رغم جهود حماس..هل يهدد ملف مقاتلى المقاومة فى رفح اتفاق وقف إطلاق النار؟

- ‎فيعربي ودولي

 

 

تواصل حكومة الاحتلال مزاعمها حول عناصر المقاومة الفلسطينية المحاصرين فى رفح وينشر الإعلام الصهيونى بصورة يومية أخبارا عن قتل عدد من المقاومين واعتقال بعضهم أو العصور على جثث فى الأنفاق تعود لمقاومين وفق تعبيرها فى محاولة لتصوير أن جيش الاحتلال يحقق انتصارا فى القضاء على حركة حماس وانهاء وجود المقاومة.

كان جيش الاحتلال قد أعلن عن تضييق الدائرة على مسلحي حماس، من خلال حصارهم وبدء تنفيذ أعمال في آخر جيوب الأنفاق الموجودة في مدينة رفح الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة.

فيما تبنّى إيال زامير رئيس أركان جيش الاحتلال، موقفًا متشددًا رافضًا لأي حلول تمنح أولئك العناصر الخروج الآمن، مطالبا بقتلهم أو استسلامهم، وأوعز بذلك لقواته التي كثّفت منذ نحو أسبوعين حملتها العسكرية لملاحقتهم ومحاولة الوصول إليهم.

 

خروقات صهيونية

 

وعلى المستوى الميداني، تواصلت الخروقات الصهيونية في قطاع غزة، إذ قتلت قذيفة مدفعية أطلقتها دبابة صهيوينة فلسطينيًا شرق مخيم المغازي وسط القطاع، خلال محاولته جمع الحطب، فيما قتل آخر في قصف من مسيّرة في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس جنوب القطاع، وأُعلن عن مقتل آخر متأثرًا بجروحه إثر قصف سابق على البلدة.

وتواصل قوات الاحتلال عمليات النسف الكبيرة لمنازل الفلسطينيين والبنية التحتية الواقعة في مناطق سيطرتها شرق الخط الأصفر، وكذلك في محيطه داخل المناطق الواقعة تحت سيطرة حماس، وسط قصف جوي ومدفعي وإطلاق نيران في تلك المناطق.

 

اتفاق وقف إطلاق النار

 

فى المقابل حذرت حركة حماس، من أن إصرار دولة الاحتلال على ملاحقة المحاصرين في أنفاق رفح وتصفيتهم واعتقالهم يعد خرقًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وقالت الحركة فى بيان لها إن  الجريمة الوحشية التي يرتكبها الاحتلال عبر ملاحقة وتصفية واعتقال المجاهدين المحاصَرين في أنفاق مدينة رفح تُعَدّ خرقًا فاضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ودليلًا دامغًا على المحاولات المستمرّة لتقويض هذا الاتفاق وتدميره.

وكشفت أنها بذلت طوال الشهر الماضي جهودًا كبيرة مع مختلف القيادات السياسية والوسطاء لحلّ مشكلة المقاتلين وعودتهم إلى بيوتهم، غير أنّ الاحتلال نسف كل هذه الجهود، مُغلِّبًا لغة القتل والإجرام والملاحقة والاعتقال.

 

جثة هدار جولدن

 

وكشفت تقارير صهيونية أن قوات الاحتلال كثّفت من عملياتها لملاحقة العناصر المسلحة التابعة لكتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، الموجودين في أنفاق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، متجاهلة وعود خروجهم الآمن بعد تسلمها جثة الضابط هدار جولدن مطلع الشهر الحالي.

وقال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم جيش الاحتلال، ،إن قوات جيش الاحتلال استهدفت 6 مسلحين في رفح جنوب قطاع غزة يُعتقد أنهم خرجوا من نفق تحت الأرض في المنطقة.

وأشار إلى أن سلاح الجو بجيش الاحتلال أطلق النار على هؤلاء المسلحين. وبعد ذلك تم العثور على جثة في المنطقة، بينما قتل ثلاثة رجال مسلحين آخرين في اشتباك قريب.

وزعم أنه تم اعتقال جنديين مسلحين اثنين، كانا في أحد المباني.

 

حي الجنينة

 

فيما زعمت تقارير لوسائل الإعلام الصهيونية أن عشرات الرجال المسلحين تحصنوا في نفق تحت الأرض في منطقة رفح، التي تسيطر عليها قوات الاحتلال، بموجب وقف إطلاق النار. وباءت مفاوضات بشأن مطلبهم بتوفير ممر آمن بالفشل.

ووفقًا لمراسل هيئة البث الصهيونية فإن من تم اعتقالهم استسلموا لقوات  "الناحال"  دون أن يطلقوا النار على القوات التي قامت بنقلهم للتحقيق ميدانيًا، لمحاولة الحصول منهم على معلومات جديدة حول الأعداد المتبقية من المسلحين في الأنفاق والنقاط القريبة من مكان العملية الجارية في حي الجنينة شرق رفح.

 

قائد كتيبة المنطقة الشرقية

 

وزعم بيان لجيش الاحتلال أنه خلال الأسبوع الأخير جرى قتل 20 مسلحًا، في حين اعتُقل 8 أثناء محاولتهم الهروب من تلك المنطقة.

وتُقدّر مصادر عسكرية صهيونية وجود نحو 40 مسلحًا في المنطقة، بعدما كانت التقديرات تُشير إلى وجود ما بين 60 و80 في الأيام الأخيرة، مرجّحةً أن يكون قائد كتيبة المنطقة الشرقية في رفح أو نائبه، موجودين بين أولئك المسلحين.

 

تعنّت صهيونى

 

فى المقابل كانت حركة حماس قد سعت بالتوافق مع الوسطاء إلى أن يتم تسليم جثة الضابط جولدن الذي أسر في حرب 2014، مقابل إيجاد حل يضمن خروج عناصرها بشكل آمن.

وعملت الولايات المتحدة مع الوسطاء، خصوصًا تركيا، لإتمام هذه العملية، فسلّمت الحركة الجثة، بعد حصولها على تعهّدات بالعمل على خروج مقاتليها، إلا أن مبعوثي إدارة دونالد ترامب زعموا أنهم لم ينجحوا في إقناع دولة الاحتلال بذلك، لتبقى قضيتهم عالقة.

وطالب وفد قيادي كبير من حركة حماس الوسطاء بالعمل على إنهاء ملف المقاتلين في أنفاق رفح؛ وبذل جهود مكثّفة مع جميع الوسطاء والجهات لضمان إخراج أولئك المقاتلين وضمان حياتهم.

وأكدت مصادر من حماس إن هذا الملف عالق دون حلول، في ظل التعنّت الصهيونى ورفض الاحتلال لأي حلول.