حذرت شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية من حالة الارتباك التي يشهدها سوق الدواجن بعد انهيار أسعار الفراخ في المزارع إلى ما دون تكلفة الإنتاج، مما عجّل بخروج صغار المربين وتهديد بعض المنتجين بوقف التسكين أي الإنتاج لانخفاض الأسعار بصورة كبيرة، في مقابل ارتفاع تكلفة الإنتاج من تدفئة وغاز وكهرباء وأعلاف .
وطالبت الشعبة في بيان لها صدر اليوم حكومة الانقلاب بالبحث عن حلول عاجلة لضبط الحلقات الوسيطة وتحقيق سعر عادل للمنتج والمستهلك، مشددة على ضرورة أن تقدم دعما للمنتجين كتخفيضات في أسعار الأعلاف والغاز وخلافه .
توقف الإنتاج
فيما أعلن عدد كبير من المربين الصغار ومنتجي الدواجن عن رغبتهم في وقف التسكين -الإنتاج- خلال الفترة الحالية لحين عودة الأسعار إلى طبيعتها واستقرار الصناعة بعد الفجوة الكبيرة بين سعر البيع من المزرعة والأسواق المحلية .
وقالوا: إن "سعر الكيلو في المزارع هبط إلى نحو 55 جنيهًا، وهو ما لا يغطي تكلفة الإنتاج، ويتسبب في خسائر كبيرة للمربين لا يمكن تحملها لفترة طويلة".
وحذر المربون من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى موجة جديدة من خروج صغار المربين، وهو ما سينعكس على السوق لاحقًا بارتفاع غير مسبوق في الأسعار قبل قدوم شهر رمضان .
يشار إلى أنه في الوقت الذي تتراجع فيه الأسعار في مزارع الدواجن، لا تزال أسعار البيع لدى محلات بيع الدواجن الحية مرتفعة، نتيجة وجود حلقات وسيطة تستحوذ على أرباح كبيرة على حساب كل من المنتج والمستهلك.
الحلقات الوسيطة
في هذا السياق دعا مصطفى رجب أحد منتجي الدواجن إلى ضرورة وضع حلول تنفيذية عاجلة، لضبط الحلقات الوسيطة وتحقيق هامش ربح عادل يضمن استمرار الإنتاج ويحافظ على استقرار الأسعار للمواطن.
وأكد رجب في تصريحات صحفية أن مستوى الأسعار يقل كثيرًا عن تكلفة الإنتاج الفعلية، ما يعرض آلاف المربين، خاصة صغار المنتجين، لخطر الخروج من المنظومة الإنتاجية.
القوة الشرائية
وكشف الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية، أن إنتاج الدواجن والبيض يشهد نموًا ملحوظًا، إلا أن ضعف القوة الشرائية لدى المواطنين تسبب في انخفاض الأسعار بشكل كبير، حيث توجد كميات ضخمة من الإنتاج لا يقابلها طلب مماثل.
وقال السيد في تصريحات صحفية: إن "الأسعار المتداولة حاليًا تقل عن التكلفة الفعلية للإنتاج، مشيرًا إلى أن البعض يتحدث عن تحسن محتمل مع دخول شهر رمضان الذي يشهد عادة زيادة في الطلب بنسبة 25% ".
وحذر من صعوبة استمرار الأسعار المنخفضة، مؤكدا أن السوق سيتجه نحو ارتفاع تدريجي للوصول إلى نقطة توازن بين تكلفة الإنتاج وسعر البيع.
معادلة سعرية
وشدد السيد على أن الحفاظ على صناعة الدواجن يتطلب الوصول إلى معادلة سعرية عادلة، خاصة مع دخول فصل الشتاء وما يرافقه من ارتفاع في تكاليف التدفئة والغاز، مشيرًا إلى أن السعر العادل يتراوح بين 65 و67 جنيهًا للكيلو في المزرعة، ولا ينبغي أن يقل عن 65 جنيهًا للمنتج.
وحول اتجاه بعض المنتجين إلى وقف التسكين حاليًا، قال: إن "الشركات الكبرى لن توقف الإنتاج كما يروج البعض، معتبرًا أن الحل يكمن في دعم دولة العسكر للقطاع من خلال تخفيض أسعار الأعلاف، وتقديم دعم للغاز، ودعم الكتاكيت كما تفعل بعض دول العالم، بما يساهم في تخفيف الضغط على المربين ويحافظ على استقرار السوق للمواطن المصري".