قوة مهمات دولية في غزة.. هل مهمتها ضمان تنفيذ اتفاق السلام أم مراقبة حركة حماس ؟

- ‎فيعربي ودولي

 

 

كشفت تقارير دولية عن إنشاء الدول الضامنة لاتفاق غزة قوة مهمات مشتركة، تتولى مراقبة تنفيذ المرحلة الأولى من مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، في خطوة تُعدّ من أبرز مخرجات اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب في القطاع. 

واذا كانت المهمة الظاهرة لهذه القوة ضمان تنفيذ الاتفاق ومتابعته فان البعض يتخوف من أن تقوم بدور مراقبة حركة حماس والتجسس على قياداتها وعناصرها لصالح دولة الاحتلال والأمريكان .

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن أن بلاده ستكون جزءًا من فريق يشرف على نجاح الاتفاق، ويعمل على إزالة أي عقبات أمام تطبيقه، موضحًا أن الخطة تمتد لتشمل ملفات تتجاوز حدود القطاع إلى مناطق أوسع في الشرق الأوسط. 

كما أعلنت كل من تركيا وفرنسا وكندا عن مشاركتها فى هذه القوة بالإضافة إلى نظام الانقلاب

يشار إلى أن هذه القوات سيكون لها مهام قصيرة وبعيدة المدى :

على المدى القريب، تساعد غرفة التنسيق المدنية العسكرية حركة "حماس" في تحديد مواقع رفات الأسرى الذين فقدت آثارهم في غزة، وستوفر المعدات اللازمة لحفر المباني المدمرة للوصول إلى الجثامين، في تنسيق ميداني مباشر مع الجانب الصهيوني. 

أما على المدى البعيد، فمن المقرر أن تسهم القوة الدولية في تهيئة الأرض لنشر قوات أمنية فلسطينية تم تدريبها في مصر والأردن وكندا، لتجنب أي احتكاك مع جيش الاحتلال مستقبلًا. 

 

المسودة النهائية

 

فى هذا السياق كشفت هيئة البث الصهيونية أن المسودة النهائية لوثيقة وقف إطلاق النار تنص بوضوح على نشر قوة مهمات دولية للمساعدة في تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة. 

وقالت الهيئة إن الوثيقة تتكون من خمسة بنود، جاء في الأخير منها أنه "بعد انسحاب قوات الاحتلال ستبدأ حماس التحقيق في وضع الأسرى وجمع المعلومات عنهم، وتقديم إفاداتها من خلال آلية لتبادل المعلومات بإشراف الوسطاء واللجنة الدولية للصليب الأحمر، مع تشكيل فريق عمل لمراقبة التنفيذ والتنسيق مع الأطراف الأخرى ". 

وبحسب المسودة، تضم قوة المهمات ممثلين من الولايات المتحدة وقطر ودولة العسكر وتركيا، إضافة إلى دول أخرى يتفق عليها الطرفان، لتتولى مراقبة تنفيذ وقف الحرب والتنسيق في الملفات ذات الصلة. 

وأكدت التقارير أن فكرة إنشاء قوة مهمات دولية نبعت بعد مناقشات بين الضامنين للاتفاق، لا سيما عقب تقارير تحدثت عن اختفاء عدد من جثث الاسرى الصهاينة في القطاع، ما دفع دولة الاحتلال إلى المطالبة بآلية ميدانية تساعد في تحديد مواقعهم وضمان الالتزام ببنود الاتفاق. 

 

مركز تنسيق عسكري

 

فى هذا السياق أنشأ الجيش الأمريكي مركز تنسيق مدني-عسكري تحت ذريعة دعم جهود تحقيق الاستقرار في غزة، يديره قائد القيادة المركزية الأمريكية الأدميرال براد كوبر، بمشاركة ممثلين عن المخابرات التركية والمصرية، إضافة إلى أعضاء من قطر ودولة الاحتلال وحماس. 

وبحسب المعلومات الواردة، فإن مقر غرفة التنسيق سيكون في دولة الاحتلال وليس داخل غزة، إلا أن الفريق الدولي قد يدخل إلى أراضي القطاع لتنفيذ مهام محددة عند الحاجة. 

وظائف قوة المهمات الدولية في غزة تشمل: 

مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار ومتابعة التزام الأطراف ببنوده. 

التنسيق مع المنظمات الدولية والقطاع الخاص داخل غزة. 

الإشراف على تدفق المساعدات الإنسانية واللوجستية. 

رصد أي انتهاكات ميدانية والتعامل معها وفق آلية متفق عليها. 

 

قوات أمريكية

 

فى هذا السياق بدأت قوات أمريكية الوصول إلى دولة الاحتلال لتأسيس مركز التنسيق الذى سيُشرف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في أولى خطوات تطبيق مرحلة من خطة هدفت إليها إدارة ترامب لإنهاء الإبادة، وفق تقارير إعلامية ومصادر أمريكية. 

ونقلت وكالات ووسائل إعلام دولية عن مصادر، أن قوام القوة الأمريكية يقترب من 200 جندي، جميعهم متخصّصون في النقل والتخطيط والخدمات اللوجستية والأمن والهندسة، وأن مهمتهم ستقتصر على التنسيق والدعم الفني واللوجستي من داخل الأراضي المحتلة فقط. 

وأكدت المصادر أن تلك القوات لن تدخل قطاع غزة، وإنما ستعمل إلى جانب ممثلين من دول شريكة ومنظمات غير حكومية والقطاع الخاص. 

وأشارت المصادر إلى أن عناصر هذه القوة وصلت تدريجيًا خلال عطلة نهاية الأسبوع بطائرات قادمة من الولايات المتحدة ومن قواعد إقليمية، فيما أشرف على ترتيبات الانتشار ميدانياً قائد القيادة المركزية الأمريكية الأدميرال براد (برادلي) كوبر، الذي تواجد في دولة الاحتلال منذ يوم الجمعة الماضى لمتابعة إقامة مركز القيادة والتنسيق. 

وقالت إن مهمة مركز التنسيق تُعدّ خطوة أولية نحو آلية أوسع لتطبيق عملية سلام مؤقتة، تتطلب تنسيقًا كبيرًا للمساعدات الإنسانية والعمليات اللوجستية والأمنية في غزة. وفي هذا الإطار، مشيرة إلى أن دولة العسكر وقطر وتركيا، وربما الإمارات، ستضمّ عناصر إلى هذه القوة المشتركة. 

وأكدت كارولين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الأفراد المكلفين بهذه المهام يتمتعون بخبرة واسعة في النقل والتخطيط والخدمات اللوجستية والهندسة، وسيعملون بالتنسيق مع القوات الدولية الأخرى لضمان استقرار الوضع . 

 

تركيا وفرنسا

 

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده سوف تشارك في قوة المهمات المشتركة التي ستراقب تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار ميدانيًا .

وشدد أردوغان على ضرورة تسليم المساعدات الشاملة إلى غزة وتبادل الأسرى والمعتقلين ووقف الهجمات الصهيونية على قطاع غزة بشكل كامل. 

فيما كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن مشاركة بلاده في قوة تثبيت الاستقرار، معتبرًا أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة لإرساء السلام في غزة .

وأكد ماكرون  أن فرنسا سوف تلعب دورًا فاعلًا في هذه القوة الدولية. 

 

العودة إلى الحرب

 

فى هذا السياق قال الباحث السياسي رأفت يازجي إن البعثة الدولية جاءت بناءً على طلب من طرفي الحرب، موضحًا أن دولة الاحتلال ترى أن الفريق الدولي يساعد في ملف الأسرى، بينما تدرك ’حماس‘ أن وجود هذه اللجنة يضمن عدم تجدد القتال . 

وأضاف يازجي فى تصريحات صحفية أن منع الاحتكاك ومراقبة المساعدات وتوزيع الأدوار الدولية كلها عوامل تعزز الاستقرار وتمنع العودة إلى الحرب، خصوصًا في ظل مشاركة الولايات المتحدة ضمن القوة، ما يمنحها ثقلًا سياسيًا وأمنيًا كبيرًا .