"اعتداء في الحرم يتحول إلى حملة كراهية.. ذباب سعودي يشهّر بالمصريين رغم وعد رسمي بالمحاسبة"
اتهمت حسابات سعودية، تُعرف بـ"الذباب الإلكتروني"، مواطنًا مصريًا يدعى محمد شحته بنشر فيديو مسيء لعساكر الحرم، وفق نتائج البحث على منصات مثل يوتيوب وتيك توك.
لكن لا يوجد أي دليل واضح على أن المواطن المصري نشر محتوى مسيئًا يتعلق بالحرم المكي أو برجال الأمن فيه، بل تشير المعطيات إلى أنه دافع عن نفسه بعدما انتقد أسلوب أحد رجال الأمن في التعامل مع معتمرة، لم يتضح بعد ما إذا كانت من أقاربه أو معتمرة آسيوية.
وتقول رواية متداولة إن رجل أمن في الحرم المكي اعتدى على سيدة آسيوية وجذبها بعنف، فتدخل شاب مصري قائلاً للعسكري: "ياريت تعامل النساء بطريقة أحسن، مش من حقك تلمسها".
وعلى إثر ذلك، اعتدى رجل الأمن عليه بعنف رغم أن الشاب المصري ـ وفق الشهود ـ لم يرفع يده أو يتلفظ بأي كلام خارج.
غير أن الحادثة لم تؤكدها أي جهة رسمية أو وسيلة إعلام سعودية حتى الآن.
في المقابل، ذكرت رواية أخرى أن الأجهزة الأمنية السعودية اعتقلت المعتمر المصري بسبب "انتهاكه تعليمات رجل الأمن"، تزامنًا مع حملة واسعة على مواقع التواصل تطالب بـ"طرد المصريين من السعودية".
بينما قالت رواية ثالثة إن قوات أمن الحج والعمرة أوقفت رجل شرطة ظهر في فيديو متداول وهو يتعامل بشكل غير لائق مع معتمر مصري وزوجته داخل الحرم المكي، وتمت إحالته للتحقيق الفوري بتوجيهات مباشرة من ولي العهد محمد بن سلمان.
الفيديو المتداول أظهر رجل أمن سعودي يتعامل بعنف مع معتمر مصري وزوجته داخل الحرم، ما أثار موجة غضب واسعة على منصات التواصل في كل من مصر والسعودية.
ووفق تقارير لاحقة، قالت الرواية إن وزارة الخارجية المصرية تابعت الحادثة عبر سفارتها في الرياض وقنصليتها في جدة، مؤكدة أنها تواصلت مع السلطات السعودية لاستجلاء ملابسات الواقعة.
من جانبها، شددت السلطات السعودية على أن الهدف من التحقيق هو الحفاظ على قدسية المكان وكرامة الزائرين، مؤكدة أن أي تصرف فردي لا يعكس قيم وسلوك رجال الأمن.
لكنّ موجة التحريض على المصريين تصاعدت على منصات التواصل، وتصدّر وسم #أمن_الحرم_خط_أحمر، الذي استخدمه عدد من الحسابات لتبرير الاعتداء على المعتمر المصري، فيما اعتبرت التغريدات أن المصريين "يتجاوزون حدودهم في الحرم".
كتب الحساب @farag_nassar_:
"فيه اتنين مليون سعودي عايشين في مصر هربانين من ارتفاع الأسعار، مفيش مصري ضرب سعودي في الحسين، لكن المصري يتضرب في مكة علشان بيدافع عن ست اتسحلت؟ وتهددونا بالمصريين اللي شغالين عندكم؟!"
وفي إطار الحملة، كتب حساب @FAHD44747:
"السوري، الخليجي، السوداني، الباكستاني، البنغالي، الفلبيني.. الكل يعتمر بدون مشاكل، إلا المصريين، تحسهم جايين يخربوا ويصوّروا".
بينما كتب @asafamm1444:
"المصريين وضعهم زاد عن حده.. الله يكفينا شرهم، مشاكلهم ما تخلص سواء في الحرم أو من إدخال الأطعمة وتعليق الملابس على المصاحف..".
كما قالت @AClee0:
"المصري بكل اختصار: عند الحرم يبغى يسوي أي شيء إلا أنه يعبد الله فيه".
وكتبت @R_zh_ksa:
"انشروا المقاطع التي تظهر همجية المصريين داخل الحرمين ليرى العالم حضارتهم الحقيقية.. #امن_الحرم_خط_احمر".
في المقابل، جاءت ردود مضادة من صحفيين وناشطين عرب، أبرزهم الصحفي الأردني أحمد دعدوش، الذي كتب:
"انتشر مقطع لشرطي سعودي يسحب امرأة بعنف في الحرم، ثم يعتدي على رجل مصري. النتيجة الطبيعية في أي بلد آخر هي محاسبة فرد الأمن، أما هنا فتمت معاقبة المعتمر وشن حملة وطنجية ضد المصريين بدعوى الدفاع عن الوطن. فهل أصبح الحرم ملكًا حصريًا للسعودية؟".
أما الصحفي الفلسطيني نظام المهداوي فكتب:
"المصري يقضي عمره يجمع القرش فوق القرش ليحج أو يعتمر، وحين يحقق حلمه، يشتمه الذباب الأخضر بعنصرية وحقارة. المصري كان يحمل كسوة الكعبة على ظهره حين كنتم فقراء لا تملكون ثمنها. وما أنتم فيه اليوم من نعمة فهو قدر الله بآبار نفط، لا اجتهاد ولا فضل".
وأضاف:
"لا تدّعوا وراثة الصحابة ولا الأصالة؛ عند البيت الحرام سكن الأفارقة والآسيويون وامتزج النسب، فلا ترفعوا رؤوسكم على أمة سبقتكم علمًا وشرفًا".
كما كتب @Ahmed_alex80s:
"لا يصح من رجل الأمن أن يدفع سيدة بهذا الشكل ويتطاول على رجل داخل الحرم! لقد ذهبت الروحانية من المكان منذ سنوات، ولو كان في مصر رجل يحكمها بحق لما سكت على هذه الإهانة".
وقال الناشط سيف الإسلام عيد @eid_alislam:
"كرامة المواطن المصري مهدورة في كل مكان، حتى في بلده.. ما حدث في السعودية لم يستفز الخارجية للتدخل، بينما دفعت ملايين للدفاع عن شخص سكران في لندن. النظام يقول لنا: أنتم شعب، ونحن شعب آخر".
واعتبرت المغردة شيرين محمد @sherine412 أن ما جرى "علامة على نزع هيبة الكعبة من قلوب الناس"، مضيفة:
"اللي حصل من الشرطي تجاه الرجل المصري وزوجته يثبت أن مفيش احترام لبيت الله، وكمان قبضوا عليهم ومش مكفيهم إهانتهم قدام الجميع".