بعد انضمامها لـ“اتفاقيات إبراهيم”…كازاخستان تختار طريق الحكام الخونة وعملاء الصهاينة والأمريكان على حساب القضية الفلسطينية

- ‎فيعربي ودولي

 

 

يأتى الإعلان عن انضمام كازاخستان  إلى اتفاقيات إبراهيم، التي تهدف إلى تُطبيع العلاقات بين الكيان الصهيونى والدول العربية والإسلامية بضغوط من الرئيس الأمريكي الإرهابى دونالد ترامب لتنضم إلى قائمة الحكام الخونة للقضية الفلسطينية والعمالة للحلف الصهيوأمريكي على حساب العرب والمسلمين وفى مقدمة هذه الدول نظام الانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي والآرردن وعيال زايد فى الإمارات والمغرب والبحرين بجانب ما يتردد عن توقيع السودان على هذه الاتفاقيات أيضا.

هذه الخطوة جاءت فى سياق المساعي الأمريكية لتلميع صورة الاحتلال الصهيونى، التي تضرّرت بشدة بسبب الحرب على غزة، حيث أعلن الرئيس ترامب، أن كازاخستان ستنضم إلى اتفاقيات إبراهيم، عقب اتصال هاتفي أجراه وضمّ رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ورئيس كازاخستان، قاسم جومارت توكاييف. 

ورغم أن كازاخستان لديها بالفعل علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيونى، منذ عام 1992، بعد انفصالها عن الاتحاد السوفييتي لكنها ستكون أول دولة مسلمة غير عربية تنضم إلى الاتفاقية.

 

انضمام رسمى

 

فى هذا السياق قال ترامب خلال حفل عشاء حضره رؤساء كازاخستان، قاسم جومارت توكاييف، وقرغيزيا، صدر جباروف، وطاجيكستان، إمام علي رحمان، وتركمانستان، سردار بردي محمدوف، وأوزبكستان، شوكت ميرضيائيف: يسرني جداً أن أعلن أن كازاخستان وافقت رسمياً على الانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم. 

وكتب ترامب على موقع تروث سوشيال: سنعلن قريباً عن حفل توقيع لإضفاء الطابع الرسمي، وهناك العديد من الدول الأخرى التي تسعى للانضمام إلى نادي القوة هذا . 

وقالت حكومة كازاخستان في بيان إن الأمر في المرحلة النهائية من المفاوضات. 

وزعمت أن انضمامها إلى اتفاقيات إبراهيم يمثّل استمراراً طبيعياً ومنطقياً لنهج السياسة الخارجية الكازاخستانية القائم على الحوار والاحترام المتبادل والاستقرار الإقليمي . 

والتقى ترامب بتوكاييف إلى جانب أربعة زعماء آخرين من آسيا الوسطى في البيت الأبيض، وذلك في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة إلى كسب نفوذ في منطقة لطالما هيمنت عليها روسيا وتتقرّب إليها الصين بشكل متزايد. 

وكان المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، قد قال في وقت سابق في منتدى للأعمال في فلوريدا إنه سيعود إلى واشنطن لحضور الإعلان، دون أن يسمّي البلد التي ستنضم إلى الاتفاقيات فيما ذكر موقع أكسيوس أن الدولة ستكون كازاخستان. 

 

كازاخستان والكيان الصهيونى

 

 

كازاخستان أقامت علاقات دبلوماسية واقتصادية مع الكيان الصهيونى، وتُعتبر كازاخستان مصدراً مهماً للواردات النفطية وسوقاً مربحة للأسلحة الصهيونية، ومن أبرز أشكال التعاون بين البلدين: 

أولاً: النفط 

تشير التقارير المالية لاثنتين من أكبر مصافي النفط الصهيونية إلى البحر الأسود وبحر قزوين، حيث يتم شحن البترول من كازاخستان وغيرها من دول آسيا الوسطى المنتجة للنفط إلى أسواق البحر المتوسط. 

    وقدّر جابرييل ميتشيل، زميل السياسة في مؤسسة Mitvim البحثية، أنّ نحو 10% إلى 20% من الواردات النفطية للكيان الصهيونى تأتي من كازاخستان، كما تصل النسبة في بعض الأحيان إلى 25%. 

ثانياً: الأسلحة 

    يُعتبر حجم مبيعات الأسلحة الصهيونية لكازاخستان صغيراً نسبياً، لكنها تظل شديدة الأهمية حيث تمتلك كازاخستان الكثير من الأموال لإنفاقها بفضل ثروة الطاقة، رغم أنّها تشتري أسلحةً أقل من أذربيجان المجاورة. 

    وكان الكيان الصهيونى قد وقع مع كازاخستان على اتفاقٍ دفاعي عام 2014 دون الكشف عن تفاصيله، لكن يبدو أن الصفقة تتعلّق في الأساس بمبيعات الأسلحة، لكن لا تمثل كازاخستان نفس الأهمية الاستراتيجية لدولة الاحتلال بقدر الدول الأخرى التي تقع على حدود إيران، مثل أذربيجان وتركمانستان. 

لكن تبيع شركات الأسلحة الصهيونية الكبرى منتجاتٍ للقوات المسلحة والشرطة الكازاخية، وهذا يشمل الطائرات المسيّرة والصواريخ الموجهة وأنظمة الرادار ومعدات الاتصال.  

    وفي مايو 2022، بدأ مصنع ومركز صيانة تُديرهما شركة Kazakhstan Aviation Industry في إنتاج مركبات مسيّرة برخصةٍ من شركة Elbit Systems الصهيونية . 

ثالثاً: الأمن السيبراني 

    برزت كازاخستان أيضاً كسوقٍ لأدوات الأمن السيبراني؛ ففي شهر أبريل 2022، كشف تحليلٌ لمنظمة العفو الدولية أنّ هواتف أربعة نشطاء معارضين لحكومة كازاخستان قد تمت إصابتها ببرامج تجسس شركة NSO Group الصهيوينة ، إلى جانب شركتين أخريين من دولة الاحتلال، Verint Systems وNice، قامتا ببيع أنظمة مراقبة لوكالات أمنية في آسيا الوسطى -منها وكالات كازاخية. 

    علاوةً على معدات المراقبة، تُشير تقارير إلى قيام شركة Beit Alfa Technologies ببيع 17 مدرعة مكافحة شغب لكازاخستان قبل عقدٍ من الزمن. 

رابعاً: التجارة 

    كشفت لجنة الإحصاء التابعة لوزارة الاقتصاد الوطني الكازاخستانية أن حجم التجارة الكازاخستانية الصهيونية في عام 2024 بلغ 236 مليون دولار، مقارنة بـ462 مليون دولار في عام 2023، و 882 مليون دولار في عام 2022. 

    وقدر دانيال تارتاكوفسكي، المدير التنفيذي لجمعية الأعمال الكازاخستانية الصهيونية، أن هناك حوالي 140 شركة تضم صهاينة مسجلين في كازاخستان، وتعمل بشكل رئيسي في الزراعة والأدوية والطاقة والبناء. 

    وفي عام 2004، أنشأت دولة الاحتلال غرفة التجارة الصهيونية الكازاخستانية بهدف تطوير وتوسيع العلاقات التجارية والاقتصادية. 

 

عزلة الصهاينة

 

ويسعى الرئيس الأمريكي الإرهابى ترامب من وراء  انضمام كازاخستان إلى اتفاقيات إبراهيم إلى : 

أولاً: كسر عزلة دولة الاحتلال لا سيما بعد الانتقادات والاحتجاجات واسعة النطاق بشأن انتهاكاتها في الحرب على غزة. 

وقال ترامب لموقع أكسيوس الشهر الماضي إنه، مع العزلة الشديدة التي تعاني منها دولة الاحتلال بسبب الحرب على غزة، فإن إحدى أولوياته ستكون استعادة الدعم الدولي للصهاينة بمجرد انتهاء الحرب. 

وقال مسؤولون أمريكيون إن إعلان انضمام كازاخستان يهدف إلى أن يكون بمثابة خطوة أولى في استعادة مكانة دولة الاحتلال في العالم العربي والإسلامي، وأعربوا عن اعتقادهم أن إضافة المزيد من الدول ذات الأغلبية المسلمة إلى اتفاقيات إبراهيم يمكن أن يعزّز الشرعية الدولية للاحتلال. 

ثانياً: توسيع اتفاقيات إبراهيم 

اذا كانت كازاخستان ودولة الاحتلال تربطهما علاقات دبلوماسية كاملة منذ أكثر من 30 عاماً، فإن هذه الخطوة تهدف إلى تنشيط اتفاقيات إبراهيم، التي توقّف توسيعها خلال حرب غزة، كإطار تقوده الولايات المتحدة للتعاون بين الكيان الصهيونى والعالم العربي والإسلامي خارج نطاق الشرق الأوسط . 

وتعتقد إدارة ترامب أن إضافة الدولة ذات الأغلبية المسلمة إلى اتفاقيات إبراهيم من شأنه أن يُنعش الزخم للمبادرة التي تلقّت ضربة كبيرة نتيجة للحرب على غزة . 

وقال ترامب مراراً إنه يريد توسيع الاتفاقيات التي توسط فيها خلال ولايته الأولى في البيت الأبيض. 

ويُنظر إلى دول أخرى في آسيا الوسطى، مثل أذربيجان وأوزبكستان، وكلاهما تربطهما علاقات وثيقة مع الكيان الصهيونى، على أنها قد تنضم إلى اتفاقيات إبراهيم . 

ثالثاً: كسب ود واشنطن

فى المقابل تعتبر كازاخستان، التي وقّعت أيضاً اتفاقية مع الولايات المتحدة بشأن المعادن الأساسية، التطبيع مع الكيان الصهيونى  فرصة لكسب ود واشنطن . 

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الخطوة تُظهر كيف تجد الدول طرقاً مبتكرة لمنح ترامب انتصارات سياسية بتكلفة زهيدة. 

وتسعى كازاخستان، التي تقع بين روسيا والصين، إلى الحصول على أكبر عدد ممكن من الشركاء، وترغب أستانا في بناء علاقة أكثر فاعلية مع الولايات المتحدة وأوروبا. 

كما يأمل الرئيس توكاييف أن تستثمر الشركات الأمريكية في كازاخستان، لا سيما في مواردها المعدنية الهائلة وصناعاتها التكنولوجية المتقدمة. 

رابعاً: مواجهة النفوذ الروسي الإيراني 

بحسب تقرير المجلس الأطلسي، فإن الحصول على تأييد جهات فاعلة رئيسية في منطقة آسيا الوسطى مثل كازاخستان، بما تتمتع به من رواسب غنية بالغاز واليورانيوم وموقع على مشارف بحر قزوين، يمنح الولايات المتحدة ودولة الاحتلال تفوّقاً استراتيجياً على روسيا وإيران في مناطق كانت تُعتبر تقليدياً مجال نفوذهما الحصري.