يبدو أن طريقة فرض نزع ملكية 89 عقار وبيت بحي طوسون بالاسكندرية بقانون حق الانتفاع، التي انتهجها السيسي في مدينة تتمدد رأسيا بعمارات سكنية، لن تجد مع أهالي الوراق المتجذرين أفقيا في المدينة.
حيث حاصرت منذ صباح الخميس 13 نوفمبر قوات الأمن المركزي الوراق –الجيزة، بعدد ضخم من العساكر والجنود المخوذين والمسلحين بالعصي والهراوات، وبدأت سياسة التطفيش من جديد بإشعال النار في بيوت الأهالي (بحسب الصور والفيديوهات المتداولة والتي وجدنا العديد من الروابط لها خلال اليوم) إضافة إلى التضييق على (المعدية) التي تربط الوراق بشرق نهر النيل حيث روض الفرج وشبرا والمظلات فضلا عن اعتقال بعض الشباب الذين خرجوا لاستطلاع الأمر أو من يريدون تصوير المحاضرة الجديدة.
وفي طوسون، صدر قرار نزع ملكية 89 عقارًا وبيتًا لصالح مشروع تطوير، مع تعويض الأهالي عبر صيغة "حق الانتفاع" بدلًا من التملك الكامل وهذه الصيغة تعني أن السكان يحصلون على حق استخدام الوحدات الجديدة لفترة زمنية أو بشروط معينة، لكنهم لا يمتلكونها ملكية تامة ورغم اعتراضات بعض الأهالي، فإن حجم المجتمع هناك أصغر، والضغط الشعبي أقل مقارنة بالوراق.
أما في حالة جزيرة الوراق فالجزيرة يسكنها عشرات الآلاف من الأهالي منذ عقود، ولها طابع اجتماعي متماسك، ويعتبر الأهالي الجزيرة موطنًا أصليًا لا مجرد مساكن قابلة للاستبدال، وبالتالي يرفضون أي صيغة "حق انتفاع" أو تعويضات مالية.
وهناك تاريخ طويل من المواجهات مع السلطات، ووعي شعبي بأن المشروع يستهدف تحويل الجزيرة إلى منطقة استثمارية فاخرة، ما يعزز شعورهم بالتهجير القسري. ولذلك، أي محاولة لتطبيق نموذج طوسون (نزع ملكية + حق انتفاع) ستُقابل برفض واسع وربما تصعيد أكبر.
حساب Ahmed El Masry تساءل موجها حديثه لرئيس الانقلاب "هتعمل فينا ايه تاني يا خاين…..تيران و صنافير و رأس الحكمه و علم الروم و الوراق عايز تعمل فينا ايه تاني .. ".
وللشعب قال: "و انت يا شعب هتفضل ساكت علي كده هتفضل ساكت علي حياة العبوديه دي هتفضل ساكن علي كرامتك الي بتداس كل يوم من العرص ده و كلابه مستنيين ايه تاني يا شعب مصر…..فوقوا بقي.. لكل الناس .. لكل أهالينا! .. تعالوا ضموا علينا ايد واحدة ضد المجرم الظالم اللي بيسرق أراضي الناس ويهجرهم زي ما عمل في رفح ورأس الحكمة وعلم الروم وطوسون وبيعمل دلوقتي مع الوراق! .. محدش بعيد عن الظلم والجبروت ده لو فضلنا ساكتين! .. بعد ما تدخل السيرفر لازم لازم تقرأ : من نحن ، القوانين ، تعليمات الأمان. ".
وأضاف طاهر العرباوي والذي يسكن في جزيره الوراق، "أمس اتكلمنا عن علم الروم واليوم جزيرة الوراق لي لحظه تحس ان احنا في دولة الاحتلال ، وامبارح كان المستثمر قطري اليوم المستثمر اماراتي الي دعم الانقلاب.. من ساعات كان في بث مباشر من داخل جزيره الوراق عن دخول قوات الشرطه وضرب أهالي الجزيره واعتدت عليهم ودا متوثق صوت وصوره في بث مباشر على الفيس ، والظابط عور طفل بالمطوه ومازال الاعتداء شغال.. عشان كدا لازم ثوره ولازم تحرير بالكامل النظام عندنا اوسخ من الاحتلال نفسه.. لكل اهالينا في الوراق وفي علم الروم وفي كل مصر احنا شباب مصر متجمعين على سيرفر GenZ002 على الدسكورد انضم لينا وخليك جزء من التغيير الرابط هيكون في التعليقات..".
وتابع الناشط Anas Habib ".. اتكلموا عن اللي بيحصل في الوراق! متسيبوش الناس فريسة للمجرم الحرامي اللي عايز يسرق أرضهم ويبيعها للإماراتي! .. مع أهالي #جزيرة_الوراق.. النهاردة #جزيرة_الوراق بكرة الدور على مين ؟؟؟
https://www.facebook.com/reel/1360935299057019/
https://www.facebook.com/reel/1176456007147383/
وفي فبراير الماضي اعتقلت سلطات الانقلاب الناشط في الوراق "مكرم محروس" الذي اتهم الشرطة بتعذيب مواطن من أهالي جزيرة الوراق قبل إطلاق سراحه لاحقا، ومن تعذيبهم لهم "شالوله علامة الصلاة"، ثم توعد الشرطة والسلطات برد فعل على فعلهم.
والخميس استخدمت قوات أمن السيسي في هجومها العنيف على جزيرة الوراق؛ الضرب، والخرطوش، والمطاوي (قنابل صوتية وغاز). والرصاص الحي أسفر عن إصابات للعشرات بينهم أطفال وكبار السن. واعتقلت عدد غير محدد من الأهالي.
وقال الأهالي إنها محاولة إجبار السكان على الإخلاء تمهيداً لتسليم الأراضي. شهادات سكاني توثق الاقتحامات، ووصفت الحادثة بـ"عار على النظام" الذي يعامل المواطنين كـ"عقبة".
وهذا التصعيد يأتي بعد هجمات مشابهة في أبريل (اعتقال عشرات، إصابات) ومارس (اعتقال 11 شاباً و4 متضامنين) 2025، مع إفراج جزئي سابق (مثل 9 أشخاص في نوفمبر 2024).
والاعتقالات غالباً ما تكون بدون اتهامات واضحة، وتُستخدم كأداة ضغط. في 2023-2024، سُجلت عشرات الحالات، مع احتجاجات ليلية ومسيرات.
والإفراجات الجزئية (مثل 7 في نوفمبر 2024) تأتي بعد بلاغات للنائب العام، لكن التوتر مستمر. منظمات حقوقية تطالب بتحقيقات مستقلة وإنهاء "العقاب الجماعي".
وقال أحد سكان الجيزة إنه يترقب النزول لمساندة الوراق وعبر Moham Med على فيسبوك قال: ".. امبارح علم الروم، وقبله رأس الحكمة، وقبلها رفح، ودلوقتي الوراق ولسه كمان في طوسون في الأسكندرية ويا عالم الدور على مين تاني لو فضلنا ساكتين وكأننا عايشين في بلدنا إيجار مؤقت .. لحظة ما يقرر السيسي طرد المستأجر هيطرده ويديها للي يدفع أكتر! .. دي مبقتش عيشة ولا بقت بلد يا ظلمة! ارحل يا سيسي يا محتل مش عايزينك! ".
وأضاف، "أنا ساكن من منطقة قريبة من جزيرة الوراق ومش هسكت وهنفضل نتكلم ومش هنخاف منك يا سيسي يا اللي دمرت حياة المصريين كلهم وخليتنا ناكل في بعض!".
https://www.facebook.com/reel/816932944530206/
وأشار آخر إلى أنه "ماهو الكفيل الإماراتي حطّ عينه عليها من زمان ومش هيصبر أكتر من كده.. والضحية هم أبناء مصر.. أرضك إتباعت ياغلبان!
#هانت..".
https://www.facebook.com/reel/1355697615524908/
وكان سبب اشتباكات الخميس 13 نوفمبر: دخول معدات هدم (لودر) برفقة تعزيزات أمنية لتنفيذ قرارات إزالة لمنازل ومبانٍ مملوكة للأهالي، ما دفع السكان للتصدي لها.
واتجه الأهالي إلى الاعتراض الذي تطور إلى التراشق بالحجارة بين الأهالي وقوات الأمن ثم إطلاق الأخيرة قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة داخل الجزيرة مع سماع أعيرة نارية لتفريق الأهالي وفق مقاطع فيديو متداولة.
وجزيرة الوراق، الواقعة في نهر النيل شمال القاهرة، تشهد منذ سنوات نزاعًا مستمرًا بين الأهالي والسلطات بسبب خطط تطوير الجزيرة وتحويلها إلى منطقة استثمارية.
ويرفض الأهالي ما يعتبرونه تهجيرًا قسريًا، ويطالبون بضمان حقهم في العودة بعد التطوير، بينما تؤكد السلطات أن الهدف هو تحسين البنية التحتية والاستفادة من الموقع الاستراتيجي.
وأدانت منظمات حقوقية الاعتداءات الأخيرة ووصفتها بأنها انتهاك خطير للحق في السكن وترويع للسكان.