بسبب غياب الرقابة وفساد المحليات..محطات مترو الأنفاق تحت سيطرة الباعة الجائلين فى زمن الانقلاب

- ‎فيتقارير

 

 

محطات مترو الأنفاق تحولت إلى أسواق عشوائية للباعة الجائلين فى ظل غياب تام من الأحياء وفساد المحليات ..هؤلاء الباعة يفترشون محيط المحطات ويبيعون سلعا مغشوشة أو مجهولة المصدر أو مقلدة أسعارها رخيصة مما يدفع بعض المواطنين إلى شرائها.

وتعانى بعض محطات المترو الشهيرة مثل الإسعاف والنزهة والسيدة زينب والبحوث من فوضى الباعة الجائلين بالإضافة لانتشار التوك توك ببعض المناطق مثل النزهة وجسر السويس ومحطة السودان بالجيزة ما يتسبب فى زحام وفوضى مرورية .

 

فوضى مرورية

 

حول هذه الظاهرة أكد محمد عبدالرحمن من سكان النزهة بمنطقة جسر السويس، أن الزحام لا يقتصر على المارة فقط، بل يمتد إلى الطريق العام حيث تتكدس عربات النقل الصغيرة وعربات الكشرى والفول، ما يتسبب فى فوضى مرورية وتلوث بصرى مشيرا إلى أنه مع غياب الرقابة الفعلية، يزداد الوضع سوءًا يومًا بعد يوم .

وأشار عبدالرحمن إلى أن هناك فوضى أمام محطة مترو النزهة تبدأ من تواجد سائقى التوك توك أمام سلم النزول ويقومون بسؤال المواطنين للركوب بطرق غير لائقة ومعظمهم صغار السن وأحياناً يقومون بمعاكسة الفتيات أثناء نزولهن من سلم المترو وهى مشكلة كبيرة للمواطنين خاصة أنها من المناطق ذات كثافة سكانية عالية.

 

منتجات مجهولة

 

وقال على محمود صاحب محل هايبر ماركت بمنطقة البحوث، ان الباعة الجائلين يجلسون أمام محطة المترو ويفترشون الطرق ويبيعون منتجات مجهولة للمواطنين بأسعار رخيصة الثمن وغير معلوم مصدرها ودائماً يسببون المشاكل ويقومون بترك القمامة فى هذه الأماكن .

وأشار محمود إلى أن بعض المواطنين يشترون منتجات هؤلاء الباعة التى أحياناً تكون قد قاربت على انتهاء صلاحيتها لأن سعرها رخيص مقارنة بالمنتجات الجيدة .

وأعرب عن أسفه لأن هؤلاء الباعة يفترشون أمام محطة البحوث منذ سنوات لأنها ذات كثافة كبيرة من المواطنين وأحياناً يسببون تعطلا للطريق، مطالبا بتدخل حاسم من مسئولى الحى من أجل وضع حد لهؤلاء.

 

محطة الإسعاف

 

محطة جمال عبدالناصر بوسط القاهرة وهى محطة تبادلية مع الخطين الأول والثالث من أكثر المحطات التى تعانى من الباعة الجائلين حيث يفترشون المنطقة بالكامل فى ظل غياب تام لحى بولاق أبوالعلا ويشتكى المواطنون من فوضى بائعى الملابس خاصة أنهم يعرضون أسوأ المنتجات للملابس المستعملة وهى مظهر غير حضارى ويطالبون بحل حاسم لتنظيم أماكن مخصصة للبائعين بعيدًا عن مداخل المترو، وتكثيف الحملات لضبط المخالفات.

فى هذا السياق قال يوسف سيد، صاحب سوبر ماركت بالمنطقة إن فوضى بائعى الملابس تشهد تزايدا كبيرا وهناك مناشدات مستمرة للحى من أجل فرض السيطرة حول محطة المترو والتى تشهد توافد الآلاف يومياً لكن لا تحدث استجابة من الحى .

وأشار سيد إلى أن بائعى الملابس بالوكالة يقومون بتعطيل الطريق أحياناً ما يتسبب فى اختناقات مرورية إلى جانب مظهرهم غير الحضارى لبيع أسوأ أنواع الملابس المستعملة.

 

الطاقة التشغيلية

 

حول هذه الأزمة قال خبير التطوير الحضارى والمحلى الحسين حسان أنه تقدم بمقترح تطويري بشكل عام من أجل التغلب على تلك المشكلة، إلى رئاسة مجلس وزراء الانقلاب عام 2019 وحتى الآن لم يتلق أى استجابة .

وأكد حسان فى تصريحات صحفية أنه انطلاقًا من حرصه على تطوير منظومة النقل الجماعى وتحسين المشهد الحضارى لمناطق العاصمة، وتشجيع التحول نحو المدن المنظمة والمستدامة تقدم بهذا المقترح المتكامل لمعالجة ظاهرة الفوضى أمام محطات مترو الأنفاق مثل محطات الإسعاف – فيصل – النزهة وغيرها .

وأشار إلى أن هذا المقترح جاء استنادًا إلى تجربته الميدانية فى الولايات المتحدة الأمريكية أثناء دراسة نظم تنظيم محطات النقل الجماعى فى ولايات نيويورك – شيكاغو – واشنطن، والتى أظهرت أن السيطرة على حرم المحطة هو الخطوة الأولى لضمان الكفاءة التشغيلية والانضباط الحضرى.

وكشف  حسان أن تقديرات ميدانية غير رسمية تشير إلى أن ما يقرب من 45% من محطات المترو بالقاهرة الكبرى تشهد ازدحامًا أمام المداخل بسبب الباعة الجائلين والمواصلات الصغيرة، موضحا أن هذه الفوضى تتسبب فى تأخير دخول وخروج الركاب بمعدل 4–8 دقائق يوميا لكل محطة، ويؤدى الزحام إلى انخفاض الطاقة التشغيلية للمحطات بنسبة تقارب 20% خلال ساعات الذروة، وتسجل مناطق مثل الإسعاف – فيصل – النزهة – العتبة أعلى معدلات الازدحام، بواقع 2500 إلى 3500 راكب فى الساعة الواحدة فى نطاق لا يتجاوز 150 مترًا أمام البوابات.

 

نقاط إشراف ثابتة

 

وشدد على ضرورة إنشاء نقاط إشراف ثابتة بالتنسيق بين شرطة المرافق وهيئة المترو والحى المعنى، مع ضرورة نقل الباعة إلى أسواق بديلة حضارية صغيرة على بعد 150–200 متر من المحطات برسوم رمزية وتفعيل نظام الغرامة الفورية من 100 إلى 300 جنيه للمخالفات المتكررة.

وطالب حسان بتحويل المحطات الكبرى إلى ساحات عبور حضرية تتضمن مناطق انتظار مظللة وممرات للمشاة فقط، مع دمج الباعة فى أسواق حضارية مصغرة مجاورة للمحطات بإدارة إلكترونية تابعة للمحليات، وتعديل لائحة الإشغالات العامة بعقوبات محددة تصل إلى الغلق المؤقت للمحال المخالفة.

وأوضح أن النتائج المتوقعة لهذا المقترح تتمثل فى : خفض معدل الفوضى أمام المحطات بنسبة 65% خلال عامين، تقليل زمن دخول وخروج الركاب بمعدل دقيقتين على الأقل لكل مستخدم تحسين الانطباع العام لدى المواطنين والزائرين عن النظام الحضارى للمحطات، مع دمج الباعة الجائلين فى منظومة الاقتصاد الرسمى دون الإضرار بالشارع العام، ورفع كفاءة التشغيل العام لمترو الأنفاق بنسبة تتجاوز 25%.