تتجه أسعار الذهب نحو مزيد من الارتفاع التدريجي خلال الربع الأخير من عام 2025، مدفوعة بتقلبات الأسواق العالمية وارتفاع سعر الأوقية عالميًا، إلى جانب ضعف الجنيه المصري، ووصل سعر الجرام عيار 21 إلى نحو 5850 جنيها مرتفعا خلال يومين فقط 100 جنيه للجرام ففي يوم الجمعة 17 أكتوبر سجل جرام الذهب عيار 21 نحو 5750 جنيها.
إيهاب واصف وهاني ميلاد أكدا أن موجة ارتفاع أسعار الذهب في مصر خلال أكتوبر 2025 تعود إلى عوامل عالمية غير مسبوقة، أبرزها القفزات القياسية في سعر الأوقية عالميًا، وزيادة الطلب الاستثماري، والتوترات الاقتصادية الدولية، مما انعكس مباشرة على السوق المحلي.
وفي تصريحات صحفية لـ"إيهاب واصف" رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات، قال إن أسواق العالم تشهد واحدة من أعنف موجات شراء الذهب في تاريخها الحديث، مع تسجيل الأونصة مستوى قياسي بلغ 4380 دولارًا، بزيادة 118 دولارًا خلال 24 ساعة فقط.
وأشار إلى أن مكاسب الذهب عالميًا تجاوزت 63% منذ بداية 2025، في أطول موجة صعود منذ 17 عامًا، موضحا أن هذا الصعود مدفوع بـ: القلق من التباطؤ الاقتصادي العالمي، وضعف البنوك الإقليمية الأمريكية، وتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، وأكد أن هذه العوامل تدفع المستثمرين والمؤسسات إلى شراء الذهب بكثافة، ما ينعكس على السوق المصري بارتفاعات متتالية.
وقال "هاني ميلاد" رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية في تصريحات صحفية إن الطلب المحلي على الذهب في مصر يشهد نشاطًا ملحوظًا، خاصة مع اقتراب موسم الأعياد، ما يدفع الأسعار للارتفاع، مشيرا إلى أن الذهب أصبح ملاذًا آمنًا للمواطنين في ظل تراجع قيمة الجنيه المصري، ما زاد من الإقبال على شراء السبائك والجنيهات الذهبية.
وشدد على أن الأسعار المحلية تتأثر مباشرة بتحركات السوق العالمي، وأن أي قفزة في الأوقية تنعكس فورًا على السوق المصري، ودعا المواطنين إلى الشراء بغرض الادخار وليس المضاربة، مؤكدًا أن الذهب يظل استثمارًا آمنًا على المدى الطويل.
وفي تصريحات صحفية قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة آي صاغة لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن استمرار الزخم الحالي في الأسواق قد يدفع الأوقية إلى ما بين 4500 و4800 دولار قبل نهاية العام، لا سيما في حال استمرار الضغوط على الدولار أو وقوع أزمات مالية عالمية جديدة.
وأضاف إمبابي أن هذا الارتفاع سينعكس محليًا، مرجحًا أن يصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلى ما بين 6000 و6500 جنيه خلال الشهور المقبلة، إذا استمرت موجة تراجع الجنيه وزاد الإقبال على الذهب كملاذ آمن. وأشار إلى أن عام 2026 قد يشهد استمرار الاتجاه الصعودي ولكن بوتيرة أبطأ ما لم تتغير سياسات البنوك المركزية عالميًا.
ويسجل الذهب في مصر مستويات تاريخية بسبب موجة شراء عالمية قوية، حيث الطلب المحلي يتزايد، خاصة على الجنيهات والسبائك. وتشير التوقعات إلى استمرار الارتفاع ما لم يحدث تراجع عالمي مفاجئ.
الوضع الحالي لأسعار الذهب في مصر (أكتوبر 2025)
عيار 24: يتراوح بين 6560 و6583 جنيهًا للجرام
عيار 21 (الأكثر تداولًا): يتراوح بين 5740 و5760 جنيهًا ووصل إلى 5850 جنيها
عيار 18: حوالي 4920 إلى 4937 جنيهًا
الجنيه الذهب: وصل إلى نحو 46000 جنيه
وارتفاع سعر الأوقية عالميًا بعد موجة صعود استمرت 9 أسابيع، وهي الأطول منذ 17 عامًا وبلغ نحو 4253 دولارًا، مع توقعات من بنك HSBC بوصولها إلى 5000 دولار في 2026.
وتوقع بنك ستاندرد تشارترد متوسط سعر الأوقية عند 4488 دولارًا في 2026، مدفوعًا بعوامل هيكلية داعمة للسوق وتترقب الأسواق خفضًا محتملًا للفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر، مما يعزز الطلب على الذهب.
وفي ظل ضعف الجنيه المصري يزداد الطلب على الذهب كملاذ آمن كما أن التوترات الاقتصادية العالمية مثل النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتوقعات تثبيت الفائدة الأمريكية، تدفع المستثمرين نحو الذهب.
الارتفاعات غير المسبوقة على سعر جرام الذهب عيار 21 بوصوله إلى نحو 5850 جنيهًا، ضمن أعلى مستوى في تاريخه بزيادة تقارب 2000 جنيه منذ بداية العام.
ورجح تجار ومحللون أن يتجاوز السعر حاجز 6 آلاف جنيه قبل نهاية العام الجاري، مدفوعًا بالارتفاعات العالمية وتراجع الجنيه أمام الدولار.
في السياق نفسه، توقع عيد يوسف، رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية بالمنوفية، أن تتجاوز الأسعار حاجز 6 آلاف جنيه لعيار 21 قبل نهاية العام، مرجعًا التراجع المؤقت الأخير إلى تحسن شهية المخاطرة في الأسواق بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية مع الصين.