دخل سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة يومه الثاني على التوالي، مع تواصل عودة النازحين عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين الرابطان بين الجنوب إلى الشمال، وبدء جهود محلية لفتح الشوارع المدمرة، وإزالة الأنقاض منها.
ورصد مواقع صحفية السبت، استمرار تدفق النازحين العائدين من مناطق جنوب ووسط القطاع إلى شماله، سواء مشيا على الأقدام أو بالسيارات والشاحنات التي تحمل الأمتعة، وسط محاولات لإعادة الحياة إلى المدينة المدمرة.
أصدرت كل من حركة "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في فلسطين و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، بيانا مشتركا عقب الإعلان عن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى.
وذكرت القوى الثلاث إنها تتقدم "بتحية إجلال وإكبار إلى جماهير شعبنا العظيم، وخصوصا أبناء شعبنا في قطاع غزة، الذين واجهوا أفظع الجرائم الصهيونية بصمود وثبات أسطوري وإلى الشهداء والأسرى كافة، وإلى ذويهم وذوي المفقودين، ولكل طفل وفتاة وأم، وشاب وشيخ ونازح، صمدوا على أرضهم رغم المآسي والإبادة والتجويع والمجازر، ومعاناة النزوح، وعذابات العيش في ظل تدمير مقومات الحياة اليومية، مؤكدين أن صمودهم هو رمز حي لإرادة شعبنا وعزيمته التي لا تنكسر، ودليل على أن إرادته أقوى من كل آلة دمار صهيونية".
كما أشاد البيان "ببطولات المقاومة التي وقفت شامخة بين الركام، وصمدت في وجه آلة الاحتلال المدمرة، وكسرت معنويات العدو، وألحقت به خسائر فادحة بعملياتها النوعية، مؤكدة أن إرادة شعبنا وأبطال المقاومة أقوى من كل محاولات القهر والتدمير، وأن العدو لم يستطع على مدار عامين وأكثر أن يكسر صمود وإرادة هذه المقاومة رغم كل ما يمتلكه من أسلحة وآلة حربية ضخمة وفتاكة.
كما تتقدم القوى الثلاث بتحية فخر واعتزاز لجبهات الإسناد في اليمن ولبنان والجمهورية الإسلامية في إيران والعراق الذين وقفوا إلى جانب شعبنا ومقاومته وقدموا الشهداء على طريق القدس والأقصى.
كما تُعبّر القوى الثلاث عن تقديرها العميق للجهود الجبارة التي بذلها الوسطاء الأشقاء (مصر، قطر، تركيا) وكل من ساند هذا المسار، داعية الطرف الأمريكي والوسطاء كافة لمواصلة الضغط لضمان التزام الاحتلال بكافة بنود الاتفاق وعدم الانحراف عنها قيد أنملة.
وذكرت القوى أنه رغم محاولات الاحتلال الحثيثة لتفجير المسار التفاوضي فإن الوفد الفلسطيني المفاوض وضع نصب عينيه مطالب أبناء شعبنا بوقف حرب الإبادة، وقد توصل حتى الآن إلى اتفاق لتطبيق المرحلة الأولى من هذا المسار، والتي تُعدّ خطوة جوهرية نحو المطلب المُلح لشعبنا، وهو الوقف النهائي للحرب الإجرامية وإنهاء العدوان على غزة، وانسحاب الاحتلال ورفع الحصار.
وقالت الفصائل إن "توصلنا إليه فشل سياسي وأمني لمخططات الاحتلال، وكسر أهدافه في فرض التهجير والاقتلاع وهو تحقيق جزئي لإنهاء معاناة شعبنا وتحرير المئات من أسيراتنا وأسرانا الأبطال من سجون الاحتلال، في خطوة تُعبّر عن صلابة المقاومة ووحدة الموقف الوطني وإصرار شعبنا على نيل حريته وكرامته".
وأضاف، أن "هذه المرحلة تُمثل فرصة لتعزيز التكافل الاجتماعي داخل قطاع غزة، من خلال دعم الأسر المتضررة، وتأمين مقومات الحياة اليومية، وتفعيل أطر التعاون بين الفصائل والمجتمع والمؤسسات المحلية والدولية ذات الصلة، بما يخلق بيئة صامدة وموحدة قادرة على مواجهة كل التحديات والحفاظ على صمود شعبنا".
كما جددت القوى "نداء الوحدة والمسؤولية الوطنية، للشروع في مسار سياسي وطني موحد، مع جميع القوى والفصائل، ونعمل بالتعاون مع جهود مصرية كريمة على عقد اجتماع وطني شامل عاجل من أجل الخطوة التالية بعد وقف إطلاق النار لتوحيد الموقف الفلسطيني، وصياغة استراتيجية وطنية شاملة، وإعادة بناء مؤسساتنا الوطنية على أسس الشراكة والمصداقية والشفافية".
وأكد البيان على الرفض القاطع "لأي وصاية أجنبية، ونؤكد أن تحديد شكل إدارة قطاع غزة وأسس عمل مؤسساتها شأن فلسطيني داخلي يحدده مكونات شعبنا الوطنية بشكل مشترك، مع الاستعداد للاستفادة من مشاركة عربية ودولية في مجالات الإعمار والتعافي ودعم التنمية، بما يعزز حياة كريمة لشعبنا ويحفظ حقوقه في أرضه".
كما ختم البيان، أنه "وفي هذه اللحظة التاريخية الحاسمة، نجدد وفاءنا للشهداء والأسرى والجرحى والمقاومين، ونؤكد تمسكنا الثابت بحقوق شعبنا في أرضه ووطنه مقدساته وكرامته، وإصرارنا على مواصلة المقاومة بكل أشكالها حتى تحقيق حقوقنا كاملة وعلى رأسها إزالة الاحتلال وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس".