غزة وتضحيات الرجال والنساء والأطفال والشيوخ".
وأضاف، "الفضل يعود أيضًا لرجال المقاومة قادتها ومجاهديها، الشهداء والأحياء، الذين قدموا نموذجًا عالميًا للتمسك بالأرض والهوية والقضية، وقد تعاملت حركة حماس مع خطة ترامب من منطلق وطني فلسطيني شامل، يؤكد ضرورة وحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة كل التحديات، وليس شأن الحركة وحدها".
وتابع:".. منذ إعلان خطة ترامب، تواصلنا مع الفصائل والشخصيات الوطنية، وبيّنا المخاطر وضرورة العمل الوطني المشترك للوصول إلى موقف فلسطيني موحد، وأجرينا لقاءات واتصالات وتبادل رسائل مع الفصائل والقيادات والنخب المستقلة على مدار الأيام الماضية لتوحيد الرد الوطني.
وأشار إلى أن "الرد النهائي الذي قدمناه كان ثمرة هذه المشاورات الموسعة، واستمر العمل على نفس النهج خلال المفاوضات في شرم الشيخ، مع متابعة جميع الاتصالات واللقاءات مع الكل الوطني الفلسطيني، لضمان موقف موحد يعكس الشأن الوطني الفلسطيني ويحقق مصالح الشعب الفلسطيني بالكامل".
وأكد أن حماس "تحرص على حوار وطني شامل في القاهرة لبحث كافة التفاصيل المتعلقة بالاتفاق وخطة المستقبل، لضمان توافق الجميع على الخطوات والمراحل القادمة، لأن أي قرار فلسطيني يجب أن يعبر عن وحدة الموقف ويشمل كافة الفصائل والنخب والشعب الفلسطيني".
وأردف، "كلما عبر الموقف عن وحدة الفلسطينيين كان أقوى وأكثر قدرة على تحقيق الإنجازات والطموحات الوطنية، لأن الإجماع الفلسطيني يشكل أساسًا صلبًا لمواجهة الاحتلال وتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني على أرضه وفي دولته المستقبلية.".
وتم "ما تحقق اليوم وما يمكن أن يتحقق في المستقبل هو بفضل صمود شعبنا في غزة، وتضحيات المقاومين والمجاهدين، وجهود كل الفلسطينيين، ليبقى الأمل حاضرًا أمامنا لرسم مستقبلنا بأيدينا، وتحقيق دولة فلسطينية حرة وعادلة على كامل أرضنا المحتلة".
بنود الاتفاق
وبحسب ما نشر الإعلام العبري فإن خطوات تنفيذ مقترح الرئيس ترامب لـ"إنهاء شامل لحرب غزة".
1. يعلن الرئيس ترامب انتهاء الحرب في قطاع غزة، وأن الطرفين وافقا على تنفيذ الخطوات المطلوبة لتحقيق ذلك.
2. تنتهي الأعمال القتالية فور مصادقة حكومة إسرائيل.
تتوقف كل العمليات العسكرية، بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي.
وخلال الساعات الـ72 الأولى يستمر رصدٌ جويٌّ/متابعةٌ "إسرائيلية" فوق المناطق المتّفق عليها [لأغراض المراقبة].
3. يبدأ فورًا إدخالٌ كاملٌ للمساعدة الإنسانية والإغاثية وفق ما تنص عليه المقترحات، وبحدٍّ أدنى وفق التفاهمات المتعلقة بالمساعدات الإنسانية خلال 15–19 يناير 2025.
تُنفَّذ خطوات تسهيل وتوسيع المساعدات وفق هذا الإطار.
4. يشرع جيش الدفاع بإعادة انتشار بحسب خريطةٍ لمناطق متّفق عليها داخل غزة، وتُستكمَل هذه الخطوة خلال 24 ساعة من إعلان الرئيس ترامب وتوجيه حكومة "إسرائيل". تسحب "إسرائيل" قواتها من عمق المناطق المأهولة إلى المواقع/الخطوط المحدّدة، ما دامت «حماس» تلتزم بالاتفاق التزامًا كاملًا.
5. خلال 72 ساعة من استكمال الالتزامات الإسرائيلية، يُطلق سراح جميع الرهائن "الإسرائيليين"—الأحياء وجثامين المتوفين—الموجودين في غزة، وفق قوائم متبادلة وبإشرافٍ إنساني [الصليب الأحمر الدولي/جهة إنسانية معترف بها].
أ) عند بدء تنفيذ الاتفاق، تشرع «حماس» بإتاحة ترتيباتٍ إنسانية متصلة بالرهائن (متابعةٌ طبية، اتصالاتٌ عائلية، وتحديثُ المعلومات عن المفقودين)، بالتنسيق مع جهةٍ دولية مختصّة.
ب) خلال 72 ساعة، تتخذ ترتيبات لإطلاق سراح فئات محدّدة على دفعات وفق ما ورد في الوثيقة [نساء، كبار سن، مرضى/جرحى، قُصَّر]، وبآليةٍ متفق عليها.
ج) خلال 72 ساعة، تتّخذ إسرائيل خطواتٍ متوازية تتعلق بإطلاق سراح معتقلين/محتجزين فلسطينيين تَرِد أسماؤهم في القوائم المتبادلة، وفق المعايير المتفق عليها.
د) تُنشأ آليةُ مشاركة معلوماتٍ رسمية بين الطرفين عبر الوسطاء واللجنة الدولية للصليب الأحمر لتبادل القوائم، التحقق من الهوية والحالة الصحية، وترتيبات التسليم والنقل، بما في ذلك إجراءات خاصة بالحالات الطبية والرفات.
6. تُشكَّل «فِرقة متابعة» من الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا ودولٍ أخرى يُتَّفَق عليها، لمراقبة التنفيذ العملي والتنسيق مع الطرفين، والتعامل مع أي خروقات محتملة ولضمان استمرارية تطبيق الاتفاق.
https://twitter.com/DrHamami/status/1976393098902036687
وتناقل رواد مواقع التواصل تصريحات رئيس حركة حماس د.خليل الحية: "نعلن البدء بتنفيذ وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال ودخول المساعدات وفتح معبر رفح في الاتجاهات وتبادل الأسرى".
وأضاف "سيتم إطلاق سراح 250 من أصحاب المؤبدات و1700 من أسرى غزة الذين جرى اعتقالهم بعد 7 أكتوبر وإطلاق سراح الأطفال والنساء جميعا".
وأكد "الحية" الطبيب الفلسطيني من غزة والذي نجا بفضل الله من محاولة للاغتيال على أنه تلقى ضمانات "تسلمنا ضمانات من الوسطاء والإدارة الأمريكية وأكدوا جميعا أن الحرب انتهت بشكل تام".
أجواء قبل التوقيع
وفي 8 أكتوبر وما قبله بساعات ومن خلف الأبواب المغلقة في شرم الشيخ، أعلن د.خليل الحية، "لا تتحدث عن “هدنة”، بل عن “إنهاء حرب”، وعن انسحابٍ كاملٍ للاحتلال وتبادلٍ للأسرى بضمانات أميركية ودولية، في مشهدٍ يبدو للمرة الأولى أقل صخبًا وأكثر جدية".
ووصف في السياق المستشار طاهر النونو أجواء اللقاءات بأنها “إيجابية ومسؤولة”، مؤكدًا أن وفد الحركة قدّم ما يكفي من المرونة لتحقيق تقدم حقيقي. تبادل كشوفات الأسرى اليوم لم يكن مجرد إجراءٍ تقني، بل إشارة رمزية إلى أن لغة الدم بدأت تفسح مكانًا للغة الورق.
وأشار إلى أن الوسطاء الكبار جميعهم هنا: مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة. حتى ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، عرّاب “صفقة القرن”، حضرا هذه المرة ليتأكد ترامب أن الأمور تسير دون تعطيل.
وأشار إلى أنه حتى تلك اللحظة، لا يدور النقاش داخل الغرف حول التفاصيل الأثقل: من يدير غزة بعد الحرب؟ ومتى يخرج آخر جندي إسرائيلي من أرضها؟ أما الحديث عن نزع السلاح، فيبدو كغمامة رمادية لا تزال تحجب الرؤية.
وعلق ".. الروح في شرم الشيخ، كما يصفها المقربون، مزيج من الحذر والأمل.
الجميع يعرف أن الطريق ما زال طويلاً، لكن الجميع أيضًا يدرك أن الباب قد فُتح أخيرًا — ولو ببطء — نحو احتمال أن تتنفس #غزة هدنةً تشبه الحياة.".
https://twitter.com/wesamaf/status/1975864723385057603