بعد وصول عيار 21 إلى 5420 جنيها .. الإمارات تستورد كميات من الذهب المصري في ٣ شهور.. ما السبب؟

- ‎فيتقارير

انتقلت مضاربات الذهب من الأفراد والمدخرين الصغار إلى مجال ادخار الدول على حساب مصر، وتتصاعد قيمة الذهب لعدة أسباب ومنها القفزة الخرافية لصادرات مصر من الذهب التي ارتفعت بنسبة 882% خلال أول شهرين بس من 2025، ووصلت بالقيمة إلى  2.08 مليار دولار كرقم رسمي لصادرات الذهب من يناير حتى فبراير من العام، مقارنة بـ212 مليون دولار بس نفس الفترة من 2024.

وهو ما يعني أن مصر صدّرت ذهبا خلال شهرين فقط قدر ما صدرته في 9 شهور من العام الفائت، وأن الإمارات استوردت ذهبا من مصر بمعدل 1.85 مليار دولار  مقارنة بـ65 مليون دولار فقط في 2024.

الخبير المالي والأكاديمي في الجامعات الأمريكية د.مخلص الناظر وعبر @Dr_MokhlesNazer لفت إلى أنه مع تجاوز سعر الذهب حاجز 4000 دولار للأونصة، يكاد لا يخلو منشور على منصة X أو لينكد إن من الحديث عنه.".

وأوضح أن "معظم هذه المنشورات تنظر إلى الصورة السطحية فقط — إلى العائد الاسمي بالدولار أو اليورو، أو إلى أداء الذهب مقارنة بالأسهم خلال الـ 25 سنة الماضية، أو حتى إلى العوامل الجيوسياسية والشلل الحكومي الأمريكي كمبررات لارتفاع السعر.".

وأكد أن "الذهب ليس مجرد أصل استثماري؛ إنه أداة لحفظ القيمة الحقيقية للثروة في نظام مالي قائم على النقود الورقية التي تفقد قيمتها بمرور الزمن، وعلى ديون لا تستند إلا إلى الثقة.".

واعتبر أن جوهر الاستثمار في الذهب هو الحماية من التضخم وتآكل القوة الشرائية، لا البحث عن أرباح اسمية مؤقتة.

وأشار إلى أنه "منذ عام 2020، تضاعفت القوة الشرائية للذهب (مقاسة باليورو)، بينما تراجعت القوة الشرائية للنقد والسندات بنحو 20%.

لقد بدأ المستثمرون يدركون أن مزيج أسعار الفائدة المنخفضة هيكليًا والتضخم المرتفع ليس ظرفًا مؤقتًا، بل هو شرط ضروري لبقاء الاقتصاد القائم على الدَّين.".

وربط بين ذلك وبين اكتشاف الكثيرون "أنهم لا يملكون ما يكفي من الأصول النادرة لحماية ثرواتهم" وأن "ارتفاع الذهب بالدولار أو اليورو يبدو أمرًا إيجابيًا، لكنه يسلّط الضوء على مشكلة أعمق أن معظم الثروة العالمية ما تزال معرضة لخطر التآكل الحقيقي في قيمتها.".

وخلص إلى أن الذهب لا يرتفع لأنه يتغير، بل لأن كل ما حوله يفقد قيمته، وأن "السؤال الحقيقي اليوم ليس: كم سيصل سعر الذهب؟ بل: كم تبقى من القوة الشرائية في أموالك إن لم تكن تمتلك ذهبًا؟"!

محاذير على المستوى الأصغر

وعن القوة الشرائية والقيمة الشرائية للذهب أوضح الأكاديمي بجامعة عين شمس د.ماجد عبيدو أن الذهب لمن يستثمر،  ويريد الحفاظ على القيمة الشرائية، من أجل التقاعد، من أجل الأولاد.

وقال: "أنت مستثمر طويل الأجل، لذلك لا تهتم ولا تتابع سعره" محذرا من أن تضع "المبلغ مرة واحدة، لكن اشتري على فترات زمنية ثابته (كمثال: يوم ٥ في الشهر أو يوم الثلاثاء أسبوعيا).".

وأضاف، عبر @mAbidou، "لا تستقل المبلغ، بمعنى لو خصصت ٢٥$ شهريا، لا تقول إنه قليل." موضحا أن "الشراء بمبالغ ثابته ولا تحاول أن تقول إنه فرصة فتشتري أكثر، ولا تقول إنه غالي فتشتري أقل، الاستمرار أهم شيء.".

وأبان أن شراء الذهب هو للادخار الطويل الأجل "من أجل سنوات، فالتحركات السعرية اليومية لا تعنيك".

وتابع: "لمن لديه الوصول للسوق الأمريكي، يشتريه كصندوق $GLDM أو $GLD أما لو أنت في مصر، فحلك يكون في صندوق أزميوت للذهب (مع التوقف عن الشراء قبل الاسترداد بسنوات الغرامة).. أما من يشتريه من أجل تحقيق مكسب سريع، تأكد أن لديك خطه لتتبعها.".

التسعير العالمي

وأدلى المحامي عمرو عبد الهادي بصفته القانونية عبر @amrelhady4000 أن تعجب البعض من ارتفاع سعر الذهب في مصر في حين الدولار نزل أو ثابت. أن "الدولار نزل علشان يسحبوا اللي موجود في بيوت الغلابة، المواطن البسيط اللي محوش ألف دولار في بيته فهم إن نزول الدولار يومين أو تلاتة مجرد "كمين"، فاضطر السيسي يثبت سعره فترة طويلة علشان الناس تبيع".

وأضاف، "الدولار تسعيره بيتحدد من الحكومة في كل بلد، لكن الذهب تسعيره عالمي، محدش يقدر يلعب فيه، ومن هنا نفهم أن زيادة الكهرباء الجاية مش الأخيرة، لكنها الأخيرة اللي هتتعمل "يدويًا" بعد كده الزيادات هتبقى تلقائية كل ربع سنة، وحجتهم هتكون أن السعر العالمي بيزيد..".

واستدرك "رغم أن لتر البنزين عالمياً يعادل حوالي 75 جنيها بس، إلا أن اللي حوالين الرئيس بيدوروا على مخرج يلزقوا بيه أي زيادات في "التسعير العالمي"، مش في الحكومة وسياساتها أو في انهيار الاقتصاد داخليًا.".

وخلص إلى أن التمسك بما لديك من ذهب جيد للادخار، "خليك متمسك بفلوسك ودهبك ومتبعش، ولو عايز تبيع، حط في عقار؛ العقار يمرض لكن ما يموتش، لكن يا صاحبي اللي يتباع خلاص مش بيرجع.".
 

تحذير واجب

 

وسبق أن حذر نادي نجيب، سكرتير عام شعبة المعادن الثمينة والمصوغات بالغرفة التجارية، من مخاطر مرتبطة بشراء الذهب من المشاهير على السوشيال ميديا، محذرًا من أن العديد منهم يبيعون ذهبًا بدون دمغة، وهو أمر غير قانوني.

وأو ضح أنه يجب على الشخص شراء الذهب فقط من محلات موثوقة، والتأكد من وجود ختم الدمغة وتوثيق رسمي للشراء.

 

وأكد أن أي منتج ذهب لا يحمل دمغة أو يأتي من مصدر غير موثوق قد يكون عرضة للغش، مشددًا على أهمية الحصول على فاتورة رسمية عند الشراء، حيث يجب أن تحتوي على اسم المحل وختمه وتوقيع صاحب المحل.

 

ونصح المستهلكين بأن يكونوا حذرين عند شراء الذهب من السوشيال ميديا، حيث إن الكثير من العروض قد تكون مغرية ولكنها قد تحمل مخاطر كبيرة.

فوارق بين الادخار والاستثمار

حساب د. أحمد حنفى-Ahmed Hanfy  أو أحمد نجم الدين على فيسبوك  أشار إلى "..الفرق بين ادخار الذهب والاستثمار في الذهب والمضاربة على الذهب؟".

وأوضح أن الفروقات كبيرة جدا بين المصطلحات الثلاثة ولعل أبرزها: الهدف والأسلوب ودرجة المخاطرة وأخيرا الزمن.

ادخار الذهب:

الهدف: المحافظة على القيمة

الأسلوب: شراء المصاغ أو أو السبائك أو الليرات الإنكليزية والرشادية.

درجة المخاطرة: منخفضة جدا شرط ضمان عنصر الأمان لها

الفترة الزمنية: غير محددة

التحليلات المطلوبة: لا يوجد

الاستثمار في الذهب:

الهدف: نمو رأس المال والتحوط

الأسلوب: أسهم شركات الذهب، صناديق ETFs، ….

درجة المخاطرة: متوسطة يتم الحد منها عن طريق التنويع

الفترة الزمنية: متوسطة إلى طويلة.

التحليلات المطلوبة: 80% أساسي، 20% فني

المضاربة على الذهب:

الهدف: تحقيق أرباح سريعة من خلال الاستفادة من حركة الأسعار  وتقلباتها.

الأسلوب: العقود الآجلة، عقود الفروقات، عقود الخيار.

درجة المخاطرة: مرتفعة جدا.

الفترة الزمنية: قصيرة وأحيانا قصيرة جدا جدا.

التحليلات المطلوبة: 90% فني، 10% أساسي.