بعد الفشل الذريع للسيسى ..هل يجسّ علاء مبارك الرأي العام لترشح جمال للرئاسة؟

- ‎فيتقارير

 

في لحظة سياسية مشحونة يعيشها الشارع المصري تحت وطأة الفشل الاقتصادي والاحتقان الاجتماعي في عهد المنقلب السفيه عبد الفتاح السيسي، عاد اسم جمال مبارك إلى الواجهة مجدداً. هذه المرة، ليس عبر تحركات سياسية مباشرة، بل من خلال سلسلة تدوينات لعلاء مبارك أثارت جدلاً واسعاً على منصة “إكس”، وبدت ـ لدى مراقبين ـ محاولة مقصودة لقياس مدى تقبّل الشارع لفكرة عودة عائلة  مبارك إلى المشهد.

 

إحياء ملف “التوريث”.. الآن؟ ولماذا؟

 

فجّر علاء مبارك النقاش حين انبرى للرد على متابعين تحدّثوا عن “أكذوبة التوريث”، ليؤكد أن أول من روّج لهذا الملف كان الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل.

واستعاد علاء السجال القديم حول اتهامات جمع الثروات، مشيراً إلى أن هيكل نفسه لم يقدّم أي وثائق عندما استدعاه جهاز الكسب غير المشروع عقب ثورة يناير، في محاولة واضحة – بحسب مراقبين – لإعادة تبرئة العائلة وإعادة كتابة رواية ما قبل الثورة.

https://x.com/AlaaMubarak_/status/1990533335442186531?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1990533335442186531%7Ctwgr%5E9794d122fb75ed2006df566d9e70ac452c703fff%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Farabi21.com%2Fstory%2F1720677%2FD8B9D984D8A7D8A1-D985D8A8D8A7D8B1D983-D98AD981D8AAD8AD-D985D984D981-D8AAD988D8B1D98AD8AB-D8A7D984D8ADD983D985-D984D8B4D982D98AD982D987-D985D8A7D8B0D8A7-D982D8A7D984 

توقيت هذا السجال لم يبدُ بريئاً، خصوصاً أنه يتزامن مع حالة تراجع شعبية النظام الحالي وتفاقم الأزمة الاقتصادية، ما دفع البعض لاعتبار تصريحات علاء “بالونات اختبار” لتمهيد عودة جمال مبارك كخيار مطروح في مرحلة ما بعد السيسي.

 

استدعاء “زمن مبارك”.. خطاب حنين سياسي؟

 

النقاش اشتعل بعدما نشر علاء مقطعاً لوالدته سوزان مبارك خلال فعاليات مشروع “القراءة للجميع”.

التفاعل كان لافتاً:

 

منتقدون ذكّروا بالجمود السياسي في سنوات حكم مبارك الأخيرة.

 

ومؤيدون دافعوا عن تلك الحقبة بلغة تنمّ عن حنين واضح.

 

علاء ردّ سريعاً، مؤكداً أن “أفضل عشر سنوات وأفضل وزارة” كانت في تلك الفترة، نافياً تدخل والدته في السياسة ومعتبراً الأمر “شائعات”.

 

لغة علاء بدت – للمرة الأولى منذ سنوات – أقرب لخطاب تلميع سياسي من كونها مجرد تفاعل شخصي، ما عزّز التكهنات حول وجود خطة لإعادة تقديم “الوريث السابق” في ظل اهتزاز صورة النظام الحالي.

 

استثمار الإنجازات القديمة لمقارنة الواقع المتدهور

 

في سجال آخر حول المتحف المصري الكبير، أعاد علاء التأكيد على أن المشروع بدأ في عهد مبارك، وأن إنجازه “جماعي” شاركت فيه مؤسسات مختلفة منذ 2002.

كما أبرز دور وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، ونشر تدوينات تمجّد “البصمة الفنية” له.

 

وبدا واضحاً أن علاء يسعى لاستدعاء صورة دولة مستقرة لديها مشاريع ثقافية كبرى، في مقابل واقع اقتصادي مأزوم وفوضى إدارية حالياً، وهو خطاب يلقى صدى لدى قطاعات غير قليلة من الرأي العام.

 

هل بدأ فعلاً تحضير الأرض لعودة جمال؟

 

اللافت أن كل تحركات علاء الأخيرة تحمل ثلاثة ملامح:

 

إعادة تبرئة العائلة من ملفات كالتوريث والفساد.

 

إحياء رموز مرحلة مبارك وتقديمها كنموذج للحكم “العاقل والمستقر”.

 

استثمار غضب الشارع من السيسي لتسويق “البديل السابق” بدل البحث عن بديل جديد.

 

هذا المشهد دفع محللين للتساؤل:

هل يتحرك علاء منفرداً بدافع شخصي؟ أم أن العائلة تختبر استعداد الجمهور لاستقبال جمال، بعد أن تهاوت شعبية السيسي وفقد النظام الحالي كل أوراق شرعيته؟

 

في ظل حالة الانهيار الاقتصادي وارتباك السلطة، تبدو الساحة مفتوحة لجميع الاحتمالات. لكن ما هو مؤكد أن ظهور علاء بهذه القوة لم يكن صدفة، وأن خطاب “العودة” لم يعد همساً خلف الأبواب، بل أصبح يتسلل إلى الحوار العام.. وبصوت عالٍ.