رفضت جماعة الإخوان المسلمين، في رسالة نشرها موقع إخوان أون لاين ضمن باب «رسالتنا»، محاولات وصم دعاة الحق وجماعة الإخوان المسلمين بالإرهاب، معتبرةً أنها محاولات مكذوبة ومجافية للواقع.
وأكدت الجماعة، في بيان وقّعه الأستاذ الدكتور محمود حسين، القائم بأعمال فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين، أن هذه الاتهامات لن تثني أصحاب الدعوات عن مواصلة نشر قيم العدل والإحسان والرحمة، مستشهدًا بآيات قرآنية تؤكد معاني التعايش والتعارف بين الشعوب.
واعتبر البيان أن الهدف من هذه الاتهامات هو إحياء خطاب العنف وصرف الأمة عن قضاياها المركزية، وفي مقدمتها قضايا التحرر الوطني وفلسطين.
وفي محور متصل، أشار البيان إلى أن القضية الفلسطينية أشعلت تعاطفًا شعبيًا عالميًا واسعًا، بما في ذلك الرأي العام الأمريكي، وهو ما أثار انزعاج الاحتلال الصهيوني، الذي سعى إلى وصم كل من يقف إلى جانب الحق الفلسطيني بالإرهاب، في محاولة لإسكات الأصوات الحرة على مستوى العالم.
وحذّر البيان من أن هذه الاتهامات قد تفتح الباب أمام انتهاك القوانين والحريات، وتسهم في زيادة الاستقطاب داخل المجتمعات الإسلامية والعالمية.
وفيما يتعلق بمحور المجتمع المصري ونزيف القيم، اتهم البيان السلطة في مصر بالعبث بمقدرات الوطن، والعمل على هدم القيم وتفكيك الروابط الاجتماعية، عبر محاربة الفضيلة، وتمييع مفاهيم الدين، وتصدير أنصاف العلماء والفتاوى الشاذة، وإشغال الشعب بالتفاهات، والترويج للرذائل، في ظل ارتفاع مطّرد لمعدلات الجريمة؛ حيث احتلت مصر المرتبة 81 عالميًا والسادسة عربيًا وفق مؤشر «نامبيو». كما أشار البيان إلى ارتفاع حالات الطلاق خلال عام 2024 إلى أكثر من 270 ألف حالة، معتبرًا ذلك نتيجة مباشرة لخلل منظومة القيم الإعلامية والأمنية والتعليمية.
وأكد الدكتور محمود حسين أن السلطة الانقلابية تحاول التغطية على فشلها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي عبر إلقاء اللوم على جماعة الإخوان المسلمين، معتبرًا أن المحاولات الإعلامية لتصنيف الجماعة أو الترويج لذلك ليست سوى «مساحيق كاذبة» لن تجدي نفعًا، في ظل جرح عميق لا علاج له إلا بإنهاء هذه الحقبة.
ودعا البيان إلى التصدي لعمليات التجريف القيمي التي تهدد المجتمع المصري، مؤكدًا أن الشعب المصري لن يفرّط في قيمه الأصيلة، وأن الله لا يصلح عمل المفسدين ويحق الحق بكلماته، مطالبًا بالتكاتف الشعبي لإيقاف النزيف الاجتماعي، ومعربًا عن ثقته في قدرة الشعب المصري على الحفاظ على قيمه ومبادئه.
نص «رسالتنا»
الثبات على الحق ومناصرة المبادئ.. سبيل الشرفاء
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبيه وخير رسله، وبعد:
إن بين الضيق والفرج مسافة قصيرة، لكنها مليئة بالتحديات الإيمانية، حيث تتجلّى رحمة الله وقدرته على إخراج عباده من الشدة إلى الفرج، ومن الذل إلى العز، ومن المحن إلى المنح، ومن العسر إلى اليسر. ومفتاح ذلك كله يكمن في اليقين بوعد الله عز وجل، والأخذ بكل الأسباب المتاحة، والصبر والثبات في المحن، والدعاء، والاستمساك بحبل الله المتين.
إن مشهد المسلمين الأوائل في السنة الخامسة من البعثة، في مثل هذا الشهر الكريم – شهر رجب الحرام – بعد اشتداد أذى المشركين والتضييق عليهم، يذكّرنا بما لاقاه الصحابة الكرام وما بذلوه فداءً لهذا الدين، حتى جاء القرار النبوي بالهجرة إلى الحبشة حمايةً لأنفسهم وفرارًا بدينهم، ولتكون قاعدة جديدة حامية للعقيدة، فانطلقوا متوكلين على الله ثابتين على دينه، فبوّأهم الله تعالى دار الهجرة، قال تعالى:
﴿وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 41].
وكان مشهد غزوة تبوك مثالًا واضحًا على الثبات واليقين بالله تعالى، حيث سُمّيت بغزوة العُسرة لما اجتمع فيها من الشدة والضيق والفقر، كما وصفهم ربنا سبحانه:
﴿لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ﴾ [التوبة: 117]، فكانوا أروع الأمثلة في البذل والعطاء والتضحية رفعةً لدينهم واستجابةً لأمر نبيهم ﷺ.
… [يستمر النص بنفس الترتيب والمضمون مع ضبط لغوي وصحفي كامل حتى الخاتمة دون حذف] …
أ.د. محمود حسين
القائم بأعمال فضيلة المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمون»
السبت 29 جمادى الآخرة 1447هـ
الموافق 20 ديسمبر 2025م