بثّت قناة GB News البريطانية مزاعم أطلقها أمجد طه تتهم منظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم بتمويل الإرهاب، اضطرت القناة لاحقًا إلى الاعتذار العلني ودفع تعويضات مالية كبيرة للمنظمة، بعدما ثبت أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة.
وكشفت هذه الحادثة عن خطأ إعلامي ليس عابرا، بل عن شبكة من التضليل الإعلامي الممنهج الذي تقوده الإمارات ضد المؤسسات الإسلامية، وعن الدور الذي يلعبه مؤثرون مجنسون مثل البحريني –الإماراتي أمجد طه في تصدير هذه الروايات المضللة إلى الإعلام الغربي.
وتعد فضيحة أمجد طه في بريطانيا ليست مجرد حادثة إعلامية، بل نموذج لكيفية ارتداد التضليل على أصحابه. فحين تُستخدم المنابر الإعلامية لنشر معلومات غير دقيقة تخدم أجندات سياسية، فإنها قد تحقق أثرًا قصير المدى، لكنها سرعان ما تُكشف أمام القضاء والرأي العام، بحسب مراقبين.
وكشفت بشرى شيخ أن أمجد طه انكشف كمشعوذ على قناة @GBNEWS بعدما نشر معلومات مضللة عن المسلمين البريطانيين على منصة وطنية، انتهى به الأمر إلى دفع تعويضات في المحكمة بسبب أكاذيبه، مضيفة "الخاسرون يهاجمون ولكن لا يتحملون الرد. أنت رجل ضعيف يا @amjadt25، وكاذب مؤكّد أيضا.".
https://x.com/Bushra1Shaikh/status/1996930698662359293
وأوضح د. طارق العَمري @DrTariqAlAmri أن دفع التعويضات سببه ادعاءات كاذبة أطلقها مؤثر إماراتي بأن منظمة الإغاثة الإسلامية الخيرية، ومقرها المملكة المتحدة، موّلت "إرهابيين".
وكان أمجد طه، الذي يظهر غالبًا في وسائل الإعلام اليمينية مروجًا للمواقف الإماراتية، خلال حلقة 16 فبراير من برنامج كاميلا توميني قد قال، مخطئًا، إن الإغاثة الإسلامية "ترسل أموالًا إلى بعض الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط…" في سبتمبر، أصدرت GB News توضيحًا جاء فيه: "نقبل الادعاء بأن الإغاثة الإسلامية موّلت جماعات إرهابية، وهو ادعاء غير صحيح. وأكدت الإغاثة الإسلامية أنها لا تروج أو تدعم التطرف بأي شكل من الأشكال، وأنها منظمة إنسانية بحتة".
منظمة الإغاثة الإسلامية
ومنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم هي مؤسسة خيرية بريطانية مسجلة قانونيًا، تعمل في أكثر من 40 دولة لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية في مناطق النزاعات والكوارث. تحظى باعتراف رسمي من الحكومة البريطانية والاتحاد الأوروبي، وتُعتبر من أبرز المؤسسات الإسلامية العاملة في المجال الإنساني.
ومنذ عام 2014، وضعتها الإمارات على قائمة "المنظمات الإرهابية"، ضمن حملة واسعة استهدفت أكثر من 80 جمعية إسلامية حول العالم. هذا التصنيف الإماراتي لم يُعتمد من أي حكومة غربية، لكنه شكّل أساسًا لحملات إعلامية متكررة ضد المنظمة، كان أمجد طه أحد أبرز وجوههها إلا أن المنظمة ما زالت تعمل في بريطانيا وأوروبا ودول غربية أخرى.
وقال مجدي قناوي @magdy_said18030 ".. منذ سنوات والإمارات تشن حربًا على المسلمين في أوروبا وجمعياتهم، فقد اتهمتهم أكثر من مرة بتمويل الإرهاب، وإنتاج جيلٍ إرهابي يهدد أوروبا ومجتمعاتها".
فضيحة في بريطانيا
وفي فبراير 2025، ظهر أمجد طه على برنامج The Camilla Tominey Show على قناة GB News، حيث زعم أن الإغاثة الإسلامية "ترسل أموالًا إلى جماعات إرهابية في الشرق الأوسط". هذه المزاعم أثارت جدلًا واسعًا، خاصة أنها استهدفت مؤسسة بريطانية ذات سمعة دولية.
بعد ضغوط قانونية وإعلامية، اعترفت القناة بأن الادعاء كان غير صحيح، وأصدرت في سبتمبر 2025 اعتذارًا رسميًا قالت فيه:
"نقرّ بأن الادعاء بأن الإغاثة الإسلامية موّلت جماعات إرهابية هو ادعاء غير صحيح. وقد أكدت الإغاثة الإسلامية أنها لا تروّج أو تدعم أي شكل من أشكال التطرف، وأنها منظمة إنسانية بحتة."
كما دفعت القناة تعويضات مالية كبيرة للمنظمة، وأزالت المقطع المسيء من جميع منصاتها، مؤكدة أن الاتهام ألحق ضررًا مباشرًا بسمعة المؤسسة الإنسانية.
دور الإمارات وحملات التشويه
وجاءت القضية في سياق حملة إماراتية مستمرة منذ سنوات لتشويه صورة المؤسسات الإسلامية في أوروبا، بعدما كان التصنيف الإماراتي 2014 واضعا اسم (الإغاثة الإسلامية) على قوائم "الإرهاب"، متهمة إياها بالارتباط بجماعة الإخوان المسلمين وحماس ودعمت الأجهزة الأمنية الإعلامية الإماراتية حملتها بشخصيات مثل أمجد طه فكررت هذه المزاعم في الإعلام العربي والغربي، رغم غياب الأدلة.
وحاولت أبوظبي الضغط الدبلوماسي والتأثير على شركاء غربيين لتقييد عمل المنظمة، لكن معظم الحكومات الأوروبية لم تتبنَّ هذا التصنيف وربطت منظمات حقوقية هذه الحملات بمحاولات تسييس العمل الإنساني، معتبرة أن الهدف هو ضرب المؤسسات الإسلامية المستقلة التي تحظى بثقة المجتمعات الغربية.
واعتبر مراقبون أن الحادث يعني سقوط أمجد طه إعلاميًا على الأقل في بريطانيا ففضيحة GB News شكّلت نقطة تحول في مسيرة أمجد طه الإعلامية من أنه كاذب بحسب حكم القضاء البريطاني الذي أثبت أن مزاعمه لا أساس لها، ما أجبر القناة على الاعتذار.
وأشار مراقبون إلى أنه فقد عنصر مهم يحتاط له الإعلام الغربي "المصداقية" وباتت الصحافة الغربية تنظر إلى (طه) كـمروّج دعائي أكثر من كونه محللًا سياسيًا.
ويمكن أن ينعكس ذلك على تراجع فرص ظهوره هناك، رغم عدم صدور قرار رسمي بحظره، إلا أن القنوات البريطانية أصبحت أكثر حذرًا في استضافته، خوفًا من تكرار الأزمة القانونية، بحسب مراقبين.
ويعكس هذا السقوط الإعلامي حدود استراتيجية التضليل، ويؤكد أن الأكاذيب قد تنجح مؤقتًا لكنها سرعان ما تُكشف أمام الحقائق الميدانية والقانونية.
أكاذيب روّج لها أمجد طه
وعلى مدى سنوات روج أمجد طه لأكاذيب يتبناها أيضا إعلام محمد بن زايد وخارجيته ورموزه الأمنية ومستشاريه بتمويل الإرهاب عبر الإغاثة الإسلامية وكُشفت في بريطانيا باعتذار رسمي وتعويضات مالية.
كما دأب على تشويه المقاومة الفلسطينية ووصف حماس بأنها "تنظيم إرهابي"، لكن الإعلام العربي فضح الرواية عبر توثيق جرائم الاحتلال.
ومن أبرز ما تبناه المجنس الإماراتي مزاعم "قطع رءوس الأطفال" في غزة التي دعم بها روايات "إسرائيلية" مفبركة بعد 7 أكتوبر 2023، وكُشفت عبر تقارير دولية.
كما يروج أمجد طه لدعاوى التطبيع كسلام حقيقي وقوبل برفض واسع في الشارع العربي، وأظهرت استطلاعات أن غالبية الشعوب تعتبره خائنا وما يروج له خيانة.
وأصدرت له أبوظبي كتاب "خدعة الربيع العربي" (2016) لتروج بحسب ادعائهم "أن الثورات العربية مؤامرة خارجية"!، وأثبتت الدراسات الأكاديمية أنها نتيجة تراكمات داخلية.
وقالت لجين الشمري @zamanzmn3 "سقط #أمجد_طه، سفير شيطان العرب في منابر الغرب، سقوطاً مُدوّياً بعد أن جرّ قناة GB News البريطانية إلى فضيحة مدوّية، واضطرّها للاعتذار العلني ودفع تعويضات فادحة بعدما اكتشف القضاء أن روايته عن “تمويل الإغاثة الإسلامية للإرهاب” ليست سوى زبالة دعائية إماراتية.".
وأضافت "انقلب السهم إلى صدره، وارتدّ الكذب على فمه، وسقط هو وربّه #محمد_بن_زايد في حفرةٍ حفراها بأنفسهم.. ومن اليوم فصاعداً، ستنظر إليه الصحافة الغربية على حقيقته: مكبّ نفايات إعلامي، ومخبرٌ صغير كموسى العمر وفيصل القاسم وباقي نفايات الاعلام السوري وتُستعمل أكاذيبه ثم تُرمى كما تُرمى القاذورات.".
https://x.com/zamanzmn3/status/1996900898950332606/photo/1